تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محب القراءات]ــــــــ[09 Sep 2009, 08:31 م]ـ

عدَّ أكاديمي شرعي جزائري الموضوع الاساسي لندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة .. تقنية المعلومات) التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف في المدينة المنورة في شوال المقبل موضوعاً بلغ الاهمية، حيث يعالج قضية معاصرة في منتهى الخطورة وهي المتمثلة في كيفية الاستفادة بصورة مشروعة من التقنيات المعاصرة في مجال خدمة القرآن الكريم: تسجيلاً وتحفيظاً وتدريساً وتفسيراً .. وتحديد جملة الضوابط الشرعية التي يجب مراعاتها عند استعمال هذه التقنية، اذ ليس كل ما ابدع في هذا المجال مشروعا دون ضابط.

وقال الدكتور رابح بن احمد دفرور الاستاذ المشارك بقسم الشريعة بجامعة ادرار بالجزائر ــ في تصريح صحفي ــ: ان الندوة يؤمل منها ان تحسم الخلاف، وتدرأ الاضطراب الناتج عن تباين الاراء في بعض تطبيقات التقنية الحديثة في مجال القرآن الكريم كما تظهر أهمية الندوة ايضا في ابراز دور مجمع الملك فهد في توظيف هذه التقنيات في خدمة القرآن الكريم، وفي هذا اشارة الى ضرورة الاشادة بالجهود المتميزة التي يبذلها المجمع في هذا السياق، ودعوة المهتمين بهذا الميدان الى التعاون والتنسيق مع المجمع، والاسهام بآرائهم وافكارهم في تطوير ما توصل اليه المجمع.

واكد الاكاديمي الجزائري ــ الذي يشارك ببحث بالندوة التي ستعقد خلال المدة من 24 ــ 26/ 10/1430هـ ان البرمجيات والمواقع المناهضة للقرآن الكريم تعد وسيلة لدعاة الباطل الذين يحاولون التشكيك في كتاب الله والنيل منه، وهذا يفرض على المسلمين خاصة المتخصصين في علوم البرمجيات النهوض في هذا الجانب وخدمة كتاب الله والرد على زيف هؤلاء المبطلين.

واوضح الدكتور دفرور ــ في سياق تصريحه ــ ان بحثه الذي شارك به في هذه الندوة المباركة بعنوان:

المصحف الالكتروني واحكامه الفقهية المستجدة

والفكرة الاساس فيه تتمثل في ان النوازل التي نزلت بعصرنا المرسوم بالتطور التقني اكتشاف التقنيات الالكترونية في مجال الصوتيات والمعلوماتية التي تم استخدامها في تطوير وسائل رسم المصحف، كما استعملت في تطوير آليات تسجيل الصوت، ودقة حفظه، وسهولة استرجاعه، فظهر ما يعرف حاليا بالمصحف الالكتروني. واضاف الباحث ان الهدف من بحثه هو مناقشة جملة من الأحكام الفقهية المستجدة والمتعلقة بالتقنيات الالكترونية المستعملة في المصحف الالكتروني، وذلك عن طريق عرض مسائلها، وتحليلها، ومحاولة استنباط الحكم الملائم لها، مع تعزيز الحكم بالأدلة الشرعية التي تدل عليه، وكل ذلك بعد تحديد المفهوم من المصحف الالكتروني.

واشار الدكتور دفرور ان بحثه تطرق الى جملة مهمة من تلك الاحكام الفقهية المتعلقة باستخدام التقنية في القرآن الكريم وان كان بعضها لا يختلف عن احكام المصحف الورقي، غير ان الطبيعة الالكترونية للتقنية الحديثة جعلت بعض الاحكام تكيف بصورة مغايرة فتكون مختلفة تماما ومن امثلة ذلك:

مس المصحف الالكتروني للمحدث والجنب فإنه لا يتصور مطلقاً حيث يعتبر المصحف الالكتروني مجرد ملف الكتروني مخزن في ذاكرة الجهاز الذي يشغله، ولا يتصور فيه مس حقيقي، اذ مس الشاشة التي يظهر عليها القرآن، او لوح المفاتيح التي بواسطتها تنتقل من صفحة الى اخرى لا يعتبر مسا للمصحف الالكتروني، وعليه لا داعي لبحث حكم مسألة مس المصحف الالكتروني. واستعرض أهم المسائل الفقهية التي تعرض لها في بحثه،

المسألة الأولى: جواز القراءة في المصحف الإلكتروني في الصلاة، وقال: إن المرجح في هذه المسألة بعد مناقشة أقوالها أن القراءة في المصحف الإلكتروني في الصلاة النافلة كالقيام والتراويح في شهر رمضان جائزة، وأن الصلاة تقع بذلك صحيحة، سواء كان المصحف الإلكتروني محملا على الجوال أو مصحفا مستقلا أو غيره، وذلك لأن القارئ فيه لا يحتاج إلى كثير من الحركات ليقوم بتشغيله، وتمرير صفحاته. ومع صغر حجمه، وخفة وزنه، ووضوح كتابته يمكن الإمساك به وتمرير صفحاته في سهولة ويسر، وليس هذا العمل اليسير من شأنه أن يبطل الصلاة. وتكره القراءة في المصحف الإلكتروني في الصلاة المفروضة؛ لأنه لا يحتاج إليها عادة، إذ لا يكلف المصلي أن يقرأ في الصلاة إلا بما يحفظ من الآيات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير