تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(6) ظ: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم: 1

36.


(98)

وقد انتصر له من المحدثين الأستاذ محمد جمال الهاشمي وترجمه بمنظور عصري، وأضاف إليه البعد الرمزي فقال:
«إن القرآن في أسلوبه البياني الفذ أراد أن يجذب الأنظار والأفكار، فافتتح بعض سوره المباركة بهذه الحروف المقطعة فهي أشبه ما تكون بإشارات المحطات العالمية في الراديو حيث تتخذ كل دولة رمزاً خاصاً لها يدل على محطة إذاعتها، ويميز بينها وبين غيرها من المحطات، وهكذا القرآن كان يتخذ من هذه الحروف رمزاً مخصوصاً لوحيه يستلفت به الأذهان لتستمع إلى آياته المنزلة بوعي وانتباه، ولا زالت هذه الهزّة الوجدانية تعتري النابهين من المؤمنين كلما طرقت أسماعهم هذه الحروف الساحرة في تقاطيعها المطربة، وإنما كان يستعمل هذه الإشارة الحروفية في الحالات الخاصة التي تستدعي الاهتمام، كما أنه ربما يباري الإنسانية بموضوعه من دون تقدمة وتمهيد حتى بما التزم به من الاستهلال كجملة: بسم الله الرحمن الرحيم، لأن الموضوع نفسه يستدعي المبادأة والمفاجأة كسورة (براءة)، فالقرآن إنما يجري في مفاتيح سوره مع الظروف المحيطة بتلك السور المباركة، وإن للحروف المقطعة من التأثير ما لا يخفى على السامع والواعي» (1).
6 ـ إن هذه الحروف تدعو العرب وتناديهم إشارة إلى إعجاز القرآن، فهذا القرآن الذي يتلوه عليكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن جنس كلامكم وسنخ حروفكم، ومما يتكون منه معجمكم. . . (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدآءكم من دون الله إن كنتم صادقين) (2) قال أبو مسلم، محمد بن بحر (ت: 370هـ):
إن المراد بذلك بأن هذا القرآن الذي عجزتم عن معارضته، ولم تقدروا على الإتيان بمثله، هو من جنس هذه الحروف التي تتحاورون بها في كلامكم وخطابكم، فحيث لم تقدروا عليه، فاعلموا أنه من فضل الله» (3).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير