تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

["وصف الجسد"]

ـ[موقظ ليلي]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 07:32 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ..

وددت أن أعلم رأى أعضاء المنتدى في مسألة "وصف الجسد" التي وردت في بعض الأدبيات العربية و التي أظن إنها ظاهرة جديدة لم يتجاوز عمرها بضع عقود ..

و كمثال على هذا النمط:أسلوب الكتابة الذي يصل إلى غايته من خلال وصف جسد المرأة أو بعض أعضائها بدعوى أن هناك فائدة وغاية وراء هذا التوصيف ..

- هل يمكن اعتبار هذا النمط هو تجديد في الصيغة الأدبية أو الأدوات الوصفية التي يكمن استعمالها في الكتابة؟

- هل يجب أن تكون نظرتنا النقدية لهذا الأدب أبعد من أن تقف عند هذه الأوصاف و أن تنظر إلى الغايات التي ترمي إليه؟

- أم هو غريب استجد علينا نتيجة ترجمة الكتب الغربية والثقافات التي تحملها والتي تبيح ذلك بل و تستعمله بكثرة؟

- أم هو محاولة من كتاب هذا النمط لإظهار أنفسهم؟

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 09:53 ص]ـ

اليك أخي الكريم موقظ ليلي هذه الدراسة عن وصف الجسد نقلتها لك من أحد المواقع "بتصرف طفيف"عل أن يكون فيها اجابة عن بعض ما سألت:

الحب والجسد في الشعر العربي

هكذا منذ أن أقصى الرجل المرأة، عن ساحة الحياة العامة، وإدخاله إياها في حياته، كتفصيل من تفاصيله، لم يفتأ يعيد إنتاج حضورات لا متناهية لها، فكان ينجح أحياناً، ويتعثر أحياناً أخرى ويتصدع فنه.

هذه العلاقة المركبة، لم تمكنه من أن يحاورها ككائن مستقل عنه، أي علاقة الإقصاء وإعادة الإنتاج، وإنما جعلتها موضوعاً من موضوعاته، وغرضاً من أغراضه الفنية، وهذا ما نجده في النقد الأدبي، أو حين نقرأ دراسة لقصيدة إذ تبدو كغرض من أغراضه، مثل الوقوف على الأطلال، أو وصف الخيل إلى ما هنالك ..

واختلف التعبير الشعري عن المرأة وجسدها من حضارة إلى حضارة، ومن ثقافة إلى ثقافة، هذا بالإضافة للخصوصية الفردية للذات المبدعة.

العرب في جزيرتهم لم يكن لهم خيار في إعلان ولائهم إلى الصحراء، وللصحراء قوانينها التي تتحكم بصوغ ذائقة سكانها وتفرض عليهم نمطاً يتلاءم معها، تلك الرمال المتحركة والتي يصعب ضبط أشكالها، كأنها الغيوم في السماء، ما تشكله اليوم تمحوه بهبة ريح، هذا عالم اللا ثبات، كل ما حولك قابل للإعادة والتوالد والتشكيل.

والعرب لم يكونوا أقل شأناً في إبداعهم، ولكن وفق الوسيلة المتاحة لديهم وهي اللغة، إذ تمكنوا من أن يعبروا بها عما في عقولهم وقلوبهم من أحاسيس وتصورات، لذلك اعتنوا بها أشد العناية، وجعلوها طبعة مرنة بين أيديهم يصوغون منها ما يشاؤون من أشكال، حتى يمكننا القول: إنهم رسموا وجسدوا ونحتوا بالكلمات.

كما أن لدينا عاملاً آخر ساهم في اعتمادهم على اللغة فقط في إنتاجهم الفني والثقافي، وهو مجيء دين (الإسلام) الذي حدد موقفاً من مسألة الفنون المجسدة (رسم، نحت) وخصوصاً تجسيدات الأشكال البشرية، أو التي تحمل روحاً على العموم.

وقد تجلت قمة البلاغة وصفوة القول، لدى العرب في الشعر العربي الذي أُطلق عليه اسم (ديوان العرب) إذ إنه أرخ لحياتهم، من متع ومسرات وأفراح وأحزان وهزائم وانتصارات. وعلى اعتبار أن المرأة غدت في شعرهم، غرضاً من أغراضه، نجدها احتلت مكانةً مرموقة، فيه، فأولوا جسدها أهمية بالغة وأبدعوا في وصفه ورسمه وتجسيده، ويتملكنا العجب من قدرة اللغة على ما تمتلكه من طاقة تعبيرية فذة ونادرة.

وبين أيدينا نماذج شعرية، استطاعت اختراق الزمن، لتبقي في وجدان الناس على مر العصور والأجيال، مقياساً للذائقة الرفيعة في وصف وتذوق جماليات جسد المرأة.

بعض المفكرين المعاصرين، تناولوا هذا الموضوع، ولكن لما للجسد والحب في الشعر العربي من أهمية جعلت البعض يقول: أن الحب والهوى اختراع عربي بامتياز، أجدني أطرحه الآن، وبالتأكيد يختلف الحب عند العرب عنه عند (أوفيد).

الحب العربي كان سبباً كافياً للموت، وليس لدى العاشق بغية يبتغيها سوى رؤية محبوبه، وكم يبدو هجر المحبين أقرب للموت منه إلى الحياة.

يقول عنترة العبسي بهذا المعنى:

لا تجزعي إن لج قومك في دمي ... مالي بعد الهجر لحم ولا دم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير