تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي الختام أقول: يتعين على كل مسلم, أَن يتقي الله سبحانه وتعالى, فيما يأْتي ويذر, وفيما يعلم وما لا يعلم, وأَن يقف حيث انتهى علمه, ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه. وليعلم أَن من ورائه مواقف صعاباً, ولو لم يكن إَلا تلكم الساعة الرهيبة المذهلة, وهي سويعة التساؤل عنه قبل دفنه, وعن شيوع خبر انقضاء أَجله, وإِصغاء الآذان إِلى الجواب, لو لم يكن إِلا ذلك لكان كافياً. وأَذكر موقفاَ رهيباَ لمستلم أُستاذية العالم الإِسلامي في عصره, في التفسير بل في جل العلوم, الشيخ محمد الأَمين الشنقيطي, المتوفى سنة 1393هـ - رحمه الله تعالى - دفين مقبرة المعلاة بمكة – حرسها الله تعالى -, وكم ذرفت لموته العيون, وانطلقت الأَلسن بالدعاء له, والثناء عليه, في علمه, وورعه, وتقواه, وتقاله من الدنيا, ويتحسسون في العالم من يكمل تفسيره ((أَضواء البيان)) , ((عَلَى نَفَسِهِ)): ((إِيضاح القرآن بالقرآن)) , فلِلَّه دَرُّه ما أَبهى درره, ورحمه الله رحمة واسعة آمين.

وموقفاً من قبل العالم المتفنن المتقن الشيخ أَحمد محمد شاكر, المتوفى في سنة 1377هـ - رحمه الله تعالى -, فإِن اختصاره لـ ((تفسير ابن كثير)) – رحمه الله تعالى-, الذي سماه: ((عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير)) , هو عمدة أَهل العلم, ومازالوا يتسمعون في كل حين وآخر, نبأَ من يجري الله على يديه إِتمام هذين الكتابين الجليلين (على الجادة) (بصيرة العالم المتفنن, وأَمانة المفسر, ونفس المحدث, وفقه النفس. . .) ولكن: وكم حسرات في بطون المقابر. هذا ولم نسمع, ولم نر أَن واحداً من أَهل الأَرض استطاع أَن ينال منهما بحق, ومن فعل فقد شان نفسه, وأَزرى عليها, والعصمة لرسل الله – عليهم الصلاة والسلام -. فيا أَيها المسلم: انظر وقارن, لتعلم الفوارق, حتى يكون لك من المواقف, وسير الرجال عبرة, ومن أَخبارهم عظة, وقل آمنت بالله ثم اسقم. والله تعالى أَعلم, وصلى الله على نبينا وآله وسلم.

مع الكاتب في جولته الأَخيرة

قرأَ هذا ((التحذير)) مطبوعاً على ((الراقمة)) عدد من العلماء منهم أَصحاب الفضيلة:

- الشيخ / عبد الرزاق عفيفي.

- الشيخ / صالح الحصين.

- الشيخ / عبد المحسن العباد.

- الشيخ / صالح الفوزان.

فرأَوا مناسبة طبعه ونشره مساهمة في الدفاع عن كتاب الله تعالى. . .

لكني توقفت عن ذلك اكتفاءً بما طبع من الردود الموقظة وأَن أَهل العلم على بينة من الأَمر. وكم تمنيت لو أَن الكاتب طوى بساط القيل, وترك النزاع الضئيل, وصد عن التشفي باللغو والتجديع. أَمَّا وقد جال جولته الأَخيرة فقال, وكتب, ونشر, وطبع, مما يأْتيك نبؤه لا سيما في مرقومه: ((كشف الافتراءات في رسالة التنبيهات)) فلا يسع إِلا البيان, دفاعاً عن كتاب الله تعالى, وصيانة لدينه عن الشبهات, إِذ الذَّبّ عن ذلك, وعن العلم وحملته من أَهم المهمات. ومن وراء ذلك المساهمة في صد الهجمات الشرسة ضد عقيدة السلف ? فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ?.

لهذا فقد جرت طباعة هذا ((التحذير)) يتلوه هذا ((التذييل)) بعبارات مختصرة على سبيل الإِشارة والتنبيه عسى أَن تكون لمن شاء الله تعالى من عباده نافعة فأَقول:

انفرد هذا الكاتب بمضيق لا يعرفه إِلا هو, فترجل, واستل من كنانته سهمين لم يسدد الله رميته فيهما:

أَما الأَول: فمحررات يبعثها تحت بطون الكواكب, وفحمة الدجى, تحمل الاستعداء بكلام مكلوم متآكل. وهكذا: التحامق, والضغن, وضيق العطن, تفرز مولوداً مخدجاً يجني معتملها: شقوة بعد أُخرى.

وأَمَّا الآخر: فقدح به الزناد عن جُمَل حاكية, تحتها معان باكية: من السباب, والتجهيل والرعونة, والتضليل, والعبارات الرَّثة, والتراكيب الغثة, ((وزخرفة أَحياناً للفظ بغير فائدة مطلوبة من المعاني كالمجاهد الذي يزخرف السلاح وهو جبان)) , ورحم الله حاتماً الأَصم, المتوفى سنة 237هـ إِذ يقول: ((معي ثلاث خصال أَظهر بها على خصمي قالوا: ما هي؟ قال: أَفرح إِذا أَصاب خصمي, وأَحزن إِذا أَخطأَ, وأَحفظ نفسي لا تتجاهل عليه)). فبلغ أَحمد بن حنبل فقال: ((سبحان الله ما كان أَعقله من رجل)). انتهى من: ((المنتظم)): (1/ 220).

وسترى أَنه لا حظَّ لهذا الكاتب في واحدة من هذه الثلاث.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير