تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[خلوصي]ــــــــ[10 Aug 2009, 12:26 م]ـ

الكلمة السادسة: [يحيى]

أي: هو الذي يهب الحياة، وهو الذي يديمها بالرزق، وهو المتكفل بكل ضروراتها وحاجاتها، وهو الذي يهيئ لوازمها ومقوماتها. فالغايات السامية للحياة تعود اليه، والنتائج المهمة لها تتوجه اليه، وتسع وتسعون بالمائة من ثمراتها ونتائجها تقصده وترجع اليه.

وهكذا فهذه الكلمة تنادى هذا الانسان الفاني العاجز، وتزجي له البشارة، نافخة فيه روح الأمل، وتقول:

أيها الإنسان!

لا ترهق نفسك بحمل اعباء الحياة الثقيلة على كاهلك الضعيف،

ولا تذهب نفسك حسرات على فناء الحياة وانتهائها.

ولا تظهر الندم والتذمر من مجيئك الى الحياة كلما ترى زوال نعيمها وتفاهة ثمراتها ..

واعلم ان حياتك التي تعمر وجودك انما تعود الى ((الحي القيوم)) فهو المتكفل بكل حاجاتها ولوازمها. فهذه الحياة تعود اليه وحده، بغاياتها الوفيرة، ونتائجها الكثيرة.

وما أنت الاّ عامل بسيط في سفينة الحياة.

فقم بواجبك أحسن قيام، ثم اقبض اجرتك وتمتع بها،

وتذكر دائماً: مدى عِظمَ هذه الحياة التي تمخر عباب الوجود،

ومدى جلالة فوائدها، وثمراتها،

ومدى كرم صاحبها وسعة رحمة مولاها ..

تأمل ذلك واسبح في فضاء السرور، واستبشر به خيراً،

وأدّ شكر ما عليك تجاه مولاك.

واعلم بأنك ان إستقمتَ في اعمالك تسجّل في صحيفتها اولاً نتائج سفينة الحياة هذه،

فتوهب لك حياة باقية، وتحيا حياة ابدية.

ـ[خلوصي]ــــــــ[22 Nov 2009, 11:24 ص]ـ

....

الكلمة السابعة: [ويميت]

اي: انه هوالذي يهب الموت، اي: هو الذي يسرّحك من وظيفة الحياة، ويبدل مكانك في الدنيا الفانية، وينقذك من عبء الخدمة، ويحررك من مسؤولية الوظيفة. اي: يأخذك من هذه الحياة الفانية الى الحياة الباقية.

وهكذا فهذه الكلمة تصرخ في اذن الانس والجن الفانين وتقول:

بشراكم ..

الموت ليس اعداماً، ولا عبثاً ولا سدى ولا انقراضاً، ولا انطفاءً، ولا فراقاً ابدياً .. كلا فالموت ليس عدماً، ولا مصادفة، ولا انعداماً ذاتيا بلا فاعل ..

بل هو تسريح من لدن فعال حكيم رحيم، وتبديل مكان، وتغيير مقام،

وسَوق نحو السعادة الخالدة .. حيث الوطن الأصلي ..

أي هو باب وصال لعالم البرزخ .. عالم يجمع تسعةً وتسعين بالمائة من الاحباب.

ـ[خلوصي]ــــــــ[18 Dec 2009, 10:37 م]ـ

.

الكلمة الثامنة: [وهو حي لا يموت]

اي: ان الكمال والحسن والاحسان الظاهر في الموجودات وسيلةً للمحبة .. يتجلى بما لا يمكن وصفه وبما لا يحده حدود وفوق الدرجات العلى من مالك الجمال والكمال والاحسان،

فومضةٌ من تجليات جماله سبحانه تعادل جميع محبوبات الدنيا باسرها ..

هذا الإله المحبوب المعبود له حياة أبدية دائمة منزهة عن كل شوائب الزوال وظلال الفناء، مبرأة عن كل عوارض النقص والقصور.

اذن فهذه الكلمة تعلن للملأ جميعاً من الجن والانس وارباب المشاعر والفطنة وأهل العشق والمحبة وتقول:

اليكم البشرى ..

اليكم نسمة أمل وخير،

ان لكم محبوباً ازلياً باقياً، يداوي الجروح المتمخضة من لوعة الفراق الابدي لمحبوبتكم الدنيوية ويمسها ببلسمه الشافي بمرهم رحمته ..

فما دام هو موجوداً، وما دام هو باقياً فكل شئ يهون ..

فلا تقلقوا ولا تبتئسوا. ..

فان الحسن والاحسان والكمال الذي جعلكم مشغوفين باحبائكم ليس الاّ لمحة من ظل ضعيف انشق عن ظلال الحجب والاستار الكثيرة جداً لتجلٍ واحدٍ من تجليات جمال ذلك المحبوب الباقي ..

فلا يعذبنكم زوال اولئك وفراقهم، لانهم جميعاً ليسوا الاّ نوعاً من مرايا عاكسة، وتبديل المرايا وتغييرها يجدد ويجمّل انعكاسات تجلي الجمال وشعشعته الباهرة، فما دام هو موجوداً، فكل شئ موجود اذن.

.

ـ[خلوصي]ــــــــ[23 Jan 2010, 11:29 م]ـ

...

الكلمة التاسعة: [بيده الخير]

أي: ان الخير كله بيده، واعمالكم الخيرة كلها تسجل في سجله، وما تقدموه من صالحات الاعمال جميعها تدرج عنده.

فهذه الكلمة تنادي الجن والانس، وتزف لهم البشرى، وتهب لهم الأمل والشوق فتقول:

أيها المساكين!

لا تقولوا عندما تغادرون الدنيا الى المقبرة: " أواه .. وا اسفاه .. واحسرتاه، لقد ذهبت اموالنا هباءً، وضاع سعينا هدراً، فدخلنا ضيق القبر بعد فسحة الدنيا! "

.. لا .. لا تصرخوا يائسين،

لأن كل ما لديكم محفوظ عنده سبحانه، وكل ما قدمتموه من عمل وجهد قد سجل ودوّن عنده،

فلا شئ يضيع ولا جهد ينسى، لأن ذا الجلال الذي بيده الخير كله سيثيبكم على اعمالكم،

وسيدعوكم للمثول امامه بعد ان يضعكم في التراب .. مثواكم الموقت.

فما أسعدكم انتم اذن، وقد اتممتم خدماتكم، وانهيتم وظائفكم، برئت ساحتكم .. وانتهت ايام المعاناة والأعباء الثقيلة. فانتم ماضون الآن لقبض الاجور واستلام الارباح.

أجل!. ان القادر الجليل الذي حافظ على البذور والنوى - التي هي صحف اعمال الربيع الماضي ودفاتر خدماته وحجرات وظائفه - ونشرها في هذا الربيع الزاهي وفي أبهى حلة، وفي غاية التألق، وفي اكثر بركة وغزارة، وفي أروع صورة ... ان هذا القدير الجليل لا ريب يحافظ ايضاً على نتائج حياتكم ومصائر اعمالكم، وسيجازيكم بها أحسن الجزاء وأجزل الثواب)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير