أخي الكريم جزاك الله خيرا على هذه التوضيحات
وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على ثراء اللغة العربية وجمالها
ولكن المصيبة في بعض من ينتسب إليها.
وهذه القواعد درسناها في الصبا لكن غلبت علينا العجمة فلا اللغات الأخرى أتقنا ولا على لغتنا حافظنا
والله المستعان
ـ[برقش]ــــــــ[22 - 07 - 2005, 09:44 م]ـ
السلام عليكم
أود أن أورد (مع بعض الاختصار) ما قرأته في معجم الأخطاء الشائعة للمؤلف محمد العدناني ص 34:
ويخطّئون من يجمع (بحث) على (أبحاث). ويقولون إن الصواب هو: بُحوث؛ لأن المعجمات كلها تذكر ذلك. ولأن النحاة منعوا جمع (فَعْل) على (أفعال)، اعتمادا على ما جاء في الجزء الثاني من كتاب سيبويه (ص 175)، وهو قوله: "إن جمع (فَعْل) على (أفعال) ليس بالباب في كلام العرب، وإن كان قد ورد منه بعض ألفاظ؛ كأفراخ وأفراد وأجداد".
وقد اقتدى بسيبويه كثير من النحاة حتى عصرنا هذا، كما فعل الشيخ مصطفى الغلاييني في كتابه "جامع الدروس العربية"، إذ قال: "ما كان على وزن (فَعْل)، وهو صحيح العين غير مضاعف، لا يُجمع على (أفعال) قياسا، وإنما يُجمع على (أفعُل). لكنه قد شذ جمع: زند، وفرخ، وربع، وحمْل على وزن: أزناد وأفراخ وأرباع وأحمال".
وقد أخطأ النحاة كما أخطأ إمامهم سيبويه لسببين:
الأول: أحصى التصريح وحاشيته 28 جمعا لـ (فَعْل) على (أفعال): فرخ، حبر، زند، حمل، شكل، سمع، لفظ، لحظ، محل، رأي، سطر، جفن، لحن، نجد، فرد، ألف، أنف، أرض، رمس، عرش، نهر، نذل، شخص، شرط، جفر، بعض، دخل، ضرب
السبب الثاني: جاء في ص 392 من الجزء 5 من كتاب "إرشاد الأريب لمعرفة الأديب" تأليف ياقوت الرومي ... ما نصُّه:
حدَّث أبو حيّان التوحيدي، قال: "قال الصاحب بن عبّاد يوما: "فَعْل" (بفتح فسكون، ويريد ما كان منه صحيح العيون، ليس من الأنواع التي ذكروها) و"أفعال" قليل. ويزعم النحويون أنه ما جاء منه إلا: زند وأزناد، وفرخ وأفراخ، وفرد وأفراد. قلتُ له: أنا أحفظ ثلاثين حرفا (أي: كلمة) كلها: فَعْل وأفعال. فقال: هات يا مدَّعي. فسردتُ الحروف، ودللت على مواضعها من الكتب، ثم قلت: ليس للنحوي أن يلزم هذا الحكم إلا بعد التبحر، والسماع الواسع، وليس للتقليد وجه، إذا كانت الرواية شائعة والقياس مطردا .... "
وتورد محاضر جلسات الانعقاد الرابع لمجمع القاهرة، ص 51 قول العلامة الأب انستاس الكرملي:
"إن النحاة لم يصيبوا في قولهم: إن فَعْلاً لا يُجمع على أفعال إلا في ثلاثة ألفاظ، لا رابع لها، وهي: فرخ وأفراخ، وحمل وأحمال، وزند وأزناد، وأكد ابن هشام أن لا رباع لها. والذي وجدتُه أن ما سُمع عن الفصحاء من جموع فَعْل على أفعال أكثر مما سُمع من جموعه – أي المطّردة – على أفعُل، أو فِعال، أو فُعول. فعدد ما ورد على أفعُل هو 142 اسما، وعلى فِعال 221 اسما، وعلى فُعول هو 42. فأن يسلّموا بجمعه قياسا مطَّردا على أفعال أحق وأولى، لأن عدد ما ورد فيها هو 340 لفظة، وكلها منقولة عنهم، لورودها في الأمهات المعتمدة، مثل القاموس واللسان". ثم قال:
"يحق للمجمع ألا يعتمد على مجرد الأقوال، التي تداولها النحاة ناقلين الأقوال، الواحد عن الآخر، بلا اجتهاد، ولا إمعان في التحقيق بأنفسهم. أما الذي يؤيده الاجتهاد فمخالف بما أثبتوه. وقد حان الوقت أن ينادي المجمع على رؤوس الملأ بهذه القاعدة الجديدة، المبنية على أقوال الأئمة الفصحاء ... "
ثم ذكر أن كل الأمثلة، التي وجدها هي لصحيح العين والفاء. وقد قرر مؤتمر مجمع القاهرة، في 1970، جواز جمع فَعْل على أفعال، ويدخل في ذلك مهموز الفاء ومعتلها والمضعّف.
لذا علينا أن نسلّم بجمع (فَعْل) على (أفعال) قياسا مطّردا، دون أن نخشى النحاة والمعجمات.
ـ[القيصري]ــــــــ[23 - 07 - 2005, 05:35 م]ـ
السلام عليكم
احسنتم يا اخي الكريم برقش
شكرا لكم
القيصري
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 10:14 ص]ـ
مذهب جمهور النحاة أن جمع (فعل) الصحيح العين على (أفعال) لا يقاس، وما جاء منه مثل: أحمال وأفراح وأزياد شاذ، مع أنهم ذكروا للأول شاهدا من قراءة شاذة، وللثاني شاهدا من شعر الحطيئة، وللثالث شاهدا من شعر الأعشى.
وعلى هذا المذهب جرى بعض النقاد في تخطئة جمع بحث على أبحاث، ومجد على أمجاد.
وقد أجاز ذلك مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وهذا نص قرار المجمع:
" استنادا إلى نص عبارة أبي حيان في استحسان الذهاب إلى جمع فعل على أفعال مطلقا، واستنادا أيضا على الألفاظ الكثيرة التي وردت مجموعة على هذا الوزن، ترى اللجنة جواز (فعْل) صحيح العين مثل بحث على أبحاث، ولو كان صحيح الفاء أو اللام ويدخل في ذلك مهموز الفاء ومعتلها والمضعف".