تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

«ومما اختصت به لغة العرب الحاء والظاء» (2). إلا أن الضاد يبقى صوتاً صارخاً في العربية لا مشابه له في اللغات العالمية، بل وحتى في اللغات السامية القريبة الأصر من اللغة العربية، وكان لهذا الصوت نصيبه من الالتباس بصوت «الظاء» فكانت الإشارة منا في عمل مستقل إلى الاختلاف فيما بين الضاد والضاء حتى عند العرب انفسهم، وأن الالتباس بالضاد كان ناجماً عن مقاربتها للضاء في الآداء، وعدم تمييز هذين الصوتين حتى لدى العرب المتأخرين عن عصر القرآن (3).

ومن عجائب القرآن الأدائية، وضعه هذين الصوتين في سياق واحد، وبعرض مختلف، في مواضع عديدة من القرآن، ذلك من أجل الدربة الدقيقة على التلفظ بهما، والمران على استعمالهما منفصلين، بتفخيم الضاد وترقيق الضاء، قال تعالى: ( ... ولئن رجعت إلى ربى إنّ لي عنده للحسنى فلننبئنّ الّذين كفروا بما عملوا ولنذيقنّهم من عذاب غليظ * وإذا أنعمنا على


(1) إبراهيم أنيس، الأصوات اللغوية: 8.
(2) ابن فارس، الصاحبي في فقه اللغة: 100.
(3) المؤلف، منهج البحث الصوتي عند العرب: بحث.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير