ويعزو الدكتور حلاق اعتماد هذه الأسماء الى أسباب وراثية واجتماعية ودينية وسياسية برزت بشكل واضح في تاريخ الشعوب العربية التي أطلقت على أبنائها أسماء القادة والشخصيات التي تركت بصمة في تاريخهم. ويعطي مثالا على ذلك اسم الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي تحمل اسمه أجيال بعينها من العرب النساء والرجال الذين تسارع أهلهم الى تسميتهم باسمه اعجابا بشخصيته وإنجازاته. وما ساعد على ذلك امكانية اطلاق الاسم على الجنسين في الوقت عينه، ويضيف «وكذلك كثرت هذه الظاهرة في فترة المد القومي حين انطلقت المقاومة الفلسطينية عام 1965 اذ كثرت في ذلك الوقت الأسماء التي لها علاقة بالمقاومة والنضال مثل: جهاد ونضال وكفاح وحنين .. وكلها مستوحاة من الحالة العامة التي تعيشها المجتمعات العربية في حربها وأزمتها مع اسرائيل».
وبشكل عام يقول حلاق «تلعب ثقافة العائلة دورا مهما في اختيار الأسماء، اذ تبتعد العائلة المثقفة عن الأسماء القديمة أو الكلاسيكية الخالية من أي معنى أو الدينية التي تعكس مباشرة هوية الشخص وانتماءه الطائفي، لذا تكثر في هذه الأوساط الأسماء المشتركة بين الذكور والإناث والتي تحمل في معظمها معان وصفات حميدة».
ويشير حلاق الى أنه رغم وجود أسماء موحدة في بلدان عربية عدة، قد تتفرد بعض الدول بأسماء دون غيرها، وهذا يعود الى السائد الموروث الأكثر حضورا في مجتمع كل منها. فمثلا تكثر في السودان والخليج العربي أسماء مشتركة بين الاناث والذكور مستوحاة من الأحجار الكريمة، كجوهر ولؤلؤ ومرجان/ مرجانة، وياقوت. وليس ثمة تفسير مؤكدا لهذا، سوى ان ثمة حقيقة عالمية تشير إلى أن التسمية، وفي أية بقعة في العالم، تنبع من داخل المجتمع .. تاريخه واقتصاده وسبل كسب العيش فيه، أحيانا، وأمانيه.
وان تعددت أسباب اعتماد هذه الأسماء التي ترافق حامليها طوال العمر، تبقى آثارها على الفرد نفسه متفاوتة من شخص إلى آخر. ففي حين يتباهى بعضهم بها وتشكل عامل فخر لما يحمل اسمه من معنى راق، قد يتحول بالنسبة الى البعض الآخر عبئا يلازمه ويتذكره في كل مرة يناديه أحد ما، خصوصا أن هذه المناداة تترافق مع تساؤلات متعلقة بسبب اللغط الحاصل بين جنس المسمى وسبب التسمية.
إضافة إلى هذه الأسباب، يرى الدكتور قاعي أن هناك تقليدا تلجأ اليه بعض العائلات التي تطلق أسماء مشتركة على أبنائها وهو يتمثل بأمنية يطمح الأهل الى نيلها، وهي أن يرزقوا طفلة أو طفلاً كي تكتمل صورة العائلة المثالية التي تشمل بين ثناياها الجنسين، فإذا لم يكن الواقع على قدر الأماني ورزقوا عكس ما تمنوا، لجأوا الى اعتماد أسماء مشتركة بين الذكور والإناث علها تروي غليلهم، وإن بالاسم.
ومن سير التسميات ما درج عليه آباء سموا أبناءهم وبناتهم بأسماء غربية، غير آبهين بعدم شيوعها في المجتمع أو غرابتها عليه. فصرنا نسمع أسماء مثل سوناتا، المأخوذ من لغة الموسيقى الكلاسيكية، ومثل زوسر، الملك الفرعوني. ولعل بعض اليساريين العرب سبقوا في تسمية أبنائهم بأسماء رموز الاشتراكية، مثل لينين وجيفارا وكاسترو، وقليلون سموا ستالين. حتى أن اسم جيفارا الثائر الارجنتيني العالمي سميت به مولودة، هي الآن مراسلة صحافية تلفزيونية. ويبدو أن أباها، كما ذكرت جيفارا البديري في مقابلة معها، كان قد عقد العزم على تسمية مولوده الذي توقعه صبيا باسم جيفارا. وعندما رزق صبية أطلق عليها الاسم أيضا.
===== ===== ===== =====
ـ[تسحرني ابتسامتك:-)]ــــــــ[06 - 02 - 2009, 02:56 م]ـ
بقي لي أن أقول: فراس و غياث أيضا اسمان جميلان فلا تغيراه
وفي الختام .................... تسحرني ابتسامتك:-)
و ابتسامة كل إنسان محب بشوش
كيف لا و أنا أرى هذه الابتسامات بعيني قلبي
والسلام عليكم
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[08 - 02 - 2009, 12:42 ص]ـ
من القصص الطريفة في هذا الموضوع:
اتفق الوالدان على تسمية ابنهما البكر (عاصم) , و لمّا رزقا بمولوده سمّياها (عصام) , كبر عاصم و كبرت عصام , عاصم أُعفي من التجنيد لأنه وحيد والديه من الذكور , فذهب إلى الخارج لإتمام الدراسة , أمّا عصام فقد كبرت و أخرجت بطاقة الهوية يوم أن كان أخوها في الخارج , و لسوء الحظ أخطأ الموظف و سجّل في الهوية أنّ (عصام) ذكر , فألزموها بالتجنيد لحين انتهاء إجراءات تعديل الهوية و التي تستغرق وقتاً أطول من اللازم في بلادنا العربية , عاشت (عصام) في نكد و تضجّر طيلة هذه الفترة , فقرر أخوها عاصم أن يرجع من السفر لمواساتها , و عندما رجع أمسكوا به في المطار و ألزموه بالتجنيد لأنّه أصبح عنده أخ الآن , فلم يصبح وحيد والديه.
اسمك جميل و صحيح أخت فراس , و الأدلة السابقة أكبر شاهد على ذلك ... المهم انتبهي من التجنيد:):)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 02 - 2009, 01:39 ص]ـ
أخيتي فراس
باختصار: الأسماء لا تتبع التأنيث اللفظي أو المعنوي , الأسماء أنثت وذكرت حسب العادة والتعود ..
فمثلا: هناك أسماء جمة منذ الجاهلية وصدر الإسلام إلى هذا اليوم هي مؤنثة لفظا ومعنا , لكنها اعتبرت اسماء مذكرة , مثل (ميسرة , سارية , معاوية , أمية) , وغيرها الكثير الكثير ..
كذلك ينطبق هذا القانون على أسماء الإناث (تكون مذكرة لفظا , مؤنثة اسما)
مثل: (سحر , سمر , هديل , شهد , أمل) وغيرها الكثير ..
إذن: نستشف من ذلك أن الأسماء أصبحت مقبولة كتأنيث أو تذكير حسب العادة والتداول بين الناس ..
أي أنه لو اسم (فراس) تداول كاسم أنثى لأصبح مستغربا للذكر ..
على سبيل المثال كما ذكر في بعض المشاركات أن نضال هو اسم مؤنث , تجدينه في بعض المجتمعات العربية اسم مذكر بحت ويستغرب أن يكون اسم مؤنث , كما هو عندنا في فلسطين ..
لذلك أنصحك بتغييره وانتقي لنفسك اسم وأصري على ذلك , واطلبي من جميع معارفك بأن ينادوك بالاسم الجديد الذي اخترتيه , بعد فترة لن تزيد عن السنة ستجدين الجميع ينادوك باسمك الجديد , بعد ذلك سيكون من السهل عليك تغييره في جميع أوراقك الثبوتية وشهاداتك ..
وذلك فقط من أجل المجتمع.
يقول المثل (كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس)
وتقبلي مروري ..
بارك الله فيك.
¥