[من دفتر يومياتي 7 - السيد ملل في الجامعة]
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[17 - 09 - 2010, 12:03 ص]ـ
قبل القراءة: مقالة لا تعني أي شخص ولا أي حكم على أي شيء ولا شيء في لا شيء
طلب مني جهبذ النقد شاهدا على أن تشبيه المعلوم بما يجهله السامع سنة درجت عليها العرب
اسمع الحكاية:
كان هذا السؤال (قاعويا , وأجيروني من الحطيئة إن كان النسب فوضويا:))
نعم فقد أقسم أيمانا مغلظة أن ليس في المدرج الذي يزدحم فيه 200 طالب على الأقل رجلا رشيدا يعرب كلمة واحدة من قصيدة الحطيئة: وطاوي ثلاث - لا أرى اليوم منطقي إلا موقعي في يد رجل يلاطف صديقه فهد.؟ ببيت جميل جدا:) سلوا الحطيئة الفصيحي لا الشاعر القديم- وأقسم إن أعربها واحد منا إعرابا يحوم حول حماها أو يغازلها وهي في خدرها ليعطين مسيئنا قبل محسننا وغائبنا قبل حاضرنا دون امتحان:) a وما أدراك ما حرف a ؟
بل أقسم أن كومار سينجح أيضا بعد أن ناداه بصوت زلزل المبنى رقم 125 فجاء كومار يجري وخلفه أبو الكلام وشمس الإسلام يلحقان به من باب: السيد إذا هب لأمر هب معه مئة ألف لا يسألونه فيم فزعته ...
صاحبنا يريد أن يضحك علينا كومار وحشده الصاخب وبعد أن شرح له: شوف كله نفر هنا ما في معلوم واحد كلام , هز رأسه بالطبع وصاحبته ابتسامة وهو يقلب نظره فينا فضحت منه غباء طوته سريرته ..........
القصيدة معلقة على (الوايت بورد) منذ ثلاثة فصول تقريبا - هي الثلاثة التي خٌلفتها - وكأن مناهج النقد لا يمكن أن تطبق إلا على قصيدة الحطيئة (اشهدوا يا عباد الله أنا أقصد الحطيئة الحقيقي الذي لو علم من سيتخذ من اسمه معرفا بعد 1500 عام لأسمى نفسه ماجدا أو طلالا أو غريدا:)) ....
وبعد تلك الأيمان المغلظة إذ بأعناق القوم تلتوي للخلف حيث تعود السيد ملل أن ينام وكان أملهم بعد الله في أخيكم إلا اثنين كانا يجيدان كي الشماغ ويتقنان تركيب أزرار الرقبة بطريقة تجعل الألباب حائرة , الثوب أصلا ضيق والرقبة: (ياقة الثوب) مصنوعة من طبيقتين من قماش قوي جدا وبينهما طبقة من البلاستيك , وكل هذا يحيط برقبتك , فأي زر هذا الذي ستدخله في شق صغير ثم تلويه وتخرجه من الجانب الآخر؟؟؟؟ وتفصيل الثوب غريب عجيب , لو رزقك الله نصف رطل من العافية فتصدق به:) أما أحدهما فكان جسمه فيه بعض امتلاء فذاك أضمن لكم أنه لو سعل فسيفقد ثلاثة أزرار من شدة ما ألم بها من ضيق في الثوب وسعة في الجسم
(لا تضحكوا فوالله ما عرفت بأمر الزر الطقطق المخفي إلا قريبا عندما نشب في لحيتي الخفيفة:))
ويضعان حافظة جلدية صغيرة مذهبة الزوايا في جيبهما الأمامي حيث يظهر اللون الذهبي يخالطه لون فضي مرصع بالكريستال الذي أتعب دانهيل عماله حيث طلب منهم وضعها في أماكن معينة من طقم الأقلام (كان عزائي الوحيد في قلمي أبو طقة أن خطه أفضل من خط دانهيل نفسه وهو أيضا سريع جدا له صرير على أي نوع من أنواع الورق)
ذلكما المغروران اللذان رفعتهما السمع والطاعة وطال عمرك ويعطيك العافية يا دكتور وبعد قليل ينظر أحدهما في دفتر معه صغير أنيق يباع في مكتبة المكتبة بذاك الكلام , وصدقوني وجدته وكان سعره قريب من عشرين ريال وحجمه كمفكرة أرقام الهاتف وهو خاص لتدوين الملاحظات والأسئلة لهذا الأستاذ الدكتور لكيلا تقطع الأسئلة شرح سعادته ثم يحمر سعادة وجهه ويتلعثم لسان فخامته ويقرقر فخامة بطنه قرقرة ناضجة.
وما أكثر دفاترهم علما أن دفتري الستيني يكفيني فصلين إن لم أتهور في استخدام أوراقه البيضاء واقيات من تراب الكرسي الخشبي الذي يقبع تحت شجرة ظلها لنفسها ولرأس رجل واحد يشترط ألا يكون (كدش) وأن يتسم بالمرونة ليتحرك رأسه فقط ليطارد ظلها الذي غالبا ما ينتهي إلى أسفل ساقها والناس ضحى .. ذلك الكرسي الذي كنت أترك المحاضرات وأجلس عليه كل يوم بعد نزع ورقتين من قلب دفتري الستيني وشطيرة الجبنة الحافة الجافة وكوب الشاهي السادة الذي كان يبيعه في السوق السوداء فراش العمادة , وطبعا كتاب غال جدا من تهامة لا أتهم الله أمر أهلها وأبدلهم بتهامتهم نجد النجد يوم القيامة ... فقد أكلت مكافآتي براغيثها ولم أهتد إلى حيلتي التي أثبتت لي أنني داهية فعلا إلا بعد أن سمع بها وطبقها كل شامي ويماني:) , مكتبة الجامعة تسمح بتصوير 25 ورقة من كتاب ما في المرة الواحدة
¥