تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تكمن أهمية الفرضية العلمية، في هدف البحث العلمي، فإذا كان البحث يهدف الى الوصول إلى حقائق ومعارف، فلا قيمة للفرضيات، أما اذا كان يهدف إلى تفسير الحقائق والكشف عن الأسباب والعوامل، وتحليل الظاهرة المدروسة، فلا بد من وجود فرضيات، ولا يغيب عن الذهن، ان بعض المهتمين في ميدان البحث العلمي، يميزون بين الدراسات حسب استخدامها للفرضيات العلمية، فالدراسة ذات المستوى المتعمق هي التي تحتوي على فرضية، ولذلك يتوقعون من طالب الدراسات العليا، ان يتبنى فرضيات في بحثه، أما الدراسات المسحية البسيطة فلا تستخدم فيها الفرضيات (63).

وعلى كل الأحوال، فإن وجود الفرضيات في الدراسة العلمية يحقق عدة ايجابيات من بينها مايلي:

ـ توجه جهود الباحث في البيانات والمعلومات المتصلة بالفرضيات، وبالتالي توفر الكثير من الجهود التي بذلها الباحثون في الحصول على معلومات، قد يكتشفون عدم الحاجة لها.

ـ تحدد الإجراءات والأساليب المناسبة للبحث، لاختيار الحلول المقترحة.

ـ تقدم الفرضيات تفسيرا للعلاقات بين المتغيرات، فهي تحدد النتائج في العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع، وبالتالي توضح اطار نتائج البحث.

أشكال الفرضيات:

ويقوم الباحث لدى صياغة الفرضيات الخاصة بموضوع البحث، بوضع الفرضية التي يرى أنها تؤدي إلى تفسير مشكلة البحث، وتتخذ الفرضية شكلين أساسيين: (64).

صيغة الإثبات، بمعنى ان تصاغ الفرضية بشكل يثبت العلاقة سلبا او إيجابا.

ب ـ صيغة النفي، بمعنى ان تصاغ الفرضية بشكل ينفي وجود علاقة.

والنوع الأول من الفرضيات (صيغة الإثبات) يشير إلى وجود علاقة بين متغيرين وتسمى الفرضية في هذه الحالة فرضية مباشرة، أما إذا صيغت الفرضية بالشكل الذي ينفي وجود العلاقة، فتسمى "فرضية صفرية".

طريقة صياغة الفرضية:

ان صياغة الفرضية العلمية الخاصة بموضوع البحث، واختيار صحتها او خطئها، تعتبر من أهم مراحل المنهجية عند تخطيط البحوث، ذلك لأن مجموعة الفرضيات، هي في واقع الأمر، صورة دقيقة للمشكلة الرئيسية يتناولها الباحث من جميع جوانبها بحيث تقدم في مجموعها تفسيرا صادقا لمشكلة البحث هذه بعد تحقيقها.

وهنا تعتبر الفرضيات وسيلة مهمة للربط بين نتائج دراسة معينة وتحليل مواقف أخرى. وهكذا فالفرضية تبدأ دائما في ذهن الباحث عن فكرة معينة تضع أساس الدراسة، وهو ما يتطلب صياغة دقيقة لها، يمكن القطع فيها برأي محدد ودقيق، ويتوقف على طبيعة المشكلة ومدى فهمنا لها (65).

وفي هذه الحالة يتعين على الباحث، ان يتجنب اعتبار الفرضيات قضية علمية، وبالتالي يختار الحقائق المؤيدة، ويسقط الحقائق التي تبدو ضعيفة، اذ لا يجب ان يخضع التجربة للفرض، وانما ينبغي ان يخضع الفرض نفسه للتجربة، واذا كانت خطوة فرض الفرضيات تلقى بعض الاعتبارات لسببين أساسيين هما: (66).

أ ـ إذا بدأ الباحث بفرض معين فليس من السهل عليه ان يتخلى عنه بعد ذلك.

ب ـ ان تحديد وجهة النظر منذ البداية، توجه إدراك الباحث وتفكيره الى ناحية معينة مع إهمال باقي النواحي الأخرى المحتملة.

ولا يغيب عن الذهن أن الفرضيات تتميز بكثرة استعمالها من قبل الإنسان العادي في حل بعض المشكلات اليومية التي تواجهه، فحين يفقد الإنسان شيئا معينا فإنه يضع فرضيات لوجود هذا الشيء في أكثر

من مكان، وهو في مثل هذه الحالة يقوم ببناء فرضياته التي تساعده في البحث عن الشيء المفقود، والفرضيات كما اشرنا هي تخمينات ولكنها ليست تخمينات عشوائية، بل تعتمد عملية بناء الفرضية او الفرضيات على عدة مقاييس يجب ان يتصف بها الباحث هي: (67).

1ـ الإطلاع والمعرفة الواسعة:

حيث يتطلب بناء الفرضية جهدا عقليا واعيا، فالباحث يبدأ بالتفكير في مشكلة معينة، تتطلب دراسة عميقة في موضوعات لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بها، ومن بينها الدراسات والأبحاث التي قام بها باحثون سابقون وهذه القراءات والاطلاعات المستمرة تكسب الباحث ميزة هامة وقدرة كافية على صياغة فرضياته العلمية بطريقة معقولة. ولا يغيب عن الذهن ان المعرفة لا تكفي وحدها لبناء الفرضيات العلمية اذ لا بد ان يتمتع الباحث بعقل متفتح مرن وجرئ وقادر على تقليب الامور والنظر إليها من زوايا متعددة. فالباحث خلال التخصص في موضوع معين ومن خلال ثقافته وإطلاعه الواسع وخبرته العلمية يكون قادرا على بناء فرضياته لتقسيم موضوع دراسته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير