ـ[أبو عثمان الكويتي]ــــــــ[07 Feb 2009, 01:13 ص]ـ
# يقول صاحب كتاب الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة: (ولعل أخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس ويلغونها وذلك بادخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس, ثم بالتهويل والتعظيم بشأن التصوف ورجاله ثم بالتلبيس على الشخص ثم بالرزق الى علوم التصوف شيئا فشيئا ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج). صفحة (40 - 41).
قال الشيخ محمد أحمد لوح في كتابه"جناية التأويل الفاسد على العقيدة الاسلامية" في الباب الثالث-جناية تأويلات الفلاسفة والصوفية على العقيدة- (ص 502 - 503): (المطلب الثاني: الاعتماد على بعض أصول الباطنية والفلاسفة:
من الأصول التي اشتهر بها الباطنية أصل: (الباطن والظاهر) حتى سموا بهذا الاسم, وقد قدمنا ما يتعلق عند الباطنية .... أما الصوفية فقد سلكوا في هذا الباب منهجا ضاهوا فيه الباطنية إلى حد يدهش التأمل, وكثيرا ما يطلقون على هذه القضية (الحقيقة) و (والشريعة) ولعل ذلك يعود إلى الحرص على أن تكون لهم خصوصية تميزهم عن الباطنية المحضة لانكشاف أمرهم للقاصي والداني .... واستدخدموا العبارة ذاتها التي تتناقلها الرافضة والباطنية, وهي قولهم: (لكل آية ظاهر وباطن, وحد ومطلع).
-وقال في الفصل الرابع: جنة تأويلات الباطنية على العقيدة-المبحث الثالث- الأصول التي بنى عليها الباطنية منهجهم في التأويل (325):
الأصل الأول: القصد إلى هدم أركان الدين الاسلامي:
إن هذا الاصل الذي أضمره الباطنية وتبنوه لم يكن باعثا لهم على التأويل فحسب, لكنه دفعهم إلى كل زندقة, وحماقة ارتكبوها في تاريخ الاسلام, فقد كشف علماء المسلمين طويتهم وصاحوا بهم في كل مكان لكي يعرف الجميع أن هؤلاء بيتوا نية خبيثة هي استئصال شأفة الاسلام لحقدهم الدفين على الانبياء, وما جاؤا به من تعاليم تنقذ البشرية من براثن الشرك والالحاد, كما ان الباطنية انفسهم اعترفوا بهذا المقصد في كتبهم ومراسلاتهم السرية,
يقول أبوحامد الغزالي: (وغرضهم الأقصى إبطال الشرائع, فإنهم إذا انتزعوا عن العقائد موجب الظاهر قدروا على الحكم بدعوى الباطن على حسب ما يوجب الانسلاخ عن قواعد الدين, إذ سقطت الثقة بموجب الالفاظ الصريحة, فلا يبقى للشرع عصام يرجع اليه, ويعول عليه)." ينظر في الكتاب للفائدة.
-الاصل الثالث (363): تقسيم الدين الى ظاهر وباطن:
(كان ولازال هدف الباطنية إزالة الاسلام ونشر الفوضى, وإسقاط التكاليف, وإنكار المسؤلية الفردية, والالتزام الاخلاقي, والجزاء الاخروي, والدعوة الى اطلاق الشهوات والملذات, والاباحية المطلقة, واتخذوا لهدفهم الذي-لا يمكن اعلانه امام المسلمين-مدخلا خداعيا خبيثا, فقالوا بالتفرقة بين الظاهر والباطن, وسعوا الى ابقاء المصطلحات الاسلامية خاوية من مدلولاتها, وقد شعر هؤلاء ان المسلمين لا تنفع معهم الحرب العلنية السافرة, ولا تصح دعوتهم الى الالحاد السافر والكفر البواح, فإن هذا يلهب غيرتهم الدينية, لذلك اختاروا للوصول الى هدفهم اسلوبا لا يزعج المسلمين ولا يثيرهم, وهو اشاعة الفرق بين الظاهر والباطن حيث لا حظوا ان اصول العقيدة الاسلامية, واحكامها انما عرضت في اطار الفاظ وكلمات تدل عليها, وتعبر عنها, فكل كلمة من (النبوة) و (الرسالة) و (الملائكة) و (والمعاد) و (ويوم القيامة) و (الجنة) و (النار) و (الشريعة) و (الفرض) و (الصلاة) و (الزكاة) و (الصوم) و (الحج) ونحوها تؤدي معنى خاصا, وتفهم منها مدلولات خاصة, لا يشك فيها مسلم, وادرك هؤلاء بخبثهم ان صلة المسلمين بماضيهم و منابعهم انما تبقى ببقاء مصطلحات دالة على معانيها الشرعية, فمتى انصرمت هذه الصلة بين الكلمات وبين المعاني, اصبحت لا تدل على معنى خاص, ومفهوم معين تسرب الشك والاختلاف اليها, واصبحت هذه الامة فريسة لكل دعوة مهما بعدت عن دعوة الاسلام الصافية).
- وذكر في المطلب الثاني في المبحث الثالث (531) -نماذج من تأويلات الصوفية:
ومما أولوه على اساس الكشف الصوفي:
قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) , قالوا: (بقرة كل إنسان نفسه, والله أمرك أن تذبحها).
"لطائف المنن-لابن عطاء الله السكندري-ص 248.
# قال الشيخ ناصر بن عبدالكريم العقل في كتابه " رسائل ودراسات في الاهواء والبدع وموقف السلف منها" (1/ 374):
3 - ومن التعصب حرص أهل الاهواء على التعلق ببدعهم والدعوة اليهم وتفانيهم في ذلك:
المتأمل لحال أهل الاهواء يجد أنهم يتميزون بالتفاني والتكلف في الدعوة الى أهوائهم ونشرها وطلب الاتباع والمؤيدين. وهذا والله اعلم من تزيين أهوائهم لهم ومن خذلان الله لهم .....
ويقول الشاطبي في دعاة البدعة: (وأما الداعي إليها فمظنة الاقتداء اقوى واظهر, ولا سيما المبتدع اللسن الفصيح الآخذ بمجامع القلوب, اذا اخذ في الترغيب والترهيب وأدلى بشبهته التي تداخل القلوب بزخرفها, كما كان معبد الجهني يدعو الناس الى ما هو عليه من القول بالقدر, ويلوي بلسانه نسبته الى الحسن البصري.
فروي عن سفيان بن عيينة أن عمرو بن عبيد سئل عن مسألة فأجاب فيها وقال: (هو من رأي الحسن) فقال له رجل: انهم يروون عن الحسن خلاف هذا. فقال: انما قلت لك: (هذا من رأي الحسن) يريد نفسه. والحسن الذي يوهم به عمرو بن عبيد هو الحسن البصري.
وقال محمد بن عبدالله الانصاري: (كان عمرو بن عبيد اذا سئل عن شيء قال: (هذا من قول الحسن) فيوهم أنه الحسن ابن ابي الحسن وانما هو قوله.
-تنبيه من الحاشية, قال الشيخ ناصر: يظهر والله اعلم ان في الكلام سقطا لان معبد الجهني قتل سنة (80) والحسن توفي سنة (110) والذي كان يلوي بلسانه نسبة رأيه الى الحسن هو عمرو بن عبيد لا معبد كما ذكره الشاطبي هنا عن سفيان والانصاري.
# يتبع ان شاء الله شرح: (حيث يستحوذون على عقول الناس ويلغونها وذلك بادخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس).
¥