تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما الفسق فهو الخروج عن طاعة والدخول في كبيرة كالذي كان يصلي ثم توقف عن الصلاة أو لم يكن زانياً فأصبح زانياً. وهناك فسق عمل وفسق عقيدة (سأوريكم دار الفاسقين).

وهنالك الفجور: إذا صار الفسق ديدناً يُسمى فجوراً. فإذا أصبح الفسق فيه إدمان صار فاجراً كالذي يشرب الخمر بشكل مستمر ولو شرب مرة واحدة وتاب يُعاقب وينتهي الأمر (ولا يلدوا إلا فاجراً كفّارا) لأنهم اعتادوا على الفسق.

الضلال والضلالة: هو كل طريق لا يؤدي إلى المقصود كالذي يدور في حلقة مفرغة (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدّا). متى ما سلك الإنسان سبلاً أخرى غير السبيل الصحيح فهو لن يصل إلى المقصود فهو ضالّ لأنه لا بد من الإتجاه نحو الهدف عن طريق السبيل الصحيح (قل هذه سبيلي) (ولا تتبعا السبل فتفرّق بكم عن سبيله). والضلال نسبي وقد يُصاب به الصالحون كما جاء على لسان موسى u ( وما أنا من الضالين)، ومطلق وهو ضلال العقيدة كعبادة الأصنام ونحوها ويُطلقها تعالى على الكافرين غير الموحّدين (واغفر لأبي إنه كان من الضالّين). وقد تأتي ضلّ بمعنى تاه (الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) لم يكن سعيهم في الطريق المرسوم.

الجُرم: هناك فرق بين الجَرم الذي هو من الحسم والجزم من أنواع القطع فهناك قطع سريع ونوع بتر ونوع قطع فرعي (لا جَرَم أنهم في الآخرة من الخاسرين) هذا قطع نهائي قد يكون هناك قطع يمكن أن يلتحم بعده المقطوع أما النهائي فهو ما لا يمكن أن يلتحم ويعود كما كان.

أما الجُرم والمجرم والجريمة: فالمجرم هو الذي بفعله انقطع عن مجتمعه انقطاعاً كاملاً فهو منذ وجوده يسعى لأن يكون هو في ناحية والمجتمع كله في ناحية أخرى بحيث أن كل سعيه ينحصر بأن يتميّز عنهم ولا يكون بينهم وبينه صلة بل يقضي عمره كله في مكره بهم. والجريمة لغة من بعض معانيها النواة فالإنسان عندما يأكل التمرة يرمي بالنواة ولا يبقى بينه وبينها صلة. ولو علم الناس كلمة مجرم لفهموا معناها فهناك إجرام نسبي لا يأخذ الحد الكبير في الإجرام لكنه ذنب لا يمحوه الصلاة والصوم ومن الإجرام النسبي تعسّف الأزواج مع زوجاتهم أو أبنائهم بضربهم إل حد العوَق فهذا مجرم قطع ما بين نفسه وبين زوجه وأولاده ويوم القيامة يعاقبه الله تعالى عقاباً شديداً، وإجرام مطلق كالحاكم الذي عزل نفسه عن شعبه وكان ماكراً بهم ويتسلط عليهم فهو مجرم جبار متكبر ظالم متسلط هذا الذي يعامله الله تعالى بصغار (سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون) والمكر هو التفاف الأغصان بعضها على بعض بحيث لا يعرف الناس أي ورقة تنتمي لأي غصن، والإجرام المطلق مثل فرعون مثلاً الذي سخّر كل الناس لخدمته وتفنن في مكره بهم فالمجرم لا بد في النهاية من أن يُخذل قبل أن يموت (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون) مفرعون والنمرود وغيرهم حتى في التاريخ المعاصر. والعذاب أنواع هناك عذاب أليم وعظيم وشديد ومهين وكل عذاب يليق بأحد الناس فالعذاب المهين مثلاً يكون على القيم والكرامة فلو أُلقي القبض على أحدهم بتهمة صك مزور وكان هذا المزور تاجراً كبيراً عظيماً أو عاملاً بسيطاً أما هذا الأخير فقد يُسجن أياماً قليلة ثم يفرج عنه أما التاجر فيهان لأن الإهانة عنده تساي السجن عشرات السنين. وقوله تعالى (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها) يدل على أن حساب يوم القايمة عذاب مهين ومن هذه الإهانة أن لا يُسأل المجرم عن ذنبه وهذا إمعان في إهانته واحتقاره بحيث أنه لم يُعطى حتى المجال أن يدافع عن نفسه وهذا منتهى الصّغار للمجرم، ولهذا جاء في قوله تعالى (يومئذ لا يُسأل عن ذنبه إنس ولا جان) وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى (تالله لتسئلن عما كنتم تعملون).

المُنكر: هو الذي ينكره المجتمع أو العرف الصالح وهو عكس الحسن وهذا يتغير من جيل إلى جيل ولهذا يُراعى العُرف ما دام صالحاً لذا لا ينبغي أن يخرج أحدهم عن العرف. أو هو الأمر الذي تُقبّحه الشريعة فهناك ذنوب تُقبّحها الشريعة لكنها في عرف الناس أخفّ والعكس صحيح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير