[الدعوة إلى العامية حرب على الإسلام]
ـ[القيصري]ــــــــ[22 - 11 - 2005, 09:12 م]ـ
الدعوة إلى العامية واللغات الأجنبية
حرب على الإسلام وتفتيت للأمة
بقلم: النهى
www.alnoha.com
www.alnoha.net
حاول الاستعمار منذ بداية القرن العشرين تجزئة الأمة العربية وتفتيتها إلى دويلات لكي يضمن لنفسه البقاء جاثما على خيراتها .. وما معاهدة سايكس بيكو إلا تكريسا لذلك التقسيم فهم يعلمون يقينا أن العرب مادة الإسلام وان تمزيقهم كأمة هو الوسيلة الفعالة للقضاء على الإسلام. لذا كانت محاولاتهم المستميتة والدائبة في هذا المسار لتفتيت أوطان العرب وإبعادهم عن أصالتهم .. وإمعانا في قطع كل رابطة تربط هؤلاء العرب حاولوا نشر لغتهم في البلاد التي استعمروها في شمال إفريقيا وفي لبنان، وفي مصر نشرت مقولة أن العرب لا يمكن لهم النهوض والسير في ركب الحضارة إلا إذا تخلوا عن عروبتهم في محاولة لصرفهم عن لغة القرآن العظيم والتراث العربي الذي يشكل كيان الأمة ووجدانها.
وسعت كتاب الله لفظاً وغايةً ==وما ضقت عن آي به وعظات *
واتفق في ذلك دعاة العامية فهم مُسيرون لتحقيق أهداف الأجنبي بل إن احد قضاة محكمة الاستئناف في مصر من الانجليز وهو القاضي ولمور ألف كتابا أسماه لغة القاهرة ووضع فيه قواعد واقترح اتخاذها لغة للعمل والأدب .. كما اقترح كتابتها بالحروف اللاتينية. - (لاحظ لغة القاهرة .. كم يا ترى سيكون في العالم العربي من لغة وكم سيكون عدد تلك اللغات في كل إقليم وقطر؟؟ مثلا مصر وحدها من سيسود لغة القاهرة أم الإسكندرية أم سيناء أم الصعيد والصعيد نفسه يضم لغات متعددة إذا جاز لنا تسمية اللهجات لغات) - لكن تلك المحاولات لقيت مقاومة عنيفة ضارية من أبناء الأمة الغيورين وهناك كثير من القصائد قيلت بهذا الخصوص كقصيدة حافظ إبراهيم "اللغة العربية"
أيطربكم من جانب الغرب ناعب == يُنادي بؤدي في ربيع حياتي *
إن العداء للغة العربية الفصحى لم يأت من المستعمر فقط بل وأيده بشدة المستغربين من أبناء الوطن عن جهل أو تبعية للغالب بل حاول بعضهم وضع ضوابط لتلك اللهجات لاستخدامها كبديل .. وهكذا وعلى الرغم من محاولة المستعمرين وأذنابهم القضاء على تاريخ وحضارة الأمة من خلال هدم اللغة العربية وتقويض أركانها وإحداث هوة سحيقة بين الأمة العربية والقرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين إلا إن يقظة الغيورين من أبناءها أفشل مخططاتهم. وقد كان لمصطفى صادق الرافعي أكبر الأثر في ذلك فليتنا نقتدي به في حاضرنا والمعارك تشتد والخصوم في ازدياد والأمة في ضعف ما بعده ضعف، ضعف مادي وضعف فكري وتجهيل وسيطرة القتلة واللصوص من الغرب وأبناء الأمة المستغربين على موارد الأمة، كل ذلك يدعونا لاستنهاض الهمم وعدم التخلي عن مسئولياتنا أمام الله قبل الوطن فهل من مجيب؟؟
والمعاناة في هذا الأمر نجمت عن نوعين من الناس
أولاٌ: الطبقة المثقفة المتأثرة بالغرب .. وتلك يدفعها إعجابها بالغرب والانقياد أمام سلطة الغالب إلى إتباعه بل التدله والإعجاب بكل ما يصدر عنه حتى لو خالف العقل والدين وأولئك لهم تأثير كبير على الطبقات المتوسطة والفقيرة من الشعوب فترى الواحد منهم لا يكاد ينطق كلمة عربية إلا وأردفها بكلمة أجنبية مع أن معظمهم لا يكاد يجيد لغته الأصلية ناهيك عن إجادة تلك اللغات لكنه إعجاب وهوس بلغة المنتصر وهكذا يتكلمون بلغة مرقعة كما اسماها مصطفى الرافعي عليه رحمة الله.
على أن تأثير أولئك القوم لم يقتصر على الحديث فقط بل تعداه إلى المطالبة بتقليص دراسة اللغة العربية وتدريس العلوم الأخرى باللغة الانجليزية .. هذا بالطبع بضغط وتشجيع من المستعمر .. نحن نرى أن تدريس الطب في سوريا باللغة العربية لم يضعف مستوى الأطباء السوريين بل هم من أفضل الأطباء العالم العربي عموما .. ولم نر أن ألمانيا تُدرس الطب أو سائر العلوم بلغة غير اللغة الألمانية ولا فرنسا تدرس في جامعاتها بلغة غير الفرنسية ... بل إن الأمر دفع ببريطانيا لدراسة الطرق التي تحمي بها لغتها الانجليزية من الانجليزية الأمريكية ... فما بال أمة محمد؟؟
¥