وبقي صلى الله عليه وسلم عند عمه ـ الذي لم يكن غنياً ـ سبعة عشر عاماً، فقال أبو طالب لمحمد صلى الله عليه وسلم ان خديجة تستأجر أُناس يتاجرون لها وإذا ذهبت سوف تكرمك فماذا ترى؟ قال: ما تراه يا عم.
فذهب صلى الله عليه وسلم إلى خديجة بنت خويلد فأكرمته وذهب رحلته الأولى وعندما عادت القافلة مضى صلى الله عليه وسلم على بعيره قاصداً درا خديجة حتى يبشرها بالكسب الجزيل.
لقد شعرت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بعاطفة غريبة لم تجدها من قبل وعندما حضرت صديقتها نفيسة بنت منية كشفت لها ما تكتم في قلبها فهونت عليها، وذهبت إلى محمد صلى الله عليه وسلم فسألته فيم عزوفك عن الدنيا والزواج؟ فقال صلى الله عليه وسلم ما بيدي ما أتزوج به ..... فقالت نفيسة على الفور إذا دعيت إلى الجمال والمال والشرف ألا تجيب!!؟؟
فعرف صلى الله عليه وسلم إنها خديجة.
ولم تك إلا فترة قصيرة حتى تلقى صلى الله عليه وسلم دعوة خديجة فسارع إليها ومعه عماه أبو طالب و حمزة ونكحها صلى الله عليه وسلم على صداق قدره عشرون بكرة، ولما انتهى العقد نحرت الذبائح ودقت الطبول وفتحت دار خديجة للأهل والأصدقاء فإذا بينهم حليمة السعدية قد حضرت لتشهد عرس ولدها الذي أرضعته ثم عادت ومعها أربعون رأساً من الغنم هبة من العروس الكريمة.
واستغرقا في هناءتهما خمسة عشر عاماً وقد أتم الله عليهما نعمته فرزقهما البنين والبنات (القاسم، عبد الله، زينب، رقية، أم كلثوم، فاطمة)، ثم كان الحدث الخطير لا في حياة هذه الأسرة فحسب ولا في حياة قريش والعرب وحدهم بل في حياة الإنسانية أجمع!!!
لقد تلقى صلى الله عليه وسلم رسالة الوحي في ليلة القدر فانطلق يلتمس بيته في غبش الفجر خائفاً شاحباً فضمته خديجة إلى صدرها وقالت له إني لأرجو أن تكون بني هذه الأمة، فذهبت خديجة رضي الله عنها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وحدثته وما كاد يسمع حتى اهتز وقال قدوس قدوس لقد جاء محمد الناموس الأكبر الذي جاء موسى وعيسى وإنه لنبي هذه الأمة.
فوقفت هذه الزوجة العظيمة بجانب زوجها تنصره وتشد من أزره، حتى أتى عام الحزن وقبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح رجعت نفسها المطمئنة إلى ربها راضية مرضية ودفنها صلى الله عليه وسلم بالحجون، وكان صلى الله عليه وسلم دائماً يذكرها فقالت له عائشة رضي الله عنها: لقد أبدلك الله خير منها فقال صلى الله عليه وسلم) والله ما أبدلني الله خيراً منها: آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء) 1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً، أخرجه الإمام أحمد في مسندها، وابن عبد الرب في ترجمتها بالاستيعاب.
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 03:14 ص]ـ
الدرس الثالث / أم المؤمنين سوده بنت زمعه رضي الله عنها
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين، اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علماً انك على كل شيء قدير.
بعد وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أصبح صلى الله عليه وسلم يعيش في حزن شديد حتى سعت إليه خوله بنت حكيم السلمية (ذات الهجرتين) فاقترحت عليه أن يتزوج وكان في خاطرها عائشة بنت أبي بكر وسوده فوافق صلى الله عليه وسلم أن تخطبهما فذهبت أولاً إلى بيت أبي بكر رضي الله عنه ثم إلى بيت سوده فصاح أبوها كف كريم فماذا تقول صاحبته؟ فوافقت سوده رضي الله عنها.
قال تعالى [وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً].
وسبب نزول هذه الاية الكريمة إن الرسول صلى الله عليه وسلم أشفق عليها من الحرمان العاطفي فأراد أن يطلقها وفي الإصابة انه صلى الله عليه وسلم بعث إليها بطلاقها فقعدت في طريقه وناشدته أن يرجعها ووهبت يومها لعائشة رضي الله عنها.
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 02:52 م]ـ
بوركت أخي محمد ينبع الغامدي فقد ثبت الموضوع ولكن أهذا كل مالديك عن أمنا سودة
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 05:54 م]ـ
أخي الحبيب /
¥