ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[04 Oct 2009, 02:49 م]ـ
الباب الثالث: منهج الشوكاني في تفسيره (147 - 336). وفيه عدة فصول:1 -
منهج الشوكاني العام في تفسيره.
يبدأ في تفسيره للآية أو الوحدة غالبا كما يلي:
• فضائل السورة.
• القراءة.
• اللغة.
• الإعراب، ثم الشواهد.
• أسباب النزول.
• النسخ.
• المعنى الإجمالي، ويرجح بعض الأقوال على بعض.
• الأحكام المستنبطة من الآية.
• الروايات من الأحاديث النبوية والآثار عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم.
o ومما ينبغي الإشارة له أنه كثيرا ما يقدم خلاصة لما تضمنته السورة من موضوعات قبل الشروع فيها.
2 - موقفه من القراءات الصحيحة والشاذة.
? يعتني الشوكاني بالقراءات السبع مع شرحها وبيان معناها وتوجيهها، بل يتوسع فيذكر القراءات الصحيحة والشاذة ليبني عليها التفسير عند اختلاف المعنى في القراءات ويرجح بها.
? وقد يورد أحيانا أقوال بعضهم في انتقاد بعض القراءات ولا يتعقبه بشيء، وانظر مثال ذلك في قراءة ابن عامر في قوله تعالى"وكذلك زين لكثير من المشركين .. ".
3 - موقفه من آيات الصفات ومسائل العقيدة.
جرى الشوكاني في تفسير آيات الصفات على مذهب السلف الصالح بالجملة، وقد مثل الباحث لذلك بآيات الاستواء والرؤية والعلو وغيرها.
ونلحظ أن قوله اضطرب في صفة المجيء بين تفسير آية الأنعام وآية الفجر وكذا في اثبات الوجه.
وفي التوسل لا يجيز التوسل بجاه أحد ولا بشيء لم يرد جوازه في الكتاب أو السنة.
ورجح في مسألة حياة الشهداء في قبورهم قول الجمهور وأنها حياة حقيقية كما بينت ذلك السنة.
ورد على المعتزلة في إنكارهم لحقيقة وتأثير السحر.
وتوسط في كرامات الأولياء بين إفراط الرازي وتفريط الزمخشري، وكان وسطا على مذهب أهل السنة والجماعة.
4 - موقفه من التناسب بين الآيات. [/ U]
عند تفسيره للآية (40) من سورة البقرة، شنع على البقاعي وغيره، ووصف صنيعهم بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف، ويتنزه عنها كلام البلغاء، فضلا عن كلام الرب سبحانه. واستشهد لإنكاره التناسب بنزول القرآن مفرقا على حسب الحوادث المتخالفة والمتباينة، وبتقدم بعض السور المتأخرة في النزول على غيرها في الترتيب، وبما يفتحه من أبواب الشك ومن توسيع دائرة الريب على من في قلبه مرض حين يجد التفاوت بين أقوال من تكلف الربط، وبأن العرب لا تتكلف مثل هذا الربط بين قصيدة شاعر وأخرى قالها في موضع آخر، ولا خطبة بليغ ألقاها هنا وثانية هناك والقرآن نزل بلغة العرب كما قال الله تعالى، ثم وصفه بقلة النفع والثمرة، وأنه من تضييع الأوقات فيما لا يعود على فاعله ولا من يقف عليه بنفع.
5 - [ U] موقفه من الأحاديث الضعيفة والإسرائيليات.
أما الأحاديث الضعيفة فإنك تلحظ فيها نفس الشوكاني المحدَث، فيعلَ المعلول، وينقد الأسانيد، ويجرَح الضعفاء، ويستشهد بكلام أهل الشأن، وهو في طريقتة يسير على سنن ابن كثير، وكثيرا ما يتابعه في أحكامه على الأحاديث، وربما استدرك عليه ونقده بل ووصفه بالتساهل في التصحيح والتضعيف كما في آية آل عمران (40)، وقد أطال الباحث جدا في سوق الأمثلة لهذا المبحث.
6 - موقفه من الإسرائيليات.
- أما الإسرائيليات فإنه يمتاز عن غيره بقلة إيرادها، بل لا تكاد توجد فيه إلا للرد عليها، فهو من أشد المفسرين انتقادا لها، ولايدع فرصة تمر إلا ويوجه نقده اللاذع إليها.
- بل يرى أن كل منقول عن بني إسرائيل يتناقض، ويشتمل على ما لا يعقل في الغالب، بل يذهب إلى أبعد من ذلك فيرى أن اليهود جاءوا بالتفاسير المتناقضة لقصد التلاعب بالمسلمين رضي الله عنهم والتشكيك عليهم.
? وأن أرى - والله أعلم- أن الشوكاني رحمه الله تعالى تشدد جدا في هذا الأمر، فإن من أخذ عنهم الصحابة في الغالب هم من التابعين الذين حسن إسلامهم، ثم إن رواية الصحابة رضي الله عنهم لها - إذا صحت عنهم- كانت عن علم وبصيرة وتمحيص، لا أنها إنطلت عليهم ألاعيب اليهود.-
ويرد الشوكاني رحمه الله على من يستشهد بحديث رفع الحرج في التحديث عنهم بقوله: "فإن ترخص مترخص بذلك فليس ذلك فيما يتعلق بتفسير كتاب الله تعالى بلا شك، بل فيما ذكر عنهم من القصص الواقعة لهم".
7 - موقفه من التقليد والمقلدين.
لا يدع الشوكاني فرصة تسنح له في تفسيره للتنديد بالتقليد إلا ويشنع فيها على المقلدة، انظر – مثلا- إلى تفسيره الآية (170) من سورة البقرة، والآية (28) من الأعراف، والآية (31) من التوبة، والآية (499 من يونس وغيرها.
بل إنك تلحظ أنه لا يمر بآية من القرآن تنعى على المشركين تقليدهم آباءهم إلا ويطبقها على مقلدي المذاهب الفقهية ويرميهم بأنهم تاركون لكتاب الله تعالى معرضون عن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
8 - مكانة الشوكاني العلمية.
نلخصها في النقاط التالية:
• مؤرخ لأعيان اليمن من نهاية القرن السادس إلى عصره.
• محدث القرن الثالث عشر بلا منازع.
• خاتمة المفسرين الذين جمعوا بين الرواية والدراية.
• أصولي نظَار وفقيه متبحر.
• بارع في علم الكلام والمنطق.
• قاض ألمعي وإمام مصلح.
9 - مآخذ على تفسير الشوكاني:
وهي مآخذ لا تنقص من قيمة الكتاب، ولا تغض من شأنه
o منها أنه قد ينسى فيفسر آية مخالفا لما قرره في آية أخرى كما في تفسير المجيء.
o تخريجه لأحاديث منكرة من دون أن يبين ذلك.
? أقول: يعتذر له أن هذا كتاب تفسير ولم يلتزم فيه بتخريج كل ما يورده.
o مروره على بعض التفسيرات المستنكرة من دون تنبيه أوتعقب وهي واضحة البطلان، منها قول مجاهد:"أن الله خلق ابليس للمعصية" والله يقول: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
الخاتمة (337 - 340).
وقد توصل الباحث فيها إلى نتائج مهمة مرَ أكثرها في عرض الكتاب ويمكن الرجوع إليها لمن أراد المزيد.
وبهذا ينتهي عرض هذه الرسالة القيَمة، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ......
¥