تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الثاني: أن المتتبع لأسباب النزول، والأحداث التي رافقت قرع الأسماع بهذه الأصوات، يجد الإيذان بها قد تقاطر سيله بأشد الظروف قسوة على الرسالة الإسلامية، فكان التحدي قائماً على أشدّه بمثل هذه الأصوات المدوّية في الآفاق.

فما كان منها في السور المكية، وهي الحقبة التي واجهت بها الرسالة عنفاً وغطرسة وتكذيباً، فقد جاءت فيه هذه الحروف رداً مفحماً في التحدي الصارخ، والدليل الناصع على صدق المعجزة.

وما كان منها في السور المدينة، فقد جاء تحدياً لأهل الكتاب فيما نصبوه من عداء للدين الجديد، وإنذاراً للمنافقين فيما كادوا به محمداً والذين معه.

إلا أن الملحظ الصوتي الذي نقف عنده للدلالة على التنبيه على صوتية هذه الحروف، مع كونها إشارات إعجازية في بعض حكمها، الملحظ هذا: أنها تنطق كنطق كنطقك الأصوات، ولا تلفظ كلفظك الحروف، فتقول في قوله تعالى: (ص) «صاد» صوتاً نطقياً، لا حرفاً مرسوماً «ص»


(1) ابن الزملكاني، البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن: 57.
(2) الحجر: 9.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير