فأخذوها منا ثم حرفت (بحق الرواية، بهك الرواية، بك رواية، باكلوريا) وقد ذكر أمثلة عديدة وأعجبتني هذه لطرافتها
وقام مؤلف كتاب " اللغة العربية أصل اللغات كلها " في القسم الثاني من الكتاب بدراسة معجمية مقارنة أجراها الباحث على نحو خمسمائة كلمة إنجليزية متسلسلة حسب الترتيب الهجائي في قاموس المورد، بدءاً من أول كلمة في حرف A وهي ِِِ Aard التي أصلها العربي (أرض) وهكذا ستجد العجب في هذه اللغة الأم ومن أمثلة ما جاء في المورد لفظ الجلالة الله صار لديهم allah ، وعباءة aba ولفظة algebra مأخوذة من علم الجبر حتى عفريت أصلها عربي فيكتبونها afreet ، وكلمات كثيرة كالفلاح fellah والفلس fils والقطن cotoon و الحناء henna ومومياء mummy والزعفران saffron والسبانخ / spinach
ونبات الطرخون tarragon ورحلة لديهم safari مأخوذة من سفر والأريكة لديهم sofa مأخوذة من (صُفّة) والصُفّة مقعد مظلل على مقربة المسجد كما قيل وطاسة كذلك tazza وأخيراً صفر صارت لديهم zero ونستطرد بأمثلة أخرى مما في كتاب [لغة آدم عطاء أبدي لبني آدم (ص 113 ـ 116)] فكلمة لغة مثلاً أخذوها من العربية " logos langage " وكملة Camera مأخوذة من قمرة وهي الغرفة وكلمة la port مأخوذة من " و البر وهي اليابسة " و كلمة verdos verdes مأخوذة من الفردوس وهي الجنة ولفظة banana أصلها أيضاً عربي بنان وهو الأصبع وثلاثة تدرجت عندهم على النحو التالي: " Delta - Three - Trio – tre" ولاحظ اللفظ antica antika وهي بالعربية عتيقة ولفظة تخطيط باللغة الفصحى أصبحت لديهم tak tik
ولا بأس بتعلم اللغات الأخرى إذا كان هناك حاجة دينية أو دنيوية كتحصيل العلوم ودرء الشرور فلا مانع من تعلمها ولكن ليس على حساب اللغة الأصلية " أما إذا لم يكن حاجة فإنه يكره تعلمها. " نص فتوى اللجنة الدائمة 12/ 133
قال شيخ الإسلام رحمه الله: وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه
وقال رحمه الله في موضع وأما الخطاب بها من غير حاجة في أسماء الناس والشهود كالتواريخ ونحو ذلك فهو منهي عنه مع الجهل بالمعنى بلا ريب
وأما مع العلم به فكلام أحمد بين في كراهته أيضا فإنه كره - آذرماه - ونحوه ومعناه ليس محرما وهو أيضا قد اخذ بحديث عمر رضي الله عنه الذي فيه النهي عن رطانتهم وعن شهود أعيادهم
وهذا قول مالك أيضا فإنه قال لا يحرم بالعجمية ولا يدعو بها ولا يحلف بها وقال نهى عمر عن رطانة الأعاجم وقال إنها خب فقد استدل بنهي عمر عن الرطانة مطلقا
وقال محمد بن إدريس الشافعي سمى الله الطالبين من فضله في الشراء والبيع تجارا ولم تزل العرب تسميهم التجار ثم سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمى الله به من التجارة بلسان العرب والسماسرة اسم من أسماء العجم فلا نحب أن يسمى رجل يعرف العربية تاجرا إلا تاجرا ولا ينطق بالعربية فيسمى شيئا بالعجمية وذلك أن اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم
ولهذا نقول ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى بأن يكون مرغوبا فيه من غير أن يحرم على أحد أن ينطق بالعجمية والذي ذكره الأئمة مأثور عن الصحابة والتابعين ونقل عن طائفة منهم أنهم كانوا يتكلمون بالكلمة بعد الكلمة من العجمية قال أبو خلدة كلمني أبو العالية بالفارسية وقال منذر الثوري سأل رجل محمد بن الحنفية عن الخبز فقال يا جارية اذهبي بهذا الدرهم فاشتري به تنبييزا فاشترت به تنبييزا ثم جاءت به يعني الخبز، وفي الجملة فالكلمة بعد الكلمة من العجمية أمرها قريب وأكثر ما كانوا يفعلون إما لكون المخاطب أعجميا أو قد اعتاد العجمية يريدون تقريب الأفهام عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم خالد بنت خالد ابن سعيد بن العاص وكانت صغيرة قد ولدت بأرض الحبشة لما هاجر أبوها فكساها النبي صلى الله عليه وسلم قميصا وقال يا أم خالد هذا سنا والسنا بلغة الحبشة الحسن والطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية حتى يتلقنها
¥