تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ووجدت لدى هذا الجمَّاع: انقداح زناده بشظايا نالت من أَمانته العلمية منالاً في مواضع متكاثرة واضحة كالشمس في رائعة النهار ().ووجدت الملاحظات ممن ذُكِرَ هي لضرب المثال, وإِلا فالأَمر أَعظم من ذلك! ووجدت أَنه من مجموع ما كتبته يمينه له حظ وافر من الأُمور الثلاثة المتقدمة. فيفيد وصفه بالجهل أَنه: يصحح الضعاف, ويضعف الصحاح, ويعزو أَحاديث كثيرة إِلى ((الصحيحين)) , أَو السنن الأَربعة أَو غيرها, وليس في ((الصحيحين)) مثلاً أَو ليس في بعضها, ويحتج بالإِسرائيليات, ويتناقض في الأَحكام. ويفيد وصفه بالإِخلال بالأَمانة العلمية: بتر النقول, وتقويل العالم ما لم يقله, وتحريف جمع من النصوص والأَقوال, وتقريره مذهب الخلف في كتب السلف.

ويفيد خًلْفيته في الاعتقاد: مسخه لعقيدة السلف في مواضع من تفسير ابن جرير, وتفسير ابن كثير, وبأَكثر في: ((صفوة التفاسير)) , وما تحريفه لعدد من النصوص إِلا ليبرر هذه الغاية. وإِن تشويه هذين الكتابين: ((تفسير ابن جرير)) , و ((تفسير ابن كثير)) أَمر لا يمكن بحال قبوله.

وبالجملة فهذه الوجادات التي كشفها هؤلاء الأَعلام هي حق لأَن في كتبه ما يؤدي شهادته على كل حرف منها: ((ومن فيه ندينه بما فيه)) , وكما قيل: ((يَدَاكَ أَوْكَتَا وَفُوكَ نَفَخ)). ومن حاله كذلك, فعند السلف: لا يجوز أَن يعتمد في علم ولا نقل, فعلى كل مسلم بعامة وكل طالب علم بخاصة, عدم اقتناء كتبه, أَو العزو إِليها لأَنها مما اختلط فيها الحق بالباطل, والجهل بالعلم, والنقل الصحيح بالنقل المحرف. وهنا أُقيد نماذج معدودة مما نفشت فيه همة هذا الكاتب, الواحد منها يسند ما ذكر بكل اطمئنان وثبات, أُوثقها بأَرقام الصفحات من قائمة الردود المذكورة وما وردت عليه, مصنفاً لها في الفصول الآتية:

1 - أَمثلة الإِخلال بالأَمانة العلمية.

2 - مسه عقيدة التوحيد بما ينابذها.

3 - أَمثلة لجهالاته بالسنة ()

* * *

أَولاً: أَمثلة لإِخلاله بالأَمانة العلمية

قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - في: ((روضة المحبين)) (ص / 473): (وسمعت رجلاً يقول لشيخنا: إِذا خان الرجل في نقد الدراهم, سلبه الله معرفة النقد, فقال الشيخ: هكذا من خان الله تعالى ورسوله في مسائل العلم) اهـ. إِن أَهم الأَمر في ذلك إِخلاله بأَمانة التفسير لآيات كريمة في صفات الله – سبحانه وتعالى - على خلاف منهج السلف من الصحابة ? فمن قفى أَثرهم فيها, ويأْتي بيانه, وأَما ما سوى هذا, فإِلى نماذج موثقة من عدد من كتبه:

1 - عند قوله تعالى من سورة القلم: ? يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ?. في ((مختصره لابن جرير)): (2/ 478) , و ((صفوة التفاسير)): (3/ 430) , ويأْتي بيان ما فيه: (ص / 49) فلينظر.

2 - ومنها: عند تفسير قول الله تعالى في سورة ((ص)) (): ? قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ?. َبدل لفظ ? بِيَدَيَّ ? كما هي في نص كلام ابن جرير إِلى لفظه: ((بذاتي)) فراراً من إِثبات ما أ أَثبته لنفسه. فقال في: ((صفوة التفاسير)) (3/ 65): (أَي قال له ربه: ما الذي صرفك وصدك عن السجود لمن خلقته بذاتي من غير واسطة أَب أَو أَم).

3 - ومنها (): تحريفه لكلام ابن جرير – رحمه الله تعالى - في تفسير الآية الثالثة من سورة يونس: ?ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ?. قال في ((مختصر الطبري)) (1/ 573): (هذا هو ربكم فأَخلصوا له العبادة, وأَفردوه بالربوبية. سواه, فوحدوه بالعبادة) اهـ. وعبارة ابن جرير – رحمه الله - في: ((تفسيره)) (11/ 60) هذا نصها: (فاعبدوا ربكم الذي هذه صفته وأَخلصوا له العبادة وأَفردوه بالأُلوهية والربوبية) اهـ. ففي تصرفه في عبارة الطبري خيانة من وجهين:

أ- حذف قوله (الذي هذه صفته) وأَول الآية: ?إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ?. ومنه تعلم السر في الحذف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير