تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحمد حسن فرحات: أولا في عندنا ثلاث آيات هذه متشابهة لفظا من حيث أنها تذكر هذه الطوائف في عندنا آية في سورة البقرة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:62] وفي آية المائدة التي استشهدت أنت بها الآن {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [المائدة:69] وفي آية سورة الحج {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .. } [الحج:17] إذاً هنا إذا نظرنا إلى الاشتراك والتشابه اللفظي نقول هذه آيات متشابهة لفظا ولكن لما ننظر إلى الاختلاف الوارد في سورة المائدة بتقديم لفظ الصابئين ورفعها الصابؤون هذه هنا تعتبر من المشكل، مشكل الإعراب، ولذلك كثرت فيها الوجوه عند علماء التفسير وعند علماء العرب ممكن تكون إلى سبعة وجوه قد وصلت في هذه الآية، ورجح أكثرهم قول سيبويه في هذه الآية، باختصار آية البقرة خلينا نرجع لآية البقرة أولا جاية على حسب النظام المعهود أنه معطوف على منصوب كله منصوب على أساس أنه، يعني {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ .. } الذين آمنوا اسم إن وكله معطوف عليها يعني منصور كله ما في مشكلة في الموضوع، لكن آية البقرة متى نزلت وما هو السبب بنزولها؟ لما جاء سلمان الفارسي الذي كان قد خرج مع الرهبان ونزل معهم وعاش معهم ثم أرشدوه أن يأتي إلى بلاد العرب وأن نبيا سيبعث وأنه عليه أن يأتي إلى هذا النبي وأن يؤمن به، فلما جاء إلى المدينة المنورة وجد أن الرسول قد وصل إليها فذهب إليها وسأله عن أخبار هؤلاء الرهبان الذين كان معهم فقال كانوا يبشرون بك ولو أدركوك لآمنوا بك، ما مصيرهم عند الله؟ نزلت آية البقرة، ولذلك نص فيها { .. فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ .. } [البقرة:62] ولم تذكر هذه في الآيات الأخرى، لأن السؤال هنا عن المصير. فقال {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:62] إذا هذه الآية نزلت في أصحاب الطوائف قبل البعثة النبوية والذين كانوا يبشرون بالنبي ولو أدركوه لآمنوا به. عثمان عثمان: هذا أجرهم عند الله عز وجل يوم القيامة.

أحمد حسن فرحات: محفوظ. نأتي إلى آية المائدة، آية المائدة بحسب سياق الكلام ما قبلها وما بعدها يبين أنها في أصحاب الطوائف الذين كانوا معاصرين للنبي ولقد أدركوه ولم يؤمنوا به، إذاً هنا تلك في مرحلة قبل البعثة وهذه بعد البعثة وكانت في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، الذين أدركوه ولم يؤمنوا به. طبعا علماء الإعراب رجحوا رأي سيبويه ورأي سيبويه الحقيقة فيه شيء من التكلف لما بيقول إن الصابئين في الآية مقدمة من تأخير، يعني قدمت في الآية وحقه أن تكون في آخر الآية، كيف بيقدرها؟ بيقول إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصابؤون كذلك .. عثمان عثمان: إذاً كان فيها تعقيد يعني.

أحمد حسن فرحات: فيها نوع من القطع للكلام، فيها تكلف. عثمان عثمان: ما هو المعنى الذي ليس فيه هذا التعقيد؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير