تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سادساً: أَما في الموضوع فقد أَبدى مطارحته للشيخ محمد جميل زينو في ثمان عشرة مسأَلة, وترك بعضاً آخر, وتعقب الشيخ سعيد ظلام في مواضع وترك أُخرى, وتعقب الشيخ صالح الفوزان في اثنتي عشرة مسأَلة, وتعقيبات الشيخ صالح الأَخيرة التي طبعتها جامعة الإِمام في نحو (155) مسأَلة, وبقية من تعقبوه ممن مضى ذكرهم في مقدمة ((التحذير)) لم يعرج عليهم بشيء.

وقد سَلَّم في بعض المواضع على وَجْه ارتضاه كما في: (ص / 35 - 39, 40 - 41, 90 - 91, 120).

وهنا أَكتفي بكشفه في مواضع ستة من رسالته من أَول موضع إِلى آخر السادس منها, لأَني أَرى أَنه لا يستحق أَن يشتغل به, وإِنما الاكتفاء بواجب التنبيه, ولأَن بعضاً مضى في ((التحذير)) وبعضاً تَدَافُعُهُ ظاهر.

وطالما أَن قاعدة البحث وهي: ((الأَمانة العلمية)) فيها اختلاف فالإِعراضُ عنه بالكلية أَولى لكنَّه التنبيه والإِيقاظ. وقد تم التنبيه على موضعين, وإِلى ذكر أَربعة أُخرى.

منها: أَن نعلم أَولاً أَن في تفسير قوله تعالى: ? يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ? قولين لعلماء السلف:

أَحدهما: أَن الكشف عن ساق بمعنى الهول والشدة, كما تقول العرب: شالت الحرب عن ساقٍ, أَي: عن هول وشدة. وعلى فالآية ليست من آيات الصفات.

الثاني: أَن الآية فيها إِثبات صفة الساق لله سبحانه وتعالى, كما في حديث أَبي سعيد الخدري – رضي الله عنه -, وخير ما يفسر به القرآن بعد القرآن السنة النبوية, فعن أَبي سعيد الخدري – رضي الله عنه -, أَن رسول الله ? قال: ((يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة. . .)) الحديث رواه البخاري, ومسلم, وترجم عليه البخاري في كتاب التفسير من ((صحيحه)) بقوله: (بَابُ يوم يكشف عن ساق) , ((فتح الباري)): (8/ 662) , وحديث الشفاعة الطويل الذي أَسنده البخاري – رحمه الله تعالى - في (كتاب التوحيد) من ((صحيحه)) , وترجمه بقوله: (باب قول الله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة إِلى ربها ناظرة) فساقه بطوله عن أَبي سعيد الخدري عن النَّبِيِّ ? وفيه: ((قال: فيأْتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأَوه فيها أَول مرة, فيقول: أَنا ربكم, فيقولون: أَنت ربنا؟ فلا يكلمه إِلا الأَنبياء, فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق, فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن. . .)) الحديث. ((فتح الباري)): (13/ 421). فالحديثان صريحان في إِثبات صفة ((الساق)) لله سبحانه وتعالى, كما يليق بعظمته بلا تكييف, ولا تشبيه, وقوله سبحانه: ((هل بينكم وبينه آية تعرفونه)) الحديث هذا صريح في إِرادة الصفة في قولهم في الحديث: ((فيقولون الساق, فيكشف عن ساقه, فيسجد له. . .) الحديث. أَمَّا ((الساق)) في الآية, ففيه القولان عن الصحابة – رضي الله عنهم - على ما تقدم, وإِذا حصل الخلاف فإِلى الدليل, وقد علمت أَن الدليل قائم من السنة على إِثبات هذه الصفة لله سبحانه وتعالى, وكما ترجمه البخاري على الآية في كتاب التفسير من ((صحيحه)) وهذا هو الموضع الوحيد الذي اختلف فيه الصحابة – رضي الله عنهم - هل هو من الصفات أَوْ لاَ؟

كما قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - بعد سياق هذه الآية في ((الصواعق المرسلة)): (1/ 252, 253): (والصحابة متنازعون في تفسير الآية, هل المراد الكشف عن الشدة أَو المراد بها أَن الرب تعالى يكشف عن ساقه, ولا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيها يذكر أَنه من الصفات أَم لا في غير هذا الموضع, وليس ظاهر القرآن ما يدل على أَن ذلك صفة لله, لأَنه سبحانه لم يضف الساق إِليه, وإِنما ذكره مجرداً عن الإِضافة منكراً, والذين أَثبتوه ذلك صفة, كاليدين, والأُصبع لم يأَخذوا ذلك من القرآن, وإِنما أَثبتوه بحديث أَبي سعيد الخدري المتفق على صحته, وهو حديث الشفاعة الطويل, وفيه: ((فيكشف الرب عن ساقه فيخرون له سجداً)). ومن حمل الآية على ذلك قال قوله تعالى: ? يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ?. فالعذاب والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه, وأَيضاً فهناك تحدث الشدة وتشتد, ولا تزال إَلا بدخول الجنة, وهناك لا يدعون إَلى السجود وإِنما يدعون إِليه أَشد ما كانت الشدة) .. انتهى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير