تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- العنصر الثاني: الجانب التنظمي هذا الجانب لا علاقة له بالجانب الاكاديمي ففي الدول الغربية سواءا أوربا أو أمريكا هناك شركات ربحية خاصة بصناعة المؤتمرات تقوم على تحمل المسائل التنظمية واللوجستكية للمؤتمر تحت دفتر تحملات معين

- العنصر الثالث: وهو الجانب المالي وهو جانب مهم لانه يوفر التمويل الضروري سواءا من القطاع الخاص أو القطاع الحكومي للمؤتمر مقابل نشر العلامة التجارية له في واجهة المؤتمر وهذا الجانب مع الاسف في دولنا الاسلامية يشكل عائق لان بعض الشركات والجهات الحكومية بمجرد ما تعطيك مبلغ مساهم معين تحاول أن تفرض عليك مسائل غير مقبولة في مؤتمر علمي يحترم نفسه القاء الكلمة الافتتاحية للمؤتمر من طرف رجل سلطة أو رئيس شركة في موضوع لا علاقة بموضوع المؤتمر شخصيا أرفض بصارحة هذا الامر وأفضل عدم الحصول على تمويل مقابل ضمان حيادية وعلمية المؤتمر .. في حين في الدول الاروبية أو الولايات المتحدة الامريكية لم يحصل لي شخصيا أن تجرأ مسؤول حكومي أو مسؤول في شركة خاصة لفرض وجوده في طاولة المؤتمر والقاء كلمة الافتتاح لمؤتمر جامعي وهذا أمر محمود يجب على دولنا الاقتداء به!

-العنصر الرابع: الجانب الاعلامي وهو الجانب الاخباري والاعلامي تتكلف به أيضا في المؤتمرات الكبرى شركات اعلام خاصة تروج الدعاية الكافية للمؤتمر عبر الجرائد الاذاعات وصفاحات الانترنيت (الشبكات الاجتماعية) وبريد الجماعي للجامعات العالمية وفي حالة المؤتمرات الصغيرة والمتوسطة يجب توظيف الوحدة الاعلامية للجامعة للقيام بهذه المهمة بكل جدية وبمحاسبة من طرف العميد أو رئيس الجامعة.

هذه العناصر الاربع في تقدري المتواضع هي مفتاح نجاح مؤتمر أكاديمي وهذه العناصر شبه منعدمة في دولنا الاسلامية لان المؤتمر هو فرصة اعلامية لتصوير الفوتغرافي الجماعي لنشره للجرائد ودلاء التصريحات الاعلامية الفضفاضة للقنوات وهو أيضا فرصة ذهبية للكثيرن من أجل حياكة الواسطة والالتقاء بالشيوخ والوزراء والشخصيات الاعلامية والسياسية والاجتماعية.

بعبارة أخرى المؤتمرات "شبه العلمية" عندنا هي بمثابة خيمة- برزة نتقهو فيها بتمروقهوة عربية (صب صب قهوة) فرصة تسويقية لذات ونتكلم عن أمور العامة والخاصة ونشبك علاقات واسطة للاحتياج الخاص والذاتي وليست ندوة علمية أكاديمية للاستفادة والتبادل المعرفي في مستجدات البحوث كما هو الشأن في المعاهد والجامعات الغربية.

فبصراحة في دولنا الاسلامية المؤتمرات على شاكلة خيمة-برزة يمكن اختصراها في لقاء يخرج شريط الاخبار أو الصحف وتلتقط فيه صور تذكارية جماعية مع المسؤولين لوضعها في ما بعد في المكتب من أجل تزكية الذات تجاه ضيوف زوار المكتب في الدوام تتبعها قراءة شريط لتوصيات تكتب بأرقى الجمل بفاعل مجهول قبل ان تموت و يصلى عليها صلاة الجنازة.

هذا السبب هو الذي دفعني شخصيا في عدم الحضور في العديد من المؤتمرات في دولنا الإسلامية (باستثناء القليل القليل) رغم أنني أحصل في أغلب الاحيان الحمد لله على نعمته كمحاضر على العزومة ودفع المسبق لجميع تكاليف السفر والاقامة من طرف الجهة المنظمة أو الجهات الاخرى وأفضل اعطاء العزومة لاحد الاخوة المتعطشين للمؤتمرات وافضل الذهاب الى المؤتمرات في الدول الغربية على الاقل الواحد يواكب الركب العلمي والاكاديمي لقطار البحث الاكاديمي و يفيد ويستفيد من غيره!

والله المستعان

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير