تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تعود خصوصية هار هبيت كونه مقدسا عند المسلمين واليهود ولوجود معاني رمزية تاريخية ووطنية وثقافية لأبناء الشعبين والديانتين. وبسبب قوة وأهمية الحساسية الدينية والرمزية والسياسية-الوطنية لهار هبيت عند اليهود والمسلمين، للإسرائيليين والفلسطينيين والدول الإسلامية الأخرى فإن حل موضوع هار هبيت هو المخرج لحل قضية القدس. وستصبح التسوية المتفق عليها -إذا تم التوصل إليها - عليها في هار هبيت حجر الأساس للاتفاق حول بقية المواضيع المتعلقة بمستقبل المدينة، وفي نفس الوقت سيعرقل عدم التوصل إلى تسوية في موضوع هار هبيت اتفاقا حول التسوية النهائية في القدس.

ويعتبر هار هبيت واحدا من المواضيع التي ستبحث في مفاوضات المرحلة النهائية بين إسرائيل وبين الفلسطينيين. والبحث في مجمل المواضيع سيؤثر على التسويات المتفق عليها بشأن هار هبيت. ومثال على ذلك، ربما يوافق أحد الأطراف على تقديم تنازل في موضوع يتعلق بهار هبيت مقابل الحصول على منجزات في مواضيع أخرى، وبالعكس. لكن جرت في هذا البحث محاولة فصل مسألة هار هبيت واعتبارها قضية مركزية بهدف عرض الأوجه المختلفة التي لها انعكاسات على أية تسوية مستقبلية في بقية المواضيع المتعلقة بكل مسألة القدس. وفي إطار هذا البحث أضيفت مواقع مقدسة قريبة مثل ساحة الحائط الغربي والحفريات الأثرية بجانب هار هبيت وأسفله، النفق وبوابة الخروج منه، والحي ومواقعه الدينية اليهودية. وبحث هذه المواضيع يتطلب دراسة منفردة. والهدف من البحث هو طرح تسوية مستقبلية لهار هبيت للجمهور. كما يعرض البحث الترتيبات السابقة والوضع القائم بعد عام 1967، ويطرح نقاط الخلاف الرئيسية وإمكانية التوصل إلى حل وسط بشأنها.

ملاحظات للمصطلحات المستخدمة

1 - استخدم في هذا البحث اسمين لمكان الخلاف هما، هار هبيت وهو الاسم المقبول عند اليهود. والحرم الشريف وهو الاسم المقبول عند المسلمين. ومن جل التسهيل على قارئ العبرية استخدمت مصطلح هار هبيت بشكل عام.

2 - لوصف الوضع القائم بعد عام 1967 في مجالات مختلفة استخدمت مصطلح “ترتيبات ” وليس”تسويات ” لأن استخدام مصطلح تسويات يكون حول أمر متفق عليه بين الأطراف، بينما استخدام مصطلح ترتيبات نتيجة وضعه بالقوة من قبل الطرف القوي وبالتالي فإنه لا يعتبر تسوية. وعليه فإن استخدام مصطلح “التسوية” في هذا البحث يقصد منه اتفاقات مستقبلية بين الأطراف.

أ- الصراع الديني السياسي

منذ عشرينات هذا القرن وهار هبيت/الحرم الشريف يعتبر موقعا أساسيا ورمزيا في الصراع السياسي بين الحركة الوطنية الصهيونية وبين الحركة الوطنية العربية الفلسطينية، وقد خاضت الحركتان صراعا على نفس البلاد. ويعتبر هار هبيت أكبر نموذج للعلاقة الوثيقة بين مركزية الدين والسياسة. والعلاقة الدينية لليهودية والإسلام بهار هبيت تطورت في أوقات مختلفة وفي ظروف معينة. وخلال الحكم الإسلامي لم تثار أية مشكلة في هذا المجال لأن الإسلام كان دين الدولة، أما اليهود الذين عاشوا خارج أرض إسرائيل فقد اعتبروا طائفة دينية معترف بها (أطلق العثمانيين مصطلح الملة على أبناء الأقليات الدينية)، ولم يطالب اليهود بأية مطالب خاصة سوى إقامة الشعائر الدينية وإدارة الحائط الغربي الذي كانت مساحته صغيرة نسبيا. وفي نفس الوقت حصلت الطوائف المسيحية بدعم من القوى الأوروبية العظمى على مكانة خاصة بفضل اتفاقات الامتيازات الأجنبية، أما اليهود فلم يكن لهم أي دعم سياسي وكل ما حصل عليه اليهود هو الفرمان الذي صدر في عام 1840 وقرار المجلس اللوائي (مجلس الدار) في عام 1911 الذي منح اليهود حقوق محدودة في الحائط الغربي1.

وحسب وجهة النظر اليهودية يعتبر هار هبيت، هو هار موريا، موقع الهيكل الأول والثاني اللذان دمرا. وتنظر الديانة اليهودية إلى صلاة المسلمين في هار هبيت على أنها تدنيس عظيم. وبعد عام 1967 أصدرت الحاخامية الرئيسية فتوى تحرم دخول كل هار هبيت (للمحافظة على هيبة الهيكل) نتيجة عدم معرفتهم أين يقع المكان الدقيق لقدس الأقداس الذي دمر 2، ووضعت على مداخل الحرم شواخص ” يمنع بموجبها - حسب التوراة- أي شخص من دخول هار هبيت بسبب قدسيته ”. وساعد قرار الحاخامية الرئيسية استمرار سيطرة المسلمين على هار هبيت بعد عام

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير