تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الخطيب99]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 12:49 ص]ـ

شكراً لكِ زهرة متفائلة على سرعة الرد

ـ[العصيماء]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 02:10 ص]ـ

جزاك الله خيراً، سلمت يمناك، وسلم حسن اختيارك أخي الكريم، وإن لك لشأن في اختيار المواضيع لا عدمنا جديدك ومفيدك، ولي إضافة إن سمحت لي:

وهي قواعد في الدعوة الفردية، إحدى عشرة قاعدة؛ ثلاث في المدعو، وأربع في الداعي، وأربع في الوسيلة:

- أما التي في المدعو، فهي:

القاعدة الأولى: ضرورة مراعاة المرحلة العمرية للمدعو:-

وهذه نقطة هامة نغفل عنها كثيراً، فتجد طريقتنا في الدعوة متشابهةً، لا تراعي من المتحدث إليه، وأخطر هذه المراحل العمرية مرحلة المراهقة، وهذه المرحلة بالذات تحتاج لمن يتعامل معها إلى دقةٍ وحرصٍ شديدين، لأن من أبرز سماتها التقلب وعدم الثبات، والإحساس بالذات، ومن يغفل ذلك ممن يتعامل مع المراهقين فلن يصل إلى شيء، فإذا كنت أخي الداعية ممن تتعامل مع هذه المرحلة، فعليك أن تراعي ذلك بشدة، فتترك للمدعو فرصة التعبير عن الذات، وتفتح له مجال الإدلاء برأيه، وإياك ثم إياك أن تستخف بهذا الرأي مهما كان سخيفاً وساذجاً، فإنك إن فعلت ذلك أغلقت باب قلبه نحوك، وأضعت المفاتيح، ولن ينفعك شيء بعد ذلك.

وليكن الرسول:= قدوتنا في ذلك في الحديث الشهير اللطيف ففيما روى مسلم وأبو داود والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان رسول الله:= أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير قال: أحسبه قال: كان فطيما، قال: فكان إذا جاء رسول الله:= فرآه قال: "أبا عمير! ما فعل النغير؟ " قال: فكان يلعب به) فانظر كيف تعامل:=مع أبي عمير هذا الشاب اليافع الصغير، كان دائماً يتودد إليه بسؤاله هذا_ والنغير تصغير لنغر وهو طائر _، ولعلنا نلمح من صيغة السؤال كيف ترك:= باباً لأبي عمير كي يقول رأيه، وفي هذا مجالٌ لأبي عمير ليعبر عن نفسه ويحقق كيانه.

فعلينا نحن الدعاة مراعاة هذه المرحلة العمرية بدقة، ويجب أن نترك أسلوب الإلقاء والإملاء، ونتعامل بطريقة الحوار والمناقشة، أن نستمع إلى رأيهم، أن نفتح لهم باب التعبير عن الرأي وعن الذات، أن نحقق لهم رجولتهم التي بدءوا يحسون بها، وعندها سيسلموننا مفاتيح قلوبهم التي لن تضيع هذه المرة أبداً.

القاعدة الثانية: ضرورة مراعاة المستوى التعليمي والثقافي للمدعو:-

ولنا في حديث "أبي عمير والنغير" دليل آخر، فلم يحدثه النبي:= في أول حديثه إليه بقواعد الدين، ومقاصده ومستلزماته، بل بدأ معه بالخطاب الذي يناسب مستواه، ليتقرب منه وليوجد وسائل التواصل والاتصال بينه وبينه، ولذلك فالدعاة مطلوب منهم مراعاة ذلك حتى يصل خطابهم إلى المكان الصحيح والمؤثر والمفيد.

ولعل من الطرف التي تروى في ذلك ما حدث مع أحد الدعاة في مصر، حين أراد دعوة مجموعة من الرجال المعروفين بالشدة والقوة، فلم يحدثهم عن ضرورة العمل للإسلام، وعن المجتمع المسلم والخلافة الإسلامية وما إلى ذلك، وإنما حدثهم عن قوة النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته، وأخذ يسرد لهم القصص في ذلك، فما كان من أحد المدعوين إلا أن قال بعفوية شديدة: "اللهم صل على أجدع نبي" –أي على أشجع وأقوى نبي- بهذه الطريقة وصلت إليهم الرسالة واضحة جلية، ثم يبدأ الداعي بعد ذلك في البناء عليها.

القاعدة الثالثة: ضرورة البحث عن العوائق:-

فلكل الناس ما يشغلهم ويهمهم، وإن لم يراع الدعاة ذلك فلن يصلوا لشيء، وينبغي أن يجعل الدعاة ذلك من أساسيات واجبهم، أن يتحسسوا أحوال المدعوين، أن يحاولوا معرفة مشاكلهم ومشاغلهم، أن يكونوا صورة واضحة عن ظروفهم وأحوالهم، وإن تسنى لهم مساعدتهم في أمرٍ من ذلك فليقدموا، فإن ذلك أحرى بأن يصلوا إلى قلوب المدعوين، وبالتالي التأثير فيها.

- وأما التي في الداعي، فهي:

القاعدة الأولى: ضرورة البدء بالنفس:-

يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني رحمه الله: "إذا صلح قلب العبد للحق عز وجل وتمكن من قربه، أُعْطِي المملكة والسلطنة في أقطار الأرض، وسُلِّم إليه نشر الدعوة في الخلق، والصبر على أذاهم، يسلَّم إليه تغيير الباطل وإظهار الحق".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير