تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

«إن الحروف التي بني عليها كلام العرب تسعة وعشرون حرفاً، وعدد السور التي افتتح فيها بذكر الحروف ثمان وعشرون (1) سورة، وجملة ما ذكر من هذه [الحروف] في أوائل السور من حروف المعجم نصف الجملة، وهو أربعة عشر حرفاً ليدل بالمذكور على غيره، والذي تنقسم إليه هذه الحروف أقساماً: فمن ذلك قسموها إلى حروف مهموسة وأخرى مجهورة، فالمهموسة منها عشرة وهي: الحاء والهاء والخاء والكاف والشين والثاء والفاء والتاء والصاد والسين.

وما سوى ذلك من الحروف فهي مجهورة، وقد عرفنا أن نصف الحروف المهموسة مذكورة في جملة الحروف المذكورة في أوائل السور، وكذلك نصف الحروف المجهورة على السواء لا زيادة ولانقصان» (2).

فالباقلاني يعدد حروف المعجم، ويقارن ذلك بأعداد حروف السور المفتتحة بها، ويضيف هذه الحروف، وهي إما مجهورة، وإما مهموسة ونصف هذه الحروف بتقسيمها مقسوم على السواء بين حروف هذه الفواتح القرآنية، فنصف المهموسة مذكور في جملة هذه الحروف، ونصف المجهورة مذكور أيضاً دون تزيّد عليها أو نقصان منها.

وقد أيّد أهل اللغة المذهب الأول للباقلاني بما أورده الشيخ الطوسي (ت: 460 هـ) عنهم «فقال بعضهم: هي حروف المعجم استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها التي هي تمام ثمانية وعشرين حرفاً كما يستغنى بذكر: أ. ب. ت. ث. عن ذكر الباقي» (3).


(1) تقدم أنها تسع وعشرون سورة.
(2) الباقلاني، إعجاز القرآن: 66.
(3) الطوسي، التبيان في تفسير القرآن: 1|48.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير