[أفضل اللغات]
ـ[حازم بن أحمد القادري]ــــــــ[16 - 09 - 2005, 08:17 ص]ـ
:::
يسرني أن أضع بين أيديكم في أول مشاركة لي بينكم مقال (أفضل اللغات): لغتنا العربية وكنت قد نشرته على الشكبة العنكبوتية في موقعي المختار الإسلامي وموقع إذاعة طريق الإسلام
نسأل الله الإخلاص والتوفيق والسداد
لغة البيان في كل زمان
لماذا لا نعود إليها؟
لغة هجرها قومها!
اللغة الأم
الحمد لله العزيز الحكيم القائل في قرآنه الكريم {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:192 - 195]
والصلاة والسلام على خير خلق الله النبي الأمي العربي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه أجمعين.
فإن الله عز وجل قد أرسل نبيه من العرب وأنزل كتابه المهيمن على جميع الكتب باللغة العربية الفصحى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ... } [المائدة:48] وقد قال الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] فديننا وقرآننا للعالم جميعاً، ويجب أن نبلغه للبشرية جمعاء
وقال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} وقال سبحانه {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85] فقد ختمت به الديانات ونسخت به الشرائع والكتب السابقة بما فيها إلا ما وافق شرعنا المطهر
والله عز وجل عَلِيمٌ حَكِيمٌ سبحانه وتعالى يعلم ما يصلح للناس ومن مقتضى الحكمة أن يكون كتاب الدين الرسمي في الأرض إلى أن يرثها الله ومن عليها بأفضل لغة وأحسنها
قال تعالى: {قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} قال ابن كثير: أي هو قرآن بلسان عربي مبين لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا لبس بل هو بيان ووضوح وبرهان وإنما جعله الله تعالى كذلك وأنزله بذلك {لعلهم يتقون} ا هـ فهذا القرآن لا لبس فيه ولا ريبة فضلاً عن الشك بلغة بيّنة محكمة وقال عز وجل: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون) وقال جل جلاله: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا} وقال سبحانه: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} فأقام تعالى حجته بأن كتابه عربي ثم أكد ذلك بأن نفى عنه كل لسان غير لسان العرب في آيتين من كتابه فقال تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} وقال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} فما سبق من القرآن يدل على أن ليس في كتاب الله شيء إلا بلسان العرب
ولذلك كان تعلمها فرض على كل مسلم ومسلمة حتى يتمكن المرء من عبادة الله فكيف سيقرأ الفاتحة التي لا صلاة لمن لم يقرأ بها دون تعلم العربية.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي
وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال تعلموا العربية فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم
¥