يقول الشيخ الكيلاني واصفاً الدعاة: "هم قيام في مقام الدعوة، يدعون الخلق إلى معرفة الحق عز وجل، لا يزالون يدعون القلوب"، نعم هم يدعون القلوب والأرواح لا الأجساد والأبدان، احرص أخي الداعية على ذلك، آمن أنت بفكرتك أولاً، ورسخها في قلبك، ثم اجعل قلبك يخاطب قلوب الخلق، وبهذا تفتح باباً للخير واسعاً.
القاعدة الثانية: تلَطَّف:-
وهي قاعدة ذهبية في جذب الناس والتأثير فيهم، "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر"، وهذا ما تعلمه:= من ربه جل وعلا، فتراه هيناً ليناً رحيماً:=، والأحاديث في هذا كثيرة، كحديث الأعرابي الذي بال في المسجد، فقال النبي:=: "لا تزرموه ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه" رواه البخاري ومسلم، وكحديث "أبي عمير والنغير" والذي نستشف منه كيف كان:= يتلطف مع أصحابه.
فتلطف أخي الداعية -يرحمك الله- حتى لا ينفض الناس من حولك، وإياك ثم إياك أن تشعر المدعو أنك عبءٌ عليه، أو ضيفٌ ثقيل الظل، أو تحمله مشقة التعامل معك، فلا تطرح نفسك أمامه بسببٍ وبدون سبب، ولا تتدخل في علاقته بأصدقائه ما دام هو لم يستشرك فيها، كن رجلاً رقيقاً لطيفاً، تستخرج كلاماً من بحرٍ عميقٍ بالإيمان والحب والعلم، وتنطقه بلسانٍ رفيق هين، كما وصف يحيى بن معاذ رحمه الله أساليب الدعوة فقال: "أحسن شيء-أي في الدعوة- كلام رقيق، يُستخرَج من بحرٍ عميق، على لسان رجلٍ رفيق".
القاعدة الثالثة: حدِّث الناس بما يريدون:-
دعني هنا أضرب لك مثلاً لأوضح ما أقصد: أنا أحب أكل الأرز ولا أحب أكل الديدان، وأريد اصطياد السمك، فهل أضع للسمك الأرز أم الديدان؟ هل وضحت الفكرة؟ تريد اصطياد السمك ضع له ما يحبه هو لا ما تحبه أنت، فإنني إن وضعتُ للسمك الأرز الذي أُحبُّه فلن أصطاد سمكة واحدة، ولكن إن وضعتُ لهم الديدان التي لا آكلها، فسيأتيني السمك من كل حدب وصوب.
فخاطب الناس أخي الداعية بما يحبون لا بما تحب أنت، بما في عقولهم لا بما في رأسك، وليس معنى هذا أن تترك مهمتك العليا أو أن تتنازل عنها، ولكن كن حصيفاً لبيباً، تصل إلى ما تريد من خلال ما يحبون ويرغبون، كما فعل نبيك:= في الحديث المعاد ذكره هنا؛ حديث "أبي عمير والنغير" حين خاطب أبا عمير فيما يحب ويرغب، تأليفاً لقلبه وإشعاراً له بأنه:= مهتمٌ بما يهتم به هذا الفتى الصغير مهما بدت اهتماماته صغيرةً أو تافهةً، فافعل ذلك أخي الداعية تختصر الطريق وتنال المراد.
القاعدة الرابعة: راعِ الأولويات:
على الداعية أن يراعي الأولويات في دعوته، فليس من الطبيعي أن أبدأ في بناء الدور الخامس مثلاً دون أن أبني أساس البناية، كما أنه ليس من المعقول أو المقبول أن أحدث غير المسلم في وجوب الصلاة والصيام عليه! إننا –في ظل انشغالنا بالدعوة- كثيراً ما ننسى هذه الأمور رغم بساطتها وبداهيتها.
فعلى الداعية أن يحدد أولوياته في دعوة كل إنسانٍ على حدة، ما هي الأمور الأساسية التي لا بد منها، ولا يمكن التنازل عنها، ثم يبدأ في التدرج معه خطوةً خطوة، فغير المسلم أبدأ معه بالإيمان بالله، والمسلم العاصي أبدأ معه بالطاعات المفروضة، والمسلم الملتزم بالفرائض أبدأ معه في النوافل والفضائل، وهكذا كلٌ حسب مستواه من الالتزام والإيمان.
من كلام كلام الدكنور: كمال المصري بتصرف 0
وأخيراً أهمس لك أخي القارئ أختي القارئة بما يلي:
إن من يحمل هم الدعوة إلى الله تعالى سيجد الطرق أمامه مفتوحة،
إن التوفيق بيد الله فكم هم أصحاب الشهادات والمناصب الذين فاتهم نعيم
الدعوة إلى الله بل وربما كانوا أعداء للإسلام،
وكم هم العامة الذين أخلصوا لله فوفقهم وهداهم وهدى بهم،
ولنتذكر (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)
ولئن بهدي الله بكلمتَك وكلمتِك رجلاً واحداً أو امرأة واحدة خير لكَ ولكِ من حمر النعم، فكن وكوني داعية بكلمتك .. وأسلوبك .. وتعاملك .. بالحكمة والموعظة الحسنة، وأحتسب ..
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/12/6/02/8ad5hjtoh.jpg (http://www.tobikat.com)
ـ[الخطيب99]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 02:45 ص]ـ
الشكر الجزييييييل لكِ أيتها العصيماء على هذه الإضفات لقد لونتي لي الموضوع بألوان الفائدة و المعرفة أرجو الفائدة للقرآء جميعاً
ـ[الطالب المهذب]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 11:29 ص]ـ
حمدا لله أنك من الداعية المؤثرين حبيبنا ابو الفوز
ـ[الخطيب99]ــــــــ[24 - 02 - 2010, 11:21 م]ـ
اللهم أجعلنا خيراً مما يظنون ... و اغفر لنا ما لا يعلمون