كما أن التربية الإسلامية ينبغي أن تسعى إلى إكساب المربي القوة بكل أصنافها ومعانيها؛ ابتداء من القوة في العقل إلى القوة في الروح، والقوة في الخبرة بكل أنواعها، والقوة في الإرادة، والقوة في التسخير، والقوة في الجسم ...
ولا شك أن هذه الآفاق كلها تقتضي بلورة مناهج عملية ومرحلية لتمرير كل هذه المعاني إلى متلقي التربية الإسلامية؛ مناهج من المطلوب الاستفادة بشأنها من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، وكل الجهود البشرية الراشدة.
الختام
لعل الخلاصة المركزية التي يخرج بها قارئ الكتاب منه أن مؤلفه أحمد عبادي استطاع أن يبرهن -ما وسعته البرهنة وأسعفته الحيلة- على أن الترتيل لا محيد عنه مسلكا ومنهجا لمن أراد الاستبصار بهدي القرآن واتباعه مسرى ومدلجا، متسلحا في ذلك بعتاد منهجي ومفاهيمي غاية في الدقة. كما أنه وفق في توضيح معالم هذا المنهج الفريد، الذي بدت ثماره بحمد الله في مجالات علمية ومعرفية شتى، مع إبداء ملاحظات تعديلية وتصويبية من أجل شحذ هذا المنهج وبرده وتبيان خطواته ودعمه. مما يجعل هذا العمل المبارك محفزا ومستنفرا لكثير من العقول والمسلمات، أكثر من ذلك يجعله محطة منهجية وفكرية أساسية في تاريخ الدراسات القرآنية المعاصرة سيكون لها ما بعدها إن شاء الله.
الهوامش:
1. أحمد عبادي، "مفهوم الترتيل في القرآن الكريم: النظرية والمنهج"، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، ط: 1، 2007م، ص: 52، بتصرف.
2. نفس المرجع، ص: 63.
3. يقول العلامة محمد الطاهر بن عاشور: "ورتلناه ترتيلا: أي أنزلناه منجما ورتلناه، والترتيل يوصف به الكلام إذا كان حسن التأليف بين الدلالة. واتفقت أقوال أئمة اللغة على أن هذا الترتيل مأخوذ من قولهم: ثغر مرتل ورتل" التحرير والتنوير، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، د. ت: 19 - 20.
4. الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، دار القلم، دمشق، الدار الشامية، بيروت، ط: 1، 1412هـ /1992م، ص: 54 - 56.
5. منى أبو الفضل، نحو منهاجية للتعامل مع مصادر التنظير الإسلامي: بين المقدمات والمقومات، مطبوعات أحمد عبادي، مرجع سابق، ص: 114 - 116، وانظر الشاهد البوشيخي، نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية، مطبعة أنفو-برانت ط: 1، 2003م.
6. منى أبو الفضل، مرجع سابق، 24 - 25.
7. أحمد عبادي، مرجع سابق، ص: 117، وانظر مجموع الفتاوى، للإمام ابن تيمية، مكتبة المعارف، الرباط -المغرب، 13/ 278.
8. أحمد عبادي، مرجع سابق، ص: 122، وراجع ما سطره محمد عبد الله دراز في كتابه النبأ العظيم، طبعة دار القلم، الكويت، ط: 6، 1405هـ/1984م، ص: 159.
9. وقد وفق محمد عبد الله دراز -رحمه الله- في مدخله إلى القرآن الكريم في إبراز معالم هذا التخطيط ببيان وإحكام. راجع المدخل إلى القرآن الكريم، طبعة دار القلم، 1404هـ/1984م.
10. أحمد عبادي، مرجع سابق، ص: 128 - 129.
11. راجع في هذا الصدد ما سطره الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات، 4/ 92 - 93، وابن القيم في إعلام الموقعين، 1/ 87 - 88.
12. ومراعاة هذا الضابط من ضوابط الترتيل تتبدى جلية في ثنايا حديث ابن القيم في مقدمة فصله النافع حول "تغير الفتوى واختلافها" في كتابه القيم إعلام الموقعين عن رب العالمين، دار الفكر، بيروت، ط: 2، 1397هـ/1977م، 3/ 14 - 15.
13. أحمد عبادي، مرجع سابق، ص: 160.
14. نفس المرجع، ص: 167 - 236.
15. نفس المرجع، ص: 227 - 235.
16. نفس المرجع، ص: 241 - 144.
17. نفس المرجع، ص: 245 - 248.
18. نفس المرجع، ص: 248 - 261.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Sep 2008, 01:06 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد ...
كنت أنوي القيام بالتعريف بالكتاب فسبقتني!
جعلك الله سباقا لكل خير.
والحقيقة أن النية لم تكن تقتصر على مجرد عرض الكتاب والتعريف به، بل تتعدى هذا إلى الوقوف معه والتأمل في بعض ما جاء فيه، وهو امتداد لفكرة أود أن تفعل في ملتقانا هذا وهي فكرة عرض الكتب وتقويمها، وعدم الاكتفاء بالتنويه بصدور الجديد، فكثير من الكتب تحتاج إلى من يبرزها ليتداولها المختصون ويسبرونها ويدركون قيمتها.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[12 Sep 2008, 01:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد ...
كنت أنوي القيام بالتعريف بالكتاب فسبقتني!
جعلك الله سباقا لكل خير.
والحقيقة أن النية لم تكن تقتصر على مجرد عرض الكتاب والتعريف به، بل تتعدى هذا إلى الوقوف معه والتأمل في بعض ما جاء فيه، وهو امتداد لفكرة أود أن تفعل في ملتقانا هذا وهي فكرة عرض الكتب وتقويمها، وعدم الاكتفاء بالتنويه بصدور الجديد، فكثير من الكتب تحتاج إلى من يبرزها ليتداولها المختصون ويسبرونها ويدركون قيمتها.
حياك الله أخي الحبيب، فقدتكم واشتقت للقائكم.
نحن بحاجة إلى الأمرين:
ـ الإعلان عن صدور الكتب، والتعريف بها ظاهرا.
ـ النظرات المتأملة في بطون الكتب.
وأنا من ناحيتي مستعد لشيء يشبه ما اقترحت، ولكن الأمر يحتاج وقتا، ويحتاج إعانة منك ومن مشايخنا الكرام بالتوجيه والتسديد والإضافات النافعة.
وأسأل الله لي ولك التوفيق لما يحب يرضى.
¥