(ما زال التفريغ مستمّراً بحول الله نرجو لنا وللجميع الفائدة)
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[14 Dec 2010, 01:16 م]ـ
فقرة نادي القُرَّاء (مستشاركم الثّقافي عن الكتاب نتحاور)
المقدّم: هذه الفقرة التي نلتقي وإيَّاكم فيها أيُّها الإخوة المشاهدون، من كان لديه إضافة أو استدراك أو سؤال سواء عمّا تمّ طرحُهُ في فقرة الورَّاق، أو في الميزان، أو كان لديه سؤالٌ عام، أو كانت لديه مُداخلة حول فقرة نادي القُرّاء، والتي ستكون بإذن الله كما أعلنا عن المُكثرين من التَّأليف قديماً وحديثاً. حيَّاكم الله مرّة أخرى فضيلة الشّيخ؟
الضيف: الله يُحيِّيكُم جميعاً.
المقدّم: المكثرون من التأليف، هناك بعض العلماء المشهورون ليس لهم إلاَّ كتاب أو كِتابان ولكن لها صولة وجولة مشهورة، وهناك من المؤلّفين من لهم عشرات الكُتُب موجودة في السُّوق ومطبوعة. وهناك من المؤلّفين من قيل أنّ لهم مائة أو مائتين كتاب لكن لا نجد منها كتاباً، الإكثار من التأليف قديما وحديثاً، نستعرض المكثرين من التأليف على مراحل التاريخ المختلفة فضيلة الشيخ؟
الضيف: طبعاً الإكثار من التَّأليف لا شك أنّه له عدّة زوايا، أوّلاً نوعية التأليف هناك فعلاً مُكثِرون من التأليف وتآليفهم قيّمة جِدّاً، وأنت تفرح بكل كتاب تجدّه له، على سبيل المثال لابن تيمية الآن لو خرج كتاب جديد له هل تقول ابن تيمية أزعجنا بكثرة مؤلّفاته؟ بالعكس تُسارع إليه وتجد فيه إضافة علمية، وهناك بعض المؤلّفين مُكثِر ولكن لا تستوقفك كثيراً، لأنّك جرَّبت كما يقول الشّاعر:
لا أذُودُ الطَّير عن شَجَرٍ .... قَد بلوتُ المُرَّ من ثَمَره.
يعني جرّبت كتاب وكتابين فوجدتها ضعيفة فلم تَعُد تستوقفك. فهناك فرق بين هذا وهذا سواءً عند المتقدّمين أو المتأخرين، يعني هُناك مُكثرون من القُدماء كثرة تآليفهم ليست جيّدة كثيراً، وبعضهم لا بالعكس لا تزيده كثرة التأليف إلا جودة.
أسئلة المتصلّين:
س1: لديّ سؤال فضيلة الشيخ ذكرتم أنَّ جميع كتب التّفسير إلا وقد وُجِد عليه مأخذ، فهل هذا التّعميم يدخل فيه كتب أهل السُنّة؟
الجواب: نعم صحيح، تفسير ابن جرير الطبري فيه مُؤَاخذات على سبيل المثال: في قوله تعالى في سورة النّساء (واللاَّتي تخافون نشُوزُهُن فعِظوهُنّ واهجروهُنّ في المضاجع واضربوُهُنّ) ذهب إلى اختيار معنىً غريب في معنى (اُهجروهُنّ) المفسِّرون كلُّهُم يقولون (اُهجروهُنَّ) الهجر المعروف. ابن جرير الطبري – رحمه الله يقول: اِربُطُوهُنَّ بالحِبال أيَّ (بالهِجَار). فهذا اختياره وهذا مخالف وواضح ولكنّ هذا لم يَنقُص من إمامة ابن جرير الطبري – رحمه الله. أيضاً ذهب ابن جرير الطبري رحمه الله اختار في أنّ الذّبيح من أبناء إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام أنَّه إسحاق بن إبراهيم، في حين أنّ كثير من العلماء والجمهور منهم على أنّه إسماعيل. فهذا لم يَنقُص من تفسيره رحمه الله تعالى.
المقدّم: لكن ممكن المؤاخذات هذه مؤاخذات في اختيارات معيّنة لا يتعلّق بها مثلاً أحكام عقدية أو ما أشبه ذلك، لكن إذا كان هنا في ظلال القرآن أو في غيره من الكُتب تأويل آيات الصّفات؟
الضَّيف: هذه أخطاء مهما كانت، اُنظر أخي الكريم لا يوجد كتاب بشري كما قال الله جلّ وعلا (ولو كانَ من عِندِ غير الله لَوَجَدُوا فيه اختلافاً كثيراً) فأيّ كتاب غير القرآن ستجد فيه اختلافاً كثيراً. لكنَّ المنصف هو من يستفيد الإيجابيات ويتجَّنب السَّلبيات
المقدّم: إذاً نعود إلى المكثرين من التأليف فضيلة الشّيخ، هل تذكُرون بعض الأسماء المشهورة في التأليف؟
الضيف: الشيخ عبدالفتّاح أبُو غُدَّة رحمه الله له كتاب قيّم جِدّاً (قيمة الزّمن عند العُلماء) ربّما أنّكم قد عرضتمُوهُ سابقاً. تكلّم عن هذه الفقرة وهي المُكثرون من التّأليف قديماً وحديثاً ذكر ابن أبي الدُّنيا فقال إنّه ترك ألف تأليف. وابن عَسَاكر ألّف تاريخه في ثمانين مُجلّداً. وقال السُّيُوطي منتهى التّصانيف في الكَثرة ابنُ شاهين. صنَّف ثلاثمائة وثلاثين مُصَّنَفاً منها التَّفسير في ألف جزء. والمُسند في خمسة عشرة مائة (ألف وخمسمائة جزء) وقال السُّيوطي: وهذا من بركات طيّ الزَّمان كالمكان .. )، ترك الإمام ابن حزم أربعمائة مجلّد فاشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة. عبدالرّحمن بن أبي حاتم
¥