في تلك الخاطرة الجميلة ... ( ops
- أولا وقبل كل شيء أقول لك نصك جميل، ولكن العنوان لم يرتق لمستوى
النص"ليس سيئا"؛ فبريق النص جعلنا نرى العنوان باهتا ... هذا من تبعات الإبداع:)
- مقدمتك جميلة، لقد سرت إلى مضمونك ببراعة وانسيابية تامة؛ كنت تريدين التعبير عن
فكرة عدم التوازن بين العقل والقلب وتقديم العقل على القلب كثيرا، وقد خططت مسبقا أن
تبحري في الخيال ولكن لم يكن مناسبا أن تفاجئي القارئ بذلك، فلن يتقبله ولن يواصل القراءة
فبدأت به ممهدة له بوصف المحسوسات بشكل واقعي جدا يدخل القارئ فجأة في موقف يحدث
عادة "انقطاع الكهرباء" وهذا جعله يستزيد ليعلم مالذي حدث بعد ذلك لأن عقله يفكر في تلك
المحسوسات ولكنك خالفت كل توقعاته بما أرودته بعد ذلك ... أحسنت
لكن هناك سؤال:
لم غادرت العصافير الشجر؟؟ ماعلاقة انقطاع الكهرباء بمغادرتها؟؟
نعم أنت تريدين أن تقولي أن بطلتك لم تعد ترى الجمال لكن لم أرى
الوصف متناسبا مع الموقف بشكل عام ...
- أسلوب عرضك رائع وماتع لقد تأثرت بما اقرأ حتى أنني توقعت قبل
أن تتساءل بطلتك وقلت لعلها أصيبت بصمم ...
-ذكرت أنها سمعت القارئ يقرأ قوله تعالى "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها"
وصف واقعي جدا وهذا جميل، ولكن أليس الأجمل لو وضعت آية تحمل المعنى الذي ترمين إليه
من خاطرتك؟؟
- اذكر قصة "أنفاس تأبى الخروج" لكن ماعلاقة التنفس بتوقف القلب؟؟ لعلك تريدين حزن "الياسمين" وعدم شعورها
بجمال الحياة لكن هذا المبرر غير مقنع.
والأهم أنت تكتبين خاطرة للجميع وكثيرون هم الذين لايعرفون قصة "الياسمين"
عليك أن تستبدلي "الياسمين" باستحضار تاريخي أو ... المهم استحضار معروف
يخدم الخاطرة.
-احسنت ختم خاطرتك؛ فقد حللت فيها كل الألغاز التي وضعتها للقارئ سابقا
بأسلوب ماتع مشوق، ولقد حمل الاسطر الثلاثة الأخيرة معان تحتاج لعشرة أسطر
لتتعبير عنها ... إيجاز يحسب لك أيتها المبدعة
تُرى هل سيعود قلبي يوما؟ أردت أن تواصلي إبداعك بأن تختمي خاطرتك باستفهام يذهب معه القارئ قليلا ... وهذا جيد
لكن المعنى لم يتناسب مع الخاطرة ككل؛ لأنك أردت أن تبيني كيف هي الحياة قبيحة جامدة
لاروح فيها ولاجمال بإعطاء القيادة كاملة للعقل وكأن البطلة قد سئمت تلك الحياة وقد علمت
هذا المعنى جيدا وقررت أن تعيد حساباتها ... وهي تملك أن تعيد قلبها ... طبيعي سيعود
وطبيعي سيعطى حقه بعدما قرأنا فلم يعد للتساؤل وجه ولا إثارة والمعنى والإجابة قد تقدما ...
لعلك تستبدليه بتساؤل آخر ...
وأخيرا أقول لك أنت مبدعة وأدلل لك بدليل واحد فقط واعذريني على التقصير
ولكنها لم تسمع سوى خشخشة ملابسها على السماعة
لقد رأيت المنظر أمام عيني بطريقة سريعة ... لا أدري كيف أصفها لك ... لكن يمكنني أن أقول
لك هي حبكة ممتازة وصلت إلى عقل القارئ واستولت عليه ...
ربما تكونين قاصة أو روائية بارعة يوما ما.
-بقي أن أقول لك شيئا هاما ...
الخاطرة في الحقيقة تعبير ذاتي عما اختلج تلك النفس بسبب موقف ما
أو لأي سبب، المهم أنها ذاتية عفوية صادقة؛ لذا كان عليك ألا تعبري
عن طريق شخصية أخرى وأن تكوني أنت بطلة خاطرتك؛ فهي جزء منك ...
دمت مبدعة
"أديبة ناثرة، أو شاعرة ... "
ولك مني أجمل تحية
:):)
ـ[فتون]ــــــــ[26 - 10 - 2010, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم
جميل هذه أول مشاركة نقرأها لأختنا الفاضلة مدرسة المجد.
بعد كل خاطرة أحب أن أطرح سؤالا يصلح لكل من خاطر وكتب خاطرة:).
هل الخاطرة جزء دوما ممن يكتبها؟. هذا سؤال عام.
نعم بالتأكيد، وهذا من سماتها، وإلا فلن تكون خاطرة ...
الاستفسار الخاص هو حول موضوع خاطرة أختنا مدرسة المجد:
متى يتوازن القلب والعقل في أداء وظيفتيهما؟.
متى يغلب العقل العاطفة؟ ومتي تغلب العاطفة العقل؟.
يغلب العقل العاطفة حينما ينعدم الحب، وتتبلد المشاعر، فالإنسان في العمل
أو أثناء التعلم أو التعليم نراه يغلب العقل على العاطفة "وليس دائما، ولايعني انعدام
الألفة"
والعكس صحيح؛ فتغلب العاطفة العقل حينما يزداد الحب ويكبر إلى درجة فوق طبيعية "كبعض العشاق
الذين انتهى بهم العشق للجنون، وبعض عشاق زمننا الذين لاتصرفون إلا بعاطفتهم فقط"
كيف يحدث الوفاق بين العقل والعاطفة؟
حينما يحدث الوفاق بين الجانب المادي والجانب الروحي للإنسان ويتزن ويتعقل؛ حينما
يحب ويعطي الحب للغير ويُحب ويعطى الحب من الغير، وحينما ينجح في حياته العملية
؛ فلا يقفد أحد احتياجاته كبشر فيختل ذلك التوازن ...
أسئلة كثيرة لا زالت تراودني:)
حياكم الله جميعا وحيا الله صاحبة النافذة أختنا الكريمة.
وحياك الله أيها المبدع ...
كم هو جميل هذا الإثراء ...
بارك الله فيك