( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn1)) خصوصا في الوقفات التي لها علاقة بأوجه القراءات كالتي خالف فيها نافع ابن كثير ([2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn2)) والتي اختلف فيها القراء السبعة فيما بينهم وصلا ووقفا ... من أجل هذا تتأكد معرفة مذاهب القراء السبعة في الوقف والابتداء، مع العلم بأن التزام مذهب أي إمام في الوقف خارج ما كان منه من قبيل هذه الوقفات المنصوصة ليس بلازم للقارئ لزوم الرواية له، لأن الرواية سنة منقولة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والوقف والابتداء اختيار شخصي مبني إما على تعمد رؤوس الآي، وأما على تمام المعنى.
"ولتأكد معرفة هذه المذاهب على القارئ يقول ابن الجرزي في "النشر": "لابد من معرفة أصول مذاهب القراء الأئمة في الوقف والابتداء، ليعتمد في قراءة كل إمام على مذهبه وطريقته" ([3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn3)).
ثم استعرض الباحث مذاهب السبعة في ذلك كما حددها ابن الجزري ومنها مذهب نافع في وقف التمام، ثم انطلق منه ليرتب عليه اختلاف العلماء الذين ألفوا في تقييد الوقف، "فقد كانت أنظارهم تختلف كل الاختلاف في تعيين بعض الوقوف لاختلاف الملاحظ الأعرابية والبيانية التي يعتمدونها في تعيين كل وقفة"، قال:
"ومن هؤلاء المقيدين أبو عبد الله الهبطي الذي اتبع تقييده في التلاوة (رواية) ورش عن نافع حسبما به الأخذ من طريق الأزرق بالمغرب، فقد بنى الشيخ الهبطي وقفه على مذهب التمام مذهب إمامه نافع، وراعى اتباعه في الوقفات التي لها صلة بأوجه القراءات، وخالفه في غير ذلك مما لا يلزم اتباعه فيه، وإن لم يصرح لنا الشيخ الهبطي بذلك فيما عرف من آثاره" ([4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn4)).
وبصرف النظر عما قرره الدكتور وكاك جازما بأن الهبطي "اتبع تقييده في التلاوة (رواية) ورش عن نافع مع ما نجده عند الحضيكي - وقد نقله الدكتور نفسه في بحثه ([5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn5)) مستدلا به على ما بين الأقوال التي تعرضت لذكر السبب في وضع أبي عبد الله الهبطي من تعارض وتدافع - من نقله عن الشيخ الصوابي عن الشيخ المقرئ السيد موسى الوسكاري "كان رضي الله عنه - يخبر بأن الرجل الصالح سيدي موسى الوسكاري أول من جاء سوس بهذا الوقف الهبطي، وأنه لا يجوّد به إلا لمن يردف بالقراءات ويقول: "إنما وضعه واضعه لذلك، وينهي طلبته وأولاده الذي أدركناهم أن يقرأوا به الحزب الراتب، وان يجوّدوا به للمتعلمين الذين لم يقرأوا بالقراءات" ([6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn6)).
وكذلك ما ذكره هو نفسه من قول الإمام عبد السلام بن محمد المضغري في "تكميل المنافع" من قوله:
"واسلك طريق الهبطي في الأوقاف
سهل معين إذ به جرى العمل
فإنه لصنعة الأرداف
في غربنا فإنه، وبه الأدا حصل ([7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101498#_edn7))"
بصرف النظر عن دلالة هذا التعليل عند الوسكاري وما يفهم من قول المضغري من كون الباعث للهبطي على وضع وقفه المقيد عنه هو تيسيره لصناعة الأرداف، وهو توجيه وتعليل لا يتناسب مع القول بأن الشيخ قد التزم فيه مذهب نافع في التمام، ولا رواية ورش من طريق الأزرق، فإن الاستقراء لما وصل إلينا من هذا الوقف في صورته الحالية يدل على ما ذهب إليه الدكتور وكاك، وهو رأي وصلت إليه أيضا قبل أن أطلع على ما كتبه في الموضوع، مع وقوفي على الرأي المقابل مقابلة التضاد لدى الوسكاري ومن نحا نحو من القائلين إن وقف الهبطي موضوع لأهل "الروايات".
بل إني وجدت أكثر من ذلك أن التزام الإمام الهبطي لمذهب نافع في بعض الوقفات التي نقلت عنه هو الذي عرضه للانتقاد، وفوّق إليه سهام الاتهام، ودون إطلاع من المنتقدين على موافقته لنافع أو مخالفته، مع أن ذلك كان منهم مطلوبا، أولا لمعرفة بعض مصادره ومستنداته في هذا الوقف، وثانيا ليتوجه النقد إلى من تقدموه إلى الوقف في هذه المواقف قبل أن يتوجه إليه. وثالثا ليعلم أن موافقته لنافع في بعضها ربما كانت منذ البداية من المبادئ التي وضعها نصب عينيه وهو ينتقل بين مواقع الوقف من كتاب الله إيثارا للموافقة والاتباع على المخالفة بالرأي والاختيار الشخصي.
¥