نُشاهد في معارض الكتب إقبال، نشاهد في بعض المكتبات إقبال، كيف يمكن أن نُفسِّر مثل هذه الظَّواهر؟
الضيّف: بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمدلله والصّلاة والسّلام على رسول الله، لو نظرنا إلى مثل هذه الإحصائيات بعين المتفائل لاعتبرناها بدايةً للعودة بإذن الله إلى الطّريق الصّحيح والعودة للكتاب، ولكن عندما تنظر لها بعين المتشائم الذّي يُحوّلها إلى بُكائِّية، أن العالم العربي لا يقرأ، وأنّ الأمّة الإسلامية بعيدة عن الكتاب، وأنَّ أُمّة اقرأ لا تقرأ ونحو ذلك فأنا لستُ من دُعاةِ هذه الشِّعارات، وأرى أنّ مثل هذا البرنامج ونظرائِه ينبغي أن يكون بإذن الله علامة من علامات العَودة للكتاب والرُّجوع إليه.
وكما تفضَّلت هناك علامات كثيرة مُبشِّرة ولله الحمد حتى على مستوى الشّباب والشّابّات الآن هناك قِراءة بِشكل أو بآخر. صحيح أنّه قد يكون هناك عُزوف عن الكتاب المطبوع، لأنَّ الشّبكة العالمية الحقيقة أحدَثت أثراً حتى على مستوانا نحن الآن أصبح الواحد يرجع إليها كثيراً. لكن في المُحَصِّلة هناك عودة للقراءة وأرجو أنّها تكون بإذن الله مُستمرة ومُتعاظمة حتى تُصبح ثقافة للجميع بإذن الله.
المقدِّم: بإذن الله، وطبعاً الحديث عن القِراءة الالكترونية، والكتاب الالكتروني وأثر ذلك على الكِتاب الورقي، لكن في إِشارةٍ سريعة يعني في السَّابق كان الواحد إذا أراد أن يأخُذ معلومة رُبّما أخذ كتاباً فجَرَدَهُ أو قَرأ جُزءاً كبيراً منه حتى يصل إلى معلومته، هنا في هذه الحال سيكون قد استفاد معلومته هذه بخصوصها واستفاد أشياء كثيرة جِدّاً لم تكن تخطُر بباله. الآن مع محرّك البحث العالمي أصبح الإنسان يجد معلومته في عشر ثواني بشكل سريع، فهل في هذا أثر على ثقافة الإنسان؟
الضيف: الحقيقة فعلاً أنّه يُحدِث تشوّه فعلاً، الوُصول السَّريع للمعلومة مباشرة يحرمُكَ من خير كثير كنتَ ستُحصِّله لو كُنتَ قرأت هذا الكتاب، بل أشد من ذلك يا شيخ إبراهيم الفَهارس التّي خُدِمت بها الكُتُب فوَّتت الكثير من الفَوائد لكن يبقى مهما كان نحن لابد أن نستفيد من هذه التَّقنيات، ودائماً تبقى كثير من هذه القَضايا أسلحة ذات حدّين، إذا استفاد منها الواحد بشكل إيجابيّ فإنّهَا تنفع بإذن الله تعالى.
المقدّم: لكن ممكن أن يكون الشّخص قارئاً جيّداً وهو يقرأ عبر الشبكة العالمية.
الضيف: نعم، أنا أعرف أشخاص لا يقرأ إلا من خِلال الكتب الالكترونية وهو من أميز البَّاحثين الذّين نعرفهم.
المقدِّم: وتبقى المسألة متعلّقة إذاً بالقراءة ليست متعلّقة بوسيلة القراءة، بارك الله فيكم فضيلة الشّيخ.
أوّلاً: فقرة الورّاق (جديد المطابع)
المقدّم: عطفاً على كلامكم حول المُبَّشِرات، من المُبَشِّرات التي نُشاهدها أننّا عندما نحرص على مجموعة من الكُتُب لعرضها نقتني بعض الكُتُب حتى تأخُذ دورها في العَرض هُنا في البرنامج فَتَمُرّ الأسابيع وتكون هذه الكُتُب قديمة، فَنَضطَّر إلى البحث عن كتب جديدة، وهذا ممّا يدُلّ على أنّ هناك مُبَشِّرات وأن المطابع تزخر بالكُتُب الجيّدة. ونحن نحتار كثيراً بالكتاب الذّي نعرِضُهُ، لأننّا نُريد أن نعرِض شيئاً مُميِّزاً أو شيئاً جديداً لم يُسبق إليه، والكتُب كثيرة وبعض الإخوة اقترح علينا مجموعة من الكُتُب، وإلى الآن لم تأخذ دورها في العرض، نأمل ألاَّ تبقى تلك الكُتب حتى تكونَ فريدة.
الضيّف: رُبّما أنّك تشعُر أنّك في حَاجة إلى أن تُخَصّص برنامج لعرض الجديد.
المقدّم: نعم، أوّل كتُبِنا هو كتابٌ لطيف وظريف جِدّاً وهُو أيضاً جديد،ويتعلّق بالكتُب "حكايةُ منع الكتب وقائع تاريخية ودوافع دينية وسياسية واجتماعية .. المؤلف: منصور بن عبدالله المُشَّوَح.وهو كتاب لطيف مِمّا يُقارب مائة وسبعين صفحة، وجعلها كأنّها حكاية: قضية منع الكتب، كيف بدأت، وما دوافعها، وهل هُناك كُتُب أُحرِقت، وهُناك كُتُب طُمِرت في المياه، وهُناك أشخاص قُتِلوا لأجل الكُتُب، وهذه كُلّها لأجل هذا الكتاب الذّي تدعو النّاس إلى قراءته وهو يُسبِّب هذه المشاكل.
الضيف: قد يقتل.
¥