هذه خلاصة ما قيل في هذه الآية الكريمة من تفسير, لكن هذا الكاتب آذى نفسه في مختصراته, وفي دفعه ((كشف الافتراءات)): (ص / 12, 31) بمواقف فيها أُمور:
1 - لَمَّا ذكر تفسير الآية على القول الأَول, قال: إِن من تعقبه, وصفه بالبدعة والضلالة لَمَّا فسر الآية بذلك (ص / 12, 22).
وذكر أَنه يلزم على هذا الحكم بالبدعة والضلالة على من يفسرها بذلك من الصحابة فمن بعدهم (ص / 18, 28 - 29) , وأَن هذا من السفه والجهل. . (ص / 18, 19) , إِلى آخر أَلفاظ نثرها من بضاعته.
وقد افترى – والله - إِثماً مبينا, فلم يصفه واحد منهما أَو أَشار بشيء من ذلك, فصار بفعله يستحق الوصف بمن (يخلق ما يقول).
2 - ذكر عشرة آثار من تفسير الطبري – رحمه الله تعالى - فيها تفسير الآية بالقول الأَول عن ابن عباس وغيره من الصحابة والتابعين, مع أَن ابن جرير – رحمه الله - ذكر حديث أَبي سعيد من حديث الشفاعة المذكور وفيه ((يكشف ربنا عن ساقه)) الحديث.
فلماذا لم يشر إِلى القولين في الآية, ومن قال بكل منهما؟
3 - قامر (الشيخ) أَو: راهن؟ فقال (ص / 23):
(وأَنا على استعداد لدفع عشرة آلاف ريال مكافأَة لمن يثبت لي أَثراً واحداً في تفسير الطبري أَنها ((ساق لله)).) انتهي.
وابن جرير – رحمه الله تعالى - أَتى بحديث أَبي سعيد ((يكشف ربنا عن ساق. . .)) الذي حذفه بتمامه من ((مختصر تفسير ابن جرير)) , وحذف صدره ((يكشف ربنا عن ساقه)) في: ((صفوة التفاسير)): (3/ 430) , وكبار في: ((كشف الافتراءات)): (ص / 22, 23) من تعقبه في ذلك.
والحديث في ((تفسير ابن جرير)): (29/ 26, سطر 26) , وفي ((تفسير ابن كثير)): (4/ 407, سطر 28).
4 - ثم عقد (ص / 20, 21): ((تنبيهاً هاماً)) للتدليل على القول الأَول في الآية, ومما جاء فيه قوله:
(أَما الكفار فلا يرون شيئاً من الله عز وجل, لا ساقاً, ولا يداً, ولا وجهاً, لأَن الله خص ذلك النعيم بأَهل الجنة. . .) انتهى.
ففي هذا السياق من كلامه أَثبت صفة ((الساق)) لله سبحانه وتعالى فإِذا كان لا يرى أَن الآية من آيات الصفات, ويحذف صدر حديث أَبي سعيد, فبأَي شيء أَثبت هذه الصفة لله عز وجل, وعقيدة المسلمين أَنهم لا يصفون الله إِلا بما وصف به نفسه سبحانه, أَو وصفه به رسول ?؟. ومنها: أَنه في ((صفوة التفاسير)): (3/ 65) عند قوله تعالى: ? قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ? قال: (أَي: قال له ربه: ما الذي صرفك وصدك عن السجود لمن خلقته بذاتي, من غير واسطة أَب وأُم) اهـ
فتعقبه الشيخان كما مضى في ((التحذير)) المبحث الأَول.
فقال في ((كشف الافتراءات)): (ص / 40): (وأَنا أَعترف بأَن العبارة كانت تحتاج إَلى زيادة توضيح بأَن يقال: ((لمن خلقته بذاتي بيديّ)) , من غير واسطة أَب وأُم)) وقد عدلت العبارة في الطبعة الأَخيرة من ((صفوة التفاسير)).) انتهى.
وفي هذا هفوات:
1 - تأْويله وتحريفه لصفة اليدين لله سبحانه وتعالى.
2 - أَنه عالج التحريف بمثله, فقال: (لمن خلقته بذاتي بيديّ).
لماذا لم يكتف بعبارة ابن جرير, إِذ أَتى بلفظ الآية, (بيدي) إِثباتاً لصفة اليدين لله سبحانه على الوجه اللائق بجلاله وعظمته.
3 - عجيب جداً: أَن يذكر في صلب الكتاب, رأُي الزمخشري المعتزلي في تفسير ((اليدين)) بالقدرة, وفي الحاشية يشير إِلى مذهب السلف ويسكت, ولم يشر إِلى أَنه الصواب الأَسلم, ولو كان لديه هو الأَسلم الأَحكم لأَثبته في صلب ((الصفوة)) , أَما أَن يثبت الكدر في الأَصل بتحريف معنى الآية بالقدرة – فلا؟
4 - وهذا التعديل الذي أَتى به (بذاتي بيدَي) فيه أُمور ثلاثة مهمة:
أ- أَنه إِصرار على التحريف لمعنى اليدين في الآية.
ب- في إِطلاق (الذات) على الله سبحانه, والحالة هذه: نزاع وهو يعلم ما لدى الأَشاعرة في هذا, ولا أُطيل ببحثها, فقد ذكرت مواضع مهمة في بيان ذلك في كتاب ((معجم المناهي اللفظية)) وهو مطبوع ولله الحمد.
ج- البلاغة كما قال شيخ الإِسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - في ((منهاج السنة النبوية)) (8/ 54): (فالبلاغة: بلوغ غاية المطلوب, أَو غاية الممكن من المعاني بأَتم ما يكون من البيان. . .) انتهى.
¥