تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا تحول طبيعي فلا نستغرب. نأتي الآن إلى كلام علمائنا: هذا كلام سيبويه وكتاب سيبويه نُقِل بالتواتر في شرحه يعني لا شك فيه وحُقق ونُشِر أكثر من مرة وموجود نسخ مخطوطة في المغرب ونسخ مخطوطة في المشرق مئات النسخ ويقال عنه قرآن النحو. هو كتاب مشهور ومطبوع ومحقق الآن ومنشور أكثر من طبعة وسيبويه توفي على الأرجح عام 175 للهجرة فكان مشافهاً للعرب واصفاً لأصواتهم ثم من جاء بعده نقل هذا الوصف بعلم وبمشافهة أيضاً ولا يقول أخطأ سيبيويه فأخطأ من جاء بعده من علماء اللغة وعلماء التجويد هذا الكلام ظلم. علماؤنا ما زالوا ينقلون منه: أحدث كتاب وهو ينقل من كتاب سيبويه يقول من أين مخرج الضاد؟

من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس الجانبية (يعني أن الضاد يخرج من الجانب وليس من الأمام) ومن الحروف: الشديدة التي يمنع الصوت أن يجري فيه، الدال مثلاً لما تقول (قد) ينغلق لا تستطيع أن تخرج دالاً طويلة، ومنها الرخوة وهي: ... والضاد .. وذلك أنك إذا قلت أطس وانقض وأشباه ذلك أجريت الصوت إن شئت. لما تقول يشرب للتعليم تستطيع أن تُخرج شيناً طويلة لكن إذا أردت أن تقول يضرب لا تستطيع أن تخرج ضاداً كالشين لأن المجرى ينغلق فهذه إذن غير هذه. فهذا الضاد التي ينطقها بعض العرب أو المجودين هذه ليست ضاد العرب. إذا أردنا أن ننطقها ينبغي أن نتكلّفها ونتعلمها لأنهم كانوا يقولون من القديم: مكي إبن أبي طالب القيسي وأبو عمرو الداني وغير هؤلاء من علماء التجويد يقولون: وليس أعسر على اللسان من الضاد. الآن هو ليس عسراً إذن ما ننطق به ليس هو الضاد. تحتاجإلى لتدريب أن تجعل اللسان في الداخل، هم يقولون يمتد به الصوت إلى مخرج اللام: تجعل اللسان في الداخل وتحاول أن تخرج الصوت من الجانب. مكي إبن أبي طالب القيسي توفي عام 437 للهجرة يعني منذ ما يقارب الألف عام وهو من القُرّاء ممن أخذ القرآءة بالسند، ترك الأندلس وجاء إلى مصر وفي مصر أخذ القراءة بالإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الضاد صعب لكن إجتهد أن تنطقها. فيقول: " فلا بد للقارئ المجوّد أن يلفظ بالضاد ويعطي وصفها فيُظهر صوت خروج الريح عند ضغط حافة اللسان بما يليها من الأضراس عند اللفظ بها. هذا صعب ولكن نتدرب عليه. لا أقول له أي جزي الصوت قيقول جرى الصوت في داخل المخرج هذا ليس جرياناً. مكّي آخذ القراءة بالسند منذ ألف عام هو يقول: يجب أن يظهر صوت خروج الريح.

كيف ننطق الضاد؟ الآن ننطق الضاد أمامية شديدة وهي في لغة العرب جانبية رخوة فالمخرج والصفة مختلفان. إذا قرأنا (فإذا أفضتم من عرفات) أو (اضطررتم إليه) الضاد التي هي دال مطبقة هي أخت التاء وما دامت أخت التاء ينبغي أن يكون هناك إدغام فأنت هنا إما أن تُدغِم إدغاماً ناقصاً وهذا لم يقل به أحد لا من الأولين ولا من الآخرين، وإما أن تقلقل وما قال أحد لا من الأولين ولا من الآخرين أن تقلقلها. هذا مشكل والمَخْلَص أن نحاول أن نتكلّف او نعلّم التلامذة كيف ينطقون الضاد الصحيحة بخروج الريح من أحد الشدقين. فإن لم نستطع نأخذ بفتوى الإمام فخر الدين الرازي (604هـ): حتى نتخلص من مشكلة (أفضتم) و (اضطررتم) وا أشبه ذلك. هو يُفتي بنطقها ظاء ويقول: "المختار عندنا أن إشتباه الضاد بالظاء لا يُبطل الصلاة لأن المعنى معروف والتمييز عسر. المشابهة من وجوه: الأول أنهما من الحروف المجهورة والثاني أنهما من الحروف الرخوة والثالث أنهما من الحروف المطبقة والرابع أن الظاء وإن كان مخرجه من بين طرفي اللسان وأطراف الشفة العليا ومخرج الضاد من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس إلا أنه حصل في الضاد إنبساط لأجل رخاوتها وبهذا السبب يقرب من مخرج الظاء. التمييز عسر يين هذين الحرفين ليس في محل التكليف.".

لا تقول كلمة (عين) لا يجوز أن تُستعمل إلا للباصرة، فإذا قلت شربت من عين باردة، تقول كيف وهذه العين التي نبصر بها؟ كلا فالسياق يبيّن المعنى. بل قُرِيء (وما هو على الغيب بضنين) (وما هو على الغيب بظنين) بالظاء وهي قراءة سبعية والرسم واحد بالصاد المنقوطة. ويقول الرازي: والتمييز عسر يين هذين الحرفين ليس في محل التكليف. تغير الأصوات يكون بمئات السنين حتى تتغير. فالمخلَص ليس بنطقه دالاً مطبقة لكن بالأصل أن ننطقه كما وصف جانبي رخو وهو أقرب إلى الظاء. ننطقه جانبياً رخواً ويمكن أن نمد به الصوت قد يكون هذا وقد لا يكون ولكنه أقرب من الضاد التي نلفظها أمامية شديدة. ويقولون من الشدق الأيسر أسهل ويحتاج إلى تمرين وإن لم نستطع ننطقه ظاء أخذاً بفتوى الإمام فخر الدين الرازي لأنه يختلف المخرج والصفة واحدة. الدلالة لا تتغير لأن السياق يشير إلى ذلك. كما قلنا العين: ربما العين تعني عين باصرة وعين ماء نعرفها حسب السياق. هم يقولون ليس أعسر على اللسان من نطق الضاد. في الوقت الحاضر بعض الكتّاب المعاصرين بعض الدراسات تنطقها هكذا (الضالين) يقولون نضيف إلى حروف القلقلة الضاد فتصبح الحروف (قطب جد ض) وهذا ليس من حقهم لكن هذا مقترحهم ما داموا ينطقونه هكذا.

بُثّت الحلقة بتاريخ 18/ 2/2006م

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير