تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبا بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج الشريعة والحياة {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} [آل عمران:7] فما حقيقة وجود إشكال في بعض آيات القرآن الكريم؟ وهل المشكل نفسه هو المتشابه؟ ومن أين ينشأ الإشكال في بعض الآيات القرآنية؟ وكيف يدفع هذا الإشكال؟ "مشكل القرآن" موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الدكتور أحمد حسن فرحات أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الإمارات العربية سابقا. مرحبا بكم دكتور.

أحمد حسن فرحات: أهلا بكم أخ عثمان.

معنى مشكل القرآن وعلة وجوده

عثمان عثمان: بداية دكتور عندما نقول مشكل القرآن ماذا نعني به؟

أحمد حسن فرحات: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. عندنا كلمتان المشكل والمتشابه، المتشابه اشتقاقها من الشبه نقول مثلا هذا الأمر يشبه هذا الأمر، تشابه الأمران، ثم إذا كثر التشبابه بين أمرين يؤدي ذلك إلى الالتباس فيقال اشتبه عليه الأمر أي التبس، إذاً من كثرة التماثل والتشابه يصبح هناك اشباه التباس، مثل إذا كان التوائم كثر التشابه بين توأمين لا نستطيع بعد ذلك أن نميز أحدهما من الآخر، فإذاً التشابه يوقع بعد ذلك في الالتباس، فمن هنا جاءت كلمة المتشابه بمعنى الذي يشبه الآخر لدرجة الالتباس. أما الإشكال فاشتقاقها من الشكل، ولذلك نقول مثلا تشابه الشكلان ولكن أيضا إذا كثر هذا التشابه في الشكل يقال بعد ذلك أشكلت أي أصبح هناك مشكلة وأصبح هناك التباس أيضا، فهذا أصل الاشتقاق لكلمة المشكل ولكلمة المتشابه، وبعض العلماء يفسر أحدهما بالآخر وإن كان هذا الموضوع له تفصيلات أخرى ليس الآن من المناسب أن ندخل فيها. عثمان عثمان: دكتور ولكن هناك ثلاث آيات في القرآن الكريم إحداها تقول بأن القرآن محكم ومتشابه، إحداها الأخرى تقول بأن القرآن محكم كله والآية الثالثة تقول بأن القرآن متشابه كله، كيف يمكن الجمع بين هذه المعاني الثلاث؟

أحمد حسن فرحات: عندنا الآية الأولى مثلا نقول {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود:1] فهنا القرآن كله محكم، بمعنى أنه متقن وأنه لا تفاوت فيه ولا اختلاف، في آية ثانية تقول أيضا بالنسبة لوصف القرآن كله بالمتشابه {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ .. } [الزمر:23] فهنا المتشابه هو الذي يشبه بعضا بعضا في الحق والصدق والعدل، فالقرآن على هذا كله يشبه بعضه بعضا في الحق والصدق والعدل، إذاً هناك إحكام عام للقرآن كله وهناك أيضا تشابه عام في القرآن كله، وهناك آية آل عمران والتي سبق أن تليت {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ .. } إذاً هنا جزء من القرآن يعبر عنه بالإحكام وجزء من القرآن يعبر عنه بالمتشابه، وطبعا المحكم هو أم الكتاب بمعنى أصل الكتاب، بينما المتشابه في هذه الحالة الذي يشتبه في معانيه ويمكن أن نرده بعد ذلك إلى المحكم حتى تصبح الأمور واضحة ومقبولة. يضاف إلى ذلك في نوع آخر من المتشابه نسميه المتشابه اللفظي والمتشابه اللفظي هو الذي تتشابه فيه الألفاظ مثل آية الصابئين التي سنتحدث عنها فيما بعد، ومثل آيات كثيرة ألف فيها العلماء كتبا معينة بالمتشابه اللفظي وفي الكتاب الكرماني المسمى "البرهان في متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان" فهذا تشابه لفظي، وأيضا هناك كتاب منسوب إلى الخطيب الاسكاي "درة التنزيل وغرة التأويل في بيان المتشابه من آي التأويل" وهناك كتاب ابن الزبير الغرناطي "ملاك التأويل القاطع لذوي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير