تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في كل نبض للحياة صدى له ... يدعوك همسا يا محب أنا هنا

نداء الحب هذا هو نداء النفس اللوامة

نداء الضمير

أن أقبل

فالحب هو أكبر من حصره في عاطفة واحدة وهي: العشق

فإذا صفت النفس ونال الضمير يقظة

وتأملت النفس

أحبت كل شيء

انسابت الأفكار الجزئية متناسقة في عرضها وتتابعها، فجاءت الأربعة أبيات الأولى تتحدث عن ضعف وقصور الكلمات عن حمل ذلك المعنى العظيم للحب والتعبير عنه.

أختلف هنا معك فالشاعر لم يطبخ فكرته جيدا فمن عجز وقصور الكلمات عن حمل معنى الحب الذي أفرد له أربعة أيام عبارة عن نسخ مكررة لبعضها

هل ذابت الكلمات فوق شفاهنا؟ ... أم أن معنى الحب يعشق صمتنا؟

فتش قواميس اللغات فهل ترى ... لفظا يترجم ما تكن قلوبنا؟

لا تظلم الألفاظ فهي ضعيفة ... عن حمل معنىً دونه تفنى الدنا

الحب أكبر من جميع لغاتنا ... الحب سر حياتنا ووجودنا

إلى محاولة التعمق الفلسفي في معنى الحب في الأبيات السبعة

إن الحب أكبر من كل لغة إنه سر الحياة، أنظر إليه يتجلى في نواحيها ...

وقد أحسنت وأجدت حينما أعطيت هذه الفكرة أكثر الأبيات؛ذلك لأن القصيدة أتت لتقرر معنى الحب الواسع،الكبير، والجميل وأنه أكبر مما يظن الناس.

وبعدها ثلاثة أبيات فيها خلاصة الموضوع الذي من أجله جاءت القصيدة وفيها تصحيح معنى الحب وتنزيهه مما اعتراه وطغى عليه ...

وأخيرا إلى إخراج الحب من معاني التبذل التي ارتبطت به بهذه الأبيات نزارية الثوب سهيلية الروح

الحب ليس علاقة مشبوهة ... أو نظرة تدع الفؤاد مفتنا

الحب ليس تبذلا وتميعا ... وتجارة الأجساد في سوق الزنا

لا تظلموا الحب البريء فطهره ... أسمى كثيرا أن يدنسه الخنا

-العاطفة: لايشك القارئ في صدق العاطفة التي أنتجت مثل هذا النص ... ، لكنه يشعر بتفاوتها تفاوتا ملحوظا يحسب على النص ففي الأبيات:

هل ذابت الكلمات فوق شفاهنا؟ ... أم أن معنى الحب يعشق صمتنا؟

فتش قواميس اللغات فهل ترى ... لفظا يترجم ما تكن قلوبنا؟

لا تظلم الألفاظ فهي ضعيفة ... عن حمل معنىً دونه تفنى الدنا

تكلف ملحوظ،

وإن كان يعلم مرادك ويعلم العاطفة النبيلة الصادقة الدافعة لنظم هذه الأفكار؛ فالمعاني والأفكار فيها جميلة جدا لكن لم تصغ بإسلوب جيد وهذا تقريبا أكثر شيء أسأ للنص ... ، صيغت متكلفة كمقدمة للولوج فيما أراده هو ...

ضربة موفقة:)

الحب أكبر من جميع لغاتنا ... الحب سر حياتنا ووجودنا

هنا ولج الشاعر فيما أراده منذ البداية هنا بدأ يعبر عن عاطفته وأفكاره ... وكأن الشعر أتاه هنا ...

الحب يسرى في الوجود بأسره ... كالروح لولاه لأدركنا الفنا

في كل نبض للحياة صدى له ... يدعوك همسا يا محب أنا هنا

في بسمة للفجر عند وداعه ... لليل واستقباله شمس السنا

في هبة النسمات يعزف وقعها ... بين الغصون أرق ألحان الغنا

في الماء يجري في الحقول جداولا ... يهب الحياة لكل نبت محسنا

النحل طاف على الرياض مقبلا ... أحلى الزهور وراشفا طيب الجنى

الطير يطعم فرخه في نشوة ... الآس عانق في الخميل السوسنا

قطر الندى صمت الدجى سحر السما ... الحب يسكن كل شيء حولنا

هنا تجلت العاطفة بوضوح،هنا وجدت العاطفة أقوى منها في بقية الأبيات؛ولذا كانت هذه الأبيات أجمل أبيات

القصيدة لأسباب أهمها العاطفة، ولعليّ أبين البقية ...

والخلاصة أن تفاوت العاطفة في النص لم يخدم النص بل أسأ إليه وهذا تقريبا أهم مأخذ عليه.

ضربة موفقة أيضا ولهذا سألته سؤالي الوارد في آخر ردي عليه

هل ذابت الكلمات فوق شفاهنا؟ ... أم أن معنى الحب يعشق صمتنا؟

بدء النص بالاستفهام والتساؤل وكأنه يفكر مع القارئ بصوت عال بديع ومشوق بلا شك.

"ذابت الكلمات فوق شفاهنا" رائعة هذه الصورة، وكأننا نريد أن نعبر عن حبنا ولم نصمت عمدا لكن حينما حاولنا التعبير وإخراج الكلمات ذابت هناك ولم تقوى على الخروج والتعبير؛ فالمعنى أكبر منها بكثير ولم تقوى على حمله.

فتش قواميس اللغات فهل ترى ... لفظا يترجم ما تكن قلوبنا؟

المعنى المراد جميلا، لكن صيغ بصياغة متكلفة ...

لا أدري لم استحسن لفظة "قواميس" ولا أملك مبررا لذلك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير