[خطبة: دفاع عن لغة القرآن]
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أحبتي في الله:
في يوم 22/ 4/1422 كان المسجد الحرام بل والمتابعون للخطب الرائعة التي تلقى فيه على موعد مع خطبة رائعة من خطب معالي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة، ورئيس مجلس الشورى السعودي تحدث معاليه عن لغة القرآن ودافع عنها دافع المحب الغيور.
لغة القرآن الكريم .. اللغة العربية التي يريد لها البعض الانزواء والإقصاء بحجة أن العامية أقرب للفهم.
واعجبا لكم، ولماذا لم تكن العامية أقرب لفهم الطب حتى درستموه بمصطلحات بل وبعبارات غريبة تماما عنا؟!؟
لماذا لا ينادى بالعامية إلا أمام لغة القرآن؟؟؟
إنها خطبة رائعة هزت وعي كل صادق في عروبته وإسلامه.
إنها محملة بالأدلة الشرعية وفي نفس الوقت تخاطب العقل أيضا.
لقد استمعت إليها مباشرة من المسجد الحرام ثم أعدت الاستماع إليها مرات أخرى ثم قرأتها وتمعنت في كلماتها عدة مرات.
إنها حقا خطبة رائعة ...
أترككم مع ملخص الخطبة ثم نص هذه الخطبة الرائعة:
الكلام السابق للشيخ أيمن سامي في منتدى الفقه
===================
ملخص الخطبة
1 ـ حب اللغة العربية. 2 ـ فضائل اللغة العربية وأهميتها. 3 ـ اللغة العربية عبر التاريخ الإسلامي. 4 ـ الهجوم على اللغة العربية. 5 ـ التعلق بالأجنبي والتبعية المشينة له. 6 ـ التبرر في استعمال اللغة الأجنبية بسوق العمل. 7 ـ خطورة تواجد الوافدين من الغربيين في هذا البلد. 8 ـ تدريس العلوم باللغة الأجنبية. 9 ـ ما وراء الدعوة إلى تعليم اللغة الأجنبية للصغار. 10 ـ تحصين اللغة العربية والشموخ بها.
=============
الخطبة الأولى
أما بعد:
فأوصيكم ـ أيها الناس ونفسي ـ بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، فتقوى الله هي الوصية الجامعة، والذخيرة النافعة، واستعدوا للمنايا فهي لا بدّ واقعة، واحذروا زخارف الدنيا المضلة، فمن استكثر منها فما ازداد إلا قلة، وليكن استكثارهم وازديادكم من التقوى، فهي خير زاد ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ ?تَّقُواْ ?للَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ إِنَّ ?للَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر: 18].
أيها المسلمون:
من أحب الله أحب رسوله محمدًا، ومن أحب رسوله محمدًا أحب لغة القرآن الكريم، لغةٌ كريمة، نزل بها أفضل كتاب، ونطق بها أفضل مخلوق، هي وعاء علوم الدين، وذخائر التراث، لا تكون معرفة القرآن والسنة إلا بها، ولا يتم فهم علومهما ومقاصدهما بدونها، تعلّمها وإتقانها من الديانة، فهي أداة علم الشريعة ومفتاح الفقه في الدين.
أيها الإخوة المسلمون:
لغة الأمة ميزان دقيق، ومعيار أساس في حفظ الهوية وتحديد الذات؛ فهي شريان الأمة، وأقنوم [1] الحضارة، ومصدر عظيم من مصادر القوة، وإذا أضاعت أمة لسانها أضاعت تأريخها وحضارتها كما تُضيِّع حاضرها ومستقبلها.
اللغة هي أهم ملامح الشخصية الإنسانية، إن لم تكن أهمها، اللغة هي التي تربط المرء بأهله وأمته ودينه وثقافته، فهي التأريخ، وهي الجغرافيا، اللغة مظهر من مظاهر قوة الابتكار في الأمة، فإذا ضعفت قوة الابتكار توقفت اللغة، وإذا توقفت اللغة تقهقرت الأمة، وإذا تقهقرت الأمة فذلكم هو الموت والاضمحلال والاندثار.
إن شواهد التأريخ قديمها وحديثها تظهر بجلاء أنه لم تتقدم دولة، ولم تُشَد حضارة ما لم تكن العلوم والتعليم بلغة الأمة نفسها، لا بلغة أجنبية عنها.
أيها المسلمون:
وفي شواهد التأريخ أيضًا: لقد استطاعت لغة القرآن الكريم أن تحقق متطلبات المجتمع التاريخية عبر الأحقاب المختلفة، بكل المستويات، الدينية والعلمية، والاقتصادية والاجتماعية، والسياسية والعسكرية، في عصر النبوة، ثم الخلافة الراشدة، ثم في حكم بني أمية، وما وافقه من تعريب الدواوين، ونظم الإدارة للمجتمعات المختلفة، والأقاليم، والجيوش، والحياة العامة، كما استجابت اللغة لحاجات الحضارة أيام بني العباس، وما واكبها من حركة الترجمة، بل هي لا غيرها كانت لغة العلم والبحث العلمي، في الطب، والعلوم، والرياضيات، والفلك، والهندسة، وغيرها.
¥