تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(2) ظ: د. صبحي البستاني، مفهوم الدلالة عند ابن فارس في كتابه الصاحبي، بحث: الفكر العربي المعاصر آذار 1982 م.

(3) حققه في طبعة منقحة الأستاذ الدكتور محمد عبد الغني حسن، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1955 م.

(4) علق عليه وطبعه الأستاذ محمود مصطفى مدرس الآداب بكلية اللغة العربية بالأزهر، مطبعة مصطفى البابي، القاهرة، 1937.

(5) شرحه عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد (ت: 656هـ) وحققه في عشرين مجلداً الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1959م.


(33)

في مهرجان الشريف الرضي (1).
وبين يدي الآن «المجازات النبوية» وهو حاشد بإفاضات الشريف الرضي الدلالية في المجاز والتشبيه والاستعارة والكناية وما تلاحظه فيه تجده في تلخيص البيان، وكله نماذج صالحة للاستدلال، وليس على سبيل الاختيار وأورد هذا المثال من شرح وإبانة الرضي في الحديث الشريف: ـ
«إيّاكم والمغمضات من الذنوب».
فإنه يقف عند دلالة اللفظ ويقول: ـ
«المراد بالمغمضات هنا على ما فسره الثقات من العلماء: الذنوب العظام يركبها الرجل وهو يعرضها فكأنه يغمض عينيه تعاشياً عنها وهو يبصرها، ويتناكرها اعتمادا وهو يعرفها، وربما روي هذا الخبر بفتح الميم من المغمضات فيكون المراد به على هذا الوجه ضد المراد به على الوجه الأول لأن المغمضات بالكسر: الذنوب العظام، والمغمضات بالفتح الذنوب الصغار، ... وإنما سميت مغمضات لأن تدق وتخفى، فيركبها الأنسان بضرب من الشبهة ولا يعلم أنه عاصٍ يفعلها» (2).
فالرضي هنا أشار لدلالة اللفظ بلاغياً فاعتبره استعارة ونقدياً بقوله: «فكأنه يغمض عينيه تعاشياً عنها وهو يبصرها» ولغوياً فأعطى المعنى على جهة الأضداد في حالتي فتح الميم من (مغمضات) وكسرها، وهو بذلك يعطي نظرة الدلالة عملياً.
وكذلك شأنه في جميع مختاراته من الحديث في الكتاب المذكور. والطريف عند الشريف الرضي في هذا المجال تداخل تطبيقاته لا في اختياراته فحسب، بل فيما يجري مجراها، ويتعلق بمضمونها، فيحمله عليها ويعتبره منها، وإن لم يقصد إليه أولاً وبالذات، ولكنه تدافع الكلام، وسبيل الاستشهاد المركز كما فعل عند قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «كيف أنت إذا بقيت في

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير