تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أهل الكتاب أنهم يؤمنون بما جاء في التوراة، إذاً فهم يؤمنون بهذه الصفات التي وردت لهذه الأمة، ولكن بعد أن أصبحت هذه الأمة حقيقة وواقعة ما قال يؤمنون بمثل هذه الأمة وإنما قال يؤمنون بالمقيمين الصلاة، يعني بالمسلمين بالرسول وأمته، إذاً صار معنى الآية هكذا {لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ .. } من أهل الكتاب { .. وَالْمُؤْمِنُونَ .. } منهم { .. يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ .. } يعني القرآن { .. وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ .. } يعني التوراة والإنجيل { .. وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ .. } يعني يؤمنون بك وبأمتك التي ورد مثلها في التوراة، تلك صفتهم في التوراة، ثم قال { .. وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ .. } المؤتون الزكاة هنا من صفة أهل الكتاب وليس من صفة المسلمين هنا، طبعا صفة المسلمين إقامة الصلاة هذا أمر واضح جدا ومعروف "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" فأصبحت الصلاة هي العلم على هذه الأمة الإسلامية. عثمان عثمان: أيضا دكتور من الآيات التي أشكلت على المفسرين قول الله عز وجل {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف:81] البعض قال إنها تنافي العقيدة الإسلامية، ما حقيقة الإشكال هنا وكيف يمكن دفعه؟

أحمد حسن فرحات: هذه الآية الحقيقة ذكر العلماء فيها أقوالا كثيرة ورد بعضهم على بعض في هذه الآية، فأنا جمعت هذه الأقوال وجمعت الردود عليها، قلنا إذاً هذه الأقوال كلها لا تصلح أن تكون هي معنى لهذه الآية، إذاً لا بد أن نبحث عن معنى آخر، كيف نجد هذا المعنى؟ لا بد أن نقرأ السورة، سورة الزخرف من أولها إلى آخرها عدة مرات ونلاحظ تسلسل المعاني فيها حتى نصل إلى المعنى المقصود، نجد في سياق هذه الآيات التي وردت {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف:45] اسأل يعني اسأل الكتب، لأن الرسول لا يسأل، الأنبياء السابقين ماتوا، فالمراد هنا سؤال كتبهم، هل في كتبهم ما يدل على أنهم أمروا أقوامهم بأن يعبدوا شيئا من دون الرحمن؟ هذا غير موجود، ذكر قصة موسى وأنه ليس فيها شيء من ذلك ثم ذكر قصة عيسى وليس فيها شيء من ذلك، ولكن لما ذكرت قصة عيسى المشركون ماذا قالوا؟ ضرب الله مثلا في قصة عيسى للنبي الذي لم يأمر قومه إلا بعبادة الله، فالمشركون أخذوا المثل هذا وضربوه للرسول بشكل آخر، قالوا ما أراد محمد بهذا المثل إلا أن نعبده كما عبدت النصارى عيسى، لاحظ يعني كيف المثل الذي ضرب لهم على أن عيسى عليه السلام لم يأمر إلا بعبادة الله أخذ المشركون هذا المثل وحولوه وضربوه للنبي عليه السلام فقالوا لم يرد محمد بهذا المثل إلا أن نعبده كما عبدت النصارى عيسى {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً .. } الزخرف:57] يعني للأنبياء الذين لم يأمروا إلا بعبادة الله { .. إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف:57] يضجون ويفرحون ويضجون ليش؟ إما لأنهم وجدوا حجة يمكنهم أن يقيموها على الرسول عليه الصلاة والسلام ولذلك قالوا ما أراد محمد بهذا المثل إذاً أن نعبده كما عبدت النصارى عيسى، ثم هنا تأتي بعد ذلك مجموعة آيات في مشهد من مشاهد القيامة ثم بعد هذا المشهد تأتي الآيات الأخيرة فيقول القرآن {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ، أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ، قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف:79 - 81] كلمة أم أبرموا أمرا هذه معطوفة على ما قبل المشهد من يوم القيامة وهذا ما لم ينتبه إليه المفسرون، إذاً الحديث عن المشركين الذين أرادوا أن يوقعوا الرسول في مشكلة {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ، أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم .. } يعني في التآمر على النبي { .. بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ، قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ .. } يعني يعبد من دون الله فلا يمكن أن يكون أنا هذا، لأنني أنا أول العابدين من هذه الأمة أن يأمر غيره من عبادته فهذا تناقض لا يمكن أن يكون مقبولا. عثمان عثمان: وهكذا يحل إشكال هذه الآية. أشكركم في ختام هذه الحلقة فضيلة الدكتور الأستاذ أحمد حسن فرحات أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الإمارات العربية المتحدة سابقا، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة أنقل لكم تحيات معد البرنامج معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وسائر فريق العمل وهذا عثمان عثمان يستودعكم الله دمتم بأمان الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير