[أعلام الفكر اللغوي]
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[06 - 08 - 2007, 03:30 ص]ـ
أعلام الفكر اللغوي؛ التقليد اللغوي العربي - الجزء الثالث
تأليف: كيس فيرستيج
ترجمة، تحقيق: أحمد شاكر الكلابي
الناشر: النيل والفرات
ردمك: 9959293521
النوع: تجليد فني، 24×17، 268 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 1
الناشر: دار الكتاب الجديد المتحدة تاريخ النشر: 01/ 01/2007
اللغة: عربية
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/hard/153/153138.gif
يتناول هذا الكتاب وهو الجزء الثالث من موسوعة أعلام الفكر اللغوي-التقليد اللغوي الرئيس في الشرق الأوسط المتمثل في علم اللغة العربية. ويحرص الكتاب على أن يقدم إلى القارئ الكريم المسائل والموضوعات الرئيسة التي أثرت في مسار تطور التقليد اللغوي العربي. ويتضمن كل فصل من فصول الكتاب مقتطفات موجزة من النصوص المأخوذة من أمهات الكتب العربية التي ألفها أعلام الفكر اللغوي العرب، ثم يكتب مؤلف هذا الكتاب تعليقاً مفصلاً عليها يضع من خلاله تلك النصوص في سياقها الاجتماعي والفكري. وغالباً ما تمنحنا تلك النصوص المختارة الفرصة لمقارنتها بالتقليد الغربي، إذ يركز هذا الكتاب على خصائص التقليد اللغوي الذي يقع خارج نطاق التقليد اللغوي الغربي، ويمتاز التقليد اللغوي العربي بمنهجه المستقل في دراسة ظاهرة اللغة حيث يستحث الأفكار الجديدة عن تاريخه علم اللغة.
يعرض الفصل الأول جهود مقاتل بن سليمان في تفسير القرآن الكريم الذي يعد كتابه من أقدم كتب التفسير التي ألفت في الإسلام ومن أقدم المصادر المكتوبة عن الإسلام.
ويناقش الفصل الثاني أول معجم في اللغة العربية وهو "كتاب العين" ذائع الصيت الذي صنفه النحوي المعروف الخليل بن أحمد الفراهيدي -العماني المولد العراقي المحتد- وهو رائد صناعة المعاجم العربية وإليه ينسب فضل التطور الذي حصل في هذا المجال. والخليل وهو واحد من الشخصيات المشهورة في التقليد اللغوي العربي، ويأتي بعد سيبويه في مدى شهرته.
يتتبع الفصل الثالث بداية النحو العربي ويتطرق إلى جهود سيبويه في بناء صرح النحو العربي، حيث ألف سيبويه أكثر الكتب شهرة في التقليد اللغوي العربي ويعرف كتابه بـ"الكتاب". وهو أول وصف متماسك لمنظومة اللغة العربية كاملة. ولا ينازعه كتاب آخر مكانته في التقليد اللغوي العربي. ويحاول المؤلف تقييم كتاب سيبويه من وجوه شتى لعل أهمها إلقاء الضوء على منهج سيبويه من زاوية التقليد الشائع في الفكر اللغوي الغربي، فينجم عن ذلك تقييم أصيل للفكر النحوي العربي تعضده التساؤلات التي يطرحها المؤلف حيث تقود إلى تحليل عميق للنظرية النحوية عند العرب.
يطرح الفصل الرابع مسألة قديمة حديثة على بساط البحث وهي الجدل بين المنطق والنحو، ويحاول أن يسبر غور العلاقة المفترضة بين هذين الميدانين المعرفيين المهمين.
يعالج الفصل الخامس مسألة التطور في النظرية اللغوية وذلك بإلقاء الضوء على جهود الزجاجي في التفسير اللغوي وتقييم منهجه المبتكر في دراسة اللغة، حيث إن الزجاجي يعد أول من ألف في موضوع علل النحو. ويقدم الفصل عرضاً مفصلاً لمحاولة علماء اللغة في القرن الرابع الهجري -أي القرن العاشر الميلادي تقريباً- إحكام السيطرة على الأسس المنهجية في البحث في مجال تخصصهم، ويتضح مما يذكره الزجاجي في كتابه "الإيضاح في علل النحو" نوع المصادر التي يستقي منها النحوي في بحثه: كالكتب والبحوث المستقلة والدروس التي يلقيها النحويون الآخرون. كما يبدو استقلاله واضحاً عن النحويين الذين ينتمون إلى كلتا المدرستين البصرية والكوفية.
ويتصدى الفصل السادس إلى مسالة ما زالت موضع أخذ ورد ومثار جدل بين علماء اللغة في الشرق والغرب في وقتنا الحاضر. وهذه المسألة هي العلاقة بين اللغة والفكر. ويحاول هذا الفصل عرض إسهامات أعلام الفكر اللغوي العرب من خلال تسليط الضوء على آراء المعلم الثاني الفارابي كما ورجت في مؤلفاته لا سيما كتابه الموسوم "كتاب الألفاظ المستعملة في المنطق".
¥