- نماذج من الوقفات المنتقدة عليه:
1 - في الآية الأولى من سورة البقرة قوله تعالى "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين":
قال أبو جعفر النحاس في كتاب "القطع والائتناف": "قال نافع: لاريب تمام" ([8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn8))
وقال أبو عمرو الداني في كتاب "المكتفي": "وقال نافع: لا ريب تمام، فيرتفع هدى على قوله "فيه"، ويكون معنى "لا ريب" "لا شك"، ويضمر العائد على "الكتاب" لا تضاح المعنى" ([9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn9)).
ومن الطريف أن الحافظ ابن الجزري قد مثل به في "النشر" لما يسمى بوقف المراقبة فقال: "قد يجيزون الوقف على حرف، ويجيز آخرون الوقف على آخر، ويكون بين الوقفين مراقبة على التضاد، فإذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر، كمن أجاز الوقف على "لا ريب" فإنه لا يجيزه على "فيه"، والذي يجيزه على "فيه" لا يجيزه على "لا ريب" ([10] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn10)).
بينما مثل به قبل ذلك في كتابه لما يتعسفه بعض المعربين أو يتكلفه بعض القراء فقال: "ومن ذلك الوقف على "لا ريب" و"الابتداء" فيه هدى للمتقين"، وهذا يرده قوله تعالى في سورة السجدة "لا ريب فيه من رب العالمين" ([11] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn11)).
ومن المعلوم أن الهبطي في التقييد المنسوب إليه قد وقف على "لا ريب" فوافق نافعا، الذي يعده من وقف التمام، وربما مع معرفته بما هو متوجه عليه مما ذكره ابن الجزري، ولكن عامة من انتقدوه على الهبطي يوجهون الانتقاد إليه لا إلى إمامه الذي ربما لم يرد أن يخالفه في أول وقفة في القرآن بعد فاتحة الكتاب وفاتحة السورة من الحروف المقطعة "ألم".
2 - قوله تعالى في الآية 95 من سورة البقرة: "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة، ومن الذي أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ... " الآية.
قال أبو جعفر النحاس: التمام "أشركوا" قال: "وهو قول أهل التأويل وأهل اللغة والقراءات، إلا نافعا فإنه قال: ولتجدنهم أحرص الناس على حياة "تَمَّ" ([12] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn12)).
وقال أبو عمرو الداني: "وقال نافع: "التمام" "على حياة" ([13] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn13)).
ووقف الهبطي هنا مطابق لوقف نافع على هذه الكلمة، لكن الذي انتقدوا هذا الوقف توجهوا غليه وحده بالنقد فقال الأستاذ عبد الله بن الصديق: "ووقف الهبطي على لفظ "حياة" وهو خطأ" ([14] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn14)).
3- قوله تعالى في الآية 179 من سورة البقرة: كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف ... " الآية.
قال أبو القاسم الهذلي في "الكامل في القراءات" عند قوله "إن ترك خيرا" إنه من وقف البيان المروي عن نافع ونصير ([15] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn15)) قال:
"وهكذا" "إن ترك خيرا" على قولهما، يجعلان "الوصية للوالدين والأقربين" متعلقة بإجازة الوارثين، ولا يجعلانها منسوخة" ([16] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn16)).
وقد انتقد هذا الوقف على الهبطي عامة من تعرضوا لمواضعه الضعيفة، ومنهم صاحب "منحة الرؤوف" حيث قال: "ووقف الهبطي على "خيرا" ففصل بين الفعل – وهو كتب المبني للمجهول – ونائب الفاعل. وهو "الوصية"، وتصحيحه يحتاج إلى تقدير فيه تكلف وخروج عن الظاهر لغير ضرورة ولا حاجة" ([17] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn17)).
4- قوله تعالى في الآية 7 من سورة آل عمران: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ... " الآية.
قال أبو جعفر النحاس: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه" قال نافع: تمّ" ([18] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn18)).
ووقف الهبطي هنا على نحو ما وقف في باقي الأمثلة السابقة موافقا لنافع.
لكن صاحب "منحة الرؤوف" حينما تعرض لهذه الوقفة وبيّن أين ينبغي أن يكون الوقف قال: "ولكن الهبطي وقف على لفظ "منه" فدل على أنه لا يعرف النحو، لأنه فصل بين المبتدأ والخبر وصيّر المبتدأ بلا خبر" ([19] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn19)).
¥