[وقفات مع بعض سلبيات المؤتمرات العلمية]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jul 2010, 05:22 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
كثيرٌ من الباحثين يَحرصون على حضور المؤتَمرات العلمية والمشاركة فيها بالبحوث أو التعقيبات أو غير ذلك من صور المشاركة وهذا أمرٌ حسنٌ؛ لما فيه من صقل التجارب العلمية، ومعرفة ما لدى الآخرين حول العالم من العلم والفهم والجديد، والتعرف على طبائع الناس والبلدان، وغير ذلك من الفوائد التي تحصل في تلك المؤتمرات إذا أُعطِيت حقَّها من الرعاية والصيانة من جميع أطراف المؤتمر. والجامعات تشجع منسوبيها على حضور مثل هذه المؤتمرات، وتساعدهم في دفع رسوم الحضور والمشاركة وفق أنظمة مقررة في لوائح الجامعات.
وقد يَسَّرَ الله لي الحضورَ والمشاركة في بعض المؤتَمرات العلميَّة، وانتفعت كثيراً بحضور تلك المؤتمرات العلمية في الجانب المعرفي وفي جانب الخبرات واكتساب التجارب، واللقاء بالباحثين والعلماء من أنحاء العالم، وهذه مكاسب لا يُمكنُ التقليل من أهميتها.
غير أنه لفت نظري في تلك المؤتمرات تكرار بعض السلبيات التي أرجو أن يسعى الباحثون والمنظمون للمؤتمرات العلمية لتلافيها، ومحاولة الارتقاء بالمؤتَمرات العلمية في كل جوانبها، وبهذا تؤتي هذه المؤتمراتُ ثِمارها حقاً، ولا سيما أنه يُنفق على هذه المؤتَمرات مبالغُ ماليةٌ كبيرة، جديرٌ بالعقلاء أن يستثمروها أحسن استثمار.
وقد أحببت في هذا المقال فتح باب النقاش حول بعض السلبيات التي تقع في المؤتمرات سعياً لتلافيها، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها، ولا سيما مع كثرة المؤتمرات، وتكررها في أنحاء العالم اليوم، وحرص دول العالم على هذه المؤتمرات كتعبير عن التواصل الحضاري، وتحسين صورة الدول أو الجامعات أمام بعضها، ونحو ذلك من الدوافع التي قد يكون لها جوانب سياسية أحياناً ينبغي على العلماء والباحثين توظيفها التوظيف الأمثل، بل أصبحت الجامعات تتنافس في تنظيم المؤتمرات وتوسيع نطاق الدعوة إليها، والمشاركة فيها.
فمن تلك السلبيات:
يُمكنني تقسيم هذه السلبيات إلى قسمين:
أولاً: السلبيات العلميَّة:
1 - سِعَةُ عنوان المؤتَمر: الأصل في المؤتمرات العلمية أن تكون متخصصةً في نقطة محددة يركز عليها الباحثون المؤتمرون للخروج بنتيجة علمية مفيدة تضيف للبحث العلمي جديداً، وتتلاقى عقول الباحثين على بحثها وخدمتها في هذه المدة القصيرة المحددة، ولذلك لا يناسب للمؤتمرات طرح الموضوعات الواسعة التي تستوعب كلَّ شيء، ثم تَخرجُ بدون نتيجة علميَّة، ولذلك ينبغي على المنظمين للمؤتمرات مراعاة هذه النقطة مُبكراً باختيار موضوعاتٍ مركزة دقيقة يقدم الباحثون فيها خلاصةً علميةً تضيف جديداً للبحث العلمي، وتكون منطلقاً لمؤتمرات أخرى تبني المعرفة، وتدفع للمزيد من التحقيق العلمي.
2 - ضعف الإعداد للبحوث. حيث تقدم بحوث ضعيفة من حيث المستوى العلمي، وتوافق عليها اللجان المنظمة للمؤتمر بِحُجج كثيرةٍ، كأن تكون البحوث المقدمة قليلة، ونحو ذلك من الأعذار التي قد تكون سائغةً في حينها، غير أَنَّها عند التأمل في المآلات غير مقبولة، وينبغي لها ألا تكون كذلك؛ حيث إن في هذا صيانة للعلم والمعرفة، والاعتذار عن تنظيم المؤتمر، أو الاقتصار على عدد محدود من البحوث أولى من السماح بأوراقٍ علميةٍ وبحوث هزيلةٍ لا تضيف جديداً، إلا مجرد تصفيف الكلام، والثرثرة، واجترار المعلومات بسلبياتها وأخطائها، وقد رأيتُ بعض المنظمين للمؤتمرات لغلبة الضعف على البحوث المقدمة والمعروضة يعرضون عن طباعة ونشر البحوث فيما بعد خشيةً من النقد عند نشرها لظهور ضعفها أمام القارئ الناقد.
3 - فما رعوها حق رعايتها: من السلبيات عدم إعطاء الموضوعات حقها من البحث، وذلك أن بعض الأفكار التي تُطرح في المؤتَمرات جيدة من حيثُ كونِها فكرة، غير أنَّ الباحثَ لا يُعطيها حقَّها من الرعايةِ والبحث، فيسلق البحث سلقاً، ويتجاوز معاقد كثيرة في البحث كان الأولى به التوقف عندها وإرضاء البحث العلمي في معالجتها، وعدم الاستعجال في ذلك. ويُمكن الإفادة من مثل هذه البحوث والأوراق فيما بعد بالبناء عليها، والانطلاق منها لتجويد البحث، وتأصيل الموضوع، ولذلك أنصح الباحثين بقراءة بحوث المؤتمرات العلمية، والبحث عن
¥