ـ[نعيمان]ــــــــ[11 Nov 2010, 07:51 م]ـ
جزاك الله اخي عبد الله جلغوم خيرا على هذا التوضيح
كم احزنني ما حدث في المؤتمر ومعظم مؤتمراتنا تغلب عليها صفة عدم الالتزام بالوقت او اكتظاظ الجلسات في اليوم لدرجة الملل وكأن المنظمون يريدون من ذلك تقليل كلفة الاستضافة الى أقل ما يمكن
أمّا الكلفة فأعان الله منظّمي المؤتمرات الّتي تتعلّق بإسلامنا العظيم؛ من سيدفعُ حبيبنا أبا صهيب؟! وأنت خبير أنّ (ممثّلة واحدة) تُفتح لها الأبواب المغلقة، وتُدفع لها الأموال بشيكّ مفتوح. أما سمعت بمن وقّع على مكان كذا لكذا في مكان ما من العالم فذهبت إلى البنك فصرف البنك لها المبلغ الفلكيّ الموقّع!!!
أعان الله عاقدي المؤتمرات فبعضهم يدفع من جيبه، ولا يحتاجون إلا إلى الدّعاء إخلاصاً لله تعالى وخدمة لدينه العظيم.
أمّا عدم الالتزام في الوقت فنعم، وكم يحذّر كثير من المختصّين بذلك؛ ولكن الأخطاء هي الأخطاء من أسف.
يحتاج كثير من المشاركين في المؤتمرات إلى دورات متخصّصة لعرض البحوث والالتزام بالوقت المحدّد بالضّبط، والتّوقّف حال انتهاء الوقت؛ كما يتوقّف عن الطّعامِ الصّائمُ عند الأذان وقتَ السّحورِ. فإنّ المتحدّث لو أطلق لنفسه العنان فمتى يتوقّف؟!
وبخاصّة أنّ البحوث كلّها بين أيدي المشاركين. فالمهمّ العرض، وتوصيل الفكرة، ومناقشتها من قبل الحاضرين لتصويبها أو توضيحها.
وقد جرّبنا في بداية عملنا سويّاً قصّ المقالة، أو التّقرير، أو الاستطلاع، أو غيرها؛ ممّا يتعلّق بالصّحافة.
فكان الواحد منّا كأنّه يقتطع من جلده قطعة؛ وكم كان يشغب علينا من نقتطع من كلامه كأنّه قرآن منزّل. -أوما تذكر أحدَهم الّذي أغلظ له القولَ استحقاقاً الشّيخُ الحبيب محمّد الغزاليّ -رحمه الله تعالى- في مؤسّسة عبد الحميد شومان-؛ ولكنّا اعتدنا الأمر بعد ذلك. فأصبح القصّ سهلاً ميسوراً؛ فهو الإلف والعادة.
وإنّني لأضبط جوّالي في المحاضرة على الوقت بالضّبط فأتوقّف عند رنينه ولو كنت في منتصف قصّة.
ولقد دُعيت صبيحة يوم مبارك لألقي كلمة صباحيّة في إحدى مدارس الشّارقة؛ فوقف بجواري بعد دقائق مسؤول الإذاعة مشيراً إليّ
أن قف. فتوقّفت وأنا في منتصف قصّة عبد الله بن حذافة السّهميّ -رضي الله عنه- فضجّت المدرسة فجاءني مدير المدرسة لأكمل، وهكذا فعلت، وأضعتُ الحصّةَ الأولى. وعلمتُ بعدُ أنّه قد استجوبه.
فإن كان وقتٌ فما المانع؟ وإن كان لا وقت فكيف ننسى طابور المتحدّثين ممّن سيأتي بعدنا؟
وعلماؤنا في القديم حذّروا من الغينين: الغلوّ والغرور. ومن أعظم الغرور غرور المنبر، والمنصّة، وقد يكون الإشراف على شيء.
فهذا عمر رضي الله تعالى عنه: يخاطب المسلمين رحمهم الله تعالى في خطبة له قائلاً من غير مناسبة ظاهرة: ولقد رأيتني وأنا أرعى شويهات لامرأة من أخوالي من بني مخزوم.
فقالوا له: لتخرجنّ منها أو لنتهمنّك. فقال: قد رأيتني وليس فوقي أحد إلا الله؛ فأردت أن أعرّفها قدرَها.
هذا من جهة اما ان ينشغل الحاضرون بالغداء فهذا امر غريب ما وددت ان أقرأه، لا سيما اننا نتحدث عن الاعجاز العددي في القرآن اي عن امر غاية في الاهمية ويحتاج ممن حاضر او حضر ان يركز انتباهه الى محتوى الابحاث التي ستقدم لا الى عدد الوجبات التي ستقدم
لأن عدد الوجبات ليس داخلا في الاعجاز العددي أليس كذلك يا مهندس جلغوم؟؟!!
الأمر صعب الحبيب أبا صهيب .. فالتّعب شديد .. والجوع أشدّ مع التّعب. وليس راءٍ كمن سمع!
سفر متواصل وهبوط طائرات لثلاث مرّات؛ تقلّ وتزيد، وليس كلّ أحد يطيق الطّيران أو الهبوط، وبعضهم كان يتوقّف في المطارات 9 ساعات بلا حجز فندق، أو استراحة، أو سماح له بالخروج، ثمّ يصل المؤتمر وهو لا يكاد يقف على رجليه إعياءً.
والعزيزان جلغوم والعبادلة وصلا المؤتمر متأخّرين فلم يحضرا اليوم الأوّل؛ فالعبادلة -الّذي لم أره منذ عام 1995م- لم ينبس ببنت شفة إعياء، وجلغوم قال: أريد أن أنام فقط، وأراكم لاحقاً!! وفعلاً رآنا لاحقاً نشطاً متحرّكاً مرتاحاً والآخرون في إرهاق شديد وجوع أيضاً شديد. وبخاصّة المنظّمون أعانهم الله فأنت تستضيف ضيوفاً في يوم فتفرح بلقائهم وتفرح لأكلهم وشربهم ولهوهم وجدّهم؛ ثمّ إذا خرجوا من عندك تنفّست الصّعداء لا من بخل أو تبرّم بهم -ومعاذ الله-؛ بل لأنّك قد أدّيت ما عليك أو شبهه بكلّ جدّ ونشاط، وكما تقول عجائزنا: بعد الهمّة والنّشاط (يترخرخ) التّعب، وينزل على الجسم المحتاج إلى استرخاء.
ثمّ هم بشر أبا صهيب يجوعون ويتعبون والله أعلم بالمرضى وأصحاب الحاجات، فقد رأينا من يحمل دواءه معه؛ دواءٌ قبل الأكل وبعده.
وأنت من أعرف النّاس بأصحاب الحاجات رضي الله عنك وأرضاك.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[11 Nov 2010, 08:24 م]ـ
الحبيب أبا مصعب الخير
فأحمد الله أن رأيتك في كل حرف تكتبه، وأنت تعلم أن كلماتك تلك كأنما تكتبني وتستفرغ ما بثنايا فكري وقصدي، ولولا انك التقطت ما كتبته ما انتبه احد له، وانت تعلم ان تلك اللقطات او"القفشات"أجمل ما الندوات والمؤتمرات، فلو تركنا الجائع يتضور لوحده دون محاولة منا ان نسمع قرقعة مصارينه، أو زقزقة عصافير بطنه، ما اكترث لدوائه مكترث ولا اهتم لضغطه منظم.
لكن ...
ما يقلقني اليوم اكثر من أي وقت مضى أننا نعاني-رغم النقلة الالكترونية التقنية الهائلة-من عين المنغصات التي عانيناها منذ ربع قرن، وكأن دورة الزمن توقفت هناك، وما يقهرني أكثر انك اذا ما ذهبت لمؤسسة فكر عربي أو قومي أو علماني أو عولمي أو او ... فلن تجد غير الانضباط في التقنية والوسائل والزمن ... وكل تراه يسير وفق جدول معد منذ اسابيع، لا يشذ عنه الا من أراد لنفسه التقريع والتنبيه العلني كي لا يعكر صفو المؤتمر او يكدر ....
فلماذا ونحن أهل النظام والتقدير لا نضبط مؤتمراتنا مثلهم .. ؟؟؟
كأننا لا نعلم عن إخلاف الوعد وخلافه
اعاننا الله على شياطين ذواتنا واهوائنا
¥