تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[تسحرني ابتسامتك:-)]ــــــــ[06 - 02 - 2009, 02:50 م]ـ

السلام عليكم

أختي الغالية فراس قرأت موضوعك برمته و تمنيت أن أشارككم بما في جعبتي المتواضعة , لذلك و لحسن حظك وجدت مقالا "من جريدة الشرق الأوسط" استفاض في التحدث عن الأسماء المشتركة

أرجو من الله أن يحوز على إعجابكم ويجزي كل من قام بإعدادها خير الجزاء

===== ===== ===== =====

"من جريدة الشرق الأوسط"

الاحد 15 رجب 1428 هـ 29 يوليو 2007 العدد 10470

((الأسماء المشتركة بين الإناث والذكور من جهاد ونضال .. إلى بشرى واحسان))

تقليد عربي ركيزته الصفات والسير الحميدة .. وأسبابه اجتماعية وسياسية وفكرية

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»

«نور، صباح، وسام، نجاح، سلام، سماح، عصمت، جمال، إقبال، احسان, بشرى، إلهام» .. وغيرها من الأسماء التي تزخر بها اللغة العربية، وتطلق على الإناث والذكور من دون أن ترجح كفة أي منهما على أحقية الأنثى أو الذكر في حملها. لكنها، أحيانا، أو قل كثيرا، قد تشكل عبئا على الاثنين معا، لا لسبب غير عدم وضوح صورة جنس الفرد حين يذكر اسمه في المجتمع، خاصة إذا كان غير مشار إليه في وجوده، أو ماثلا/ ماثلة شخصيا عند لحظة المناداة.

ورجوعا إلى تاريخ التسميات، فإنه غالبا ما يرتبط اسم الانسان الشرقي أو العربي بشكل خاص بالبيئة التي يعيش فيها، فيكون دليلا واضحا يعكس ثقافة الوالدين أو انتماءهما الفكري. أما العلمانيون والقوميون فيختارون لأولادهم أسماء تحمل معاني تبتعد قدر الإمكان عن الهوية الدالة على المعتقد، أو الطائفة. وتحمل في معظمها صفات حميدة مستوحاة من قلب اللغة العربية الغنية بمعانيها.

وفي حين ينفرد كل جنس بأسماء لا تعد ولا تحصى، خصوصا في ظل تزايدها يوما بعد يوم انسجاما مع التطور الحاصل على كافة الصعد، إذ أصبح ثمة وجود لما يسمى «عولمة الأسماء»، كما يطيب للباحث والأستاذ الجامعي اللبناني الدكتور حسان حلاق أن يقول. وتنتشر في المجتمعات العربية ظاهرة الأسماء المشتركة بين الإناث والذكور، والتي يلاحظ أنها تعود الى صفات تضيف الى حاملها ميزة خاصة توحي بميل الأهل الى وضع ابنهم/ ابنتهم في اطار توجههم أو أفكارهم الناتجة عن أسباب اجتماعية أو ثقافية أو سياسية.

وما سهّل المهمة على العرب، بحسب الدكتور حلاق، هو غنى اللغة العربية التي تسمح باستخدام ما يسمى «الصيغ العربية المشتركة» سواء في اطار الاسماء أو المصطلحات. ويعطي حلاق مثالا على ذلك استخدام الشعراء العرب في مصر وبلاد الشام في العهود الأموية والعباسية ألفاظا مشتركة بين الاناث والذكور: مثلا دأبوا على مناداة المرأة والرجل بـ «يا سيدي» من دون تفرقة بين الجنسين، وهذا ما انسحب أيضا على الشعراء الاسبان الذين تأثروا بالشعر العربي وغازلوا المرأة بلفظة «ميوسيت» التي تعني «يا سيدي».

ويوضح حلاق «اعتاد العرب منذ ما قبل الاسلام إطلاق أسماء موحدة على القبائل والرجال والنساء، مثل قبيلة ربيعة، الاسم الذي حمله آنذاك الجنسان، ومنهم والد الشاعر عمر بن أبي ربيعة». ويضيف حلاق «منذ ذلك الحين تورثت الأسماء، وهي ما زالت موجودة في عصرنا، وإن اتجهت نحو الأسماء التي تلائم الجنسان، ولا تميل الى فئة منهما من دون أخرى، كتلك الأسماء المنتشرة في مجتمعاتنا، مثل، سماح ووسام وسلام ورحاب .. ».

ويؤكد الدكتور عبدو قاعي، المتخصص في علم الاجتماع، أن شيوع هذه الظاهرة في المجتمعات العربية يعود بالدرجة الأولى الى المعاني التي تحملها هذه الأسماء، وهي صفات يعتمدها العرب لإضفاء سمات تميز أبناءهم عن غيرهم. ويقول الدكتور قاعي «تنفرد لغتنا ومجتمعاتنا العربية بهذه الميزة التي تسمح باستخدام صفات مشتركة بين الجنسين، وهي غير قابلة للتأنيث، ما جعل العرب يستفيدون منها في تسمية أبنائهم، وهي إضافة إلى ذلك تلعب دورا إيجابيا، نظرا لبعدها عن الأسماء الدينية التي تعكس انتماء الفرد الطائفي أو المذهبي».

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير