تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإرشادات الذهبية في أعمال التحرير والتنسيق الاحترافية]

ـ[ذياب بن غانم]ــــــــ[15 Sep 2009, 04:10 م]ـ

[الإرشادات الذهبية في أعمال التحرير والتنسيق الاحترافية]

بسم الله الرحم?ن الرحيم

تحية طيبة لكل الإخوة الكرام

ملاحظة: سبق لي نشر هذه المقالة قبل وقت قصير بمنتديين اثنين، ورأيت أن الفائدة من إعادة نشرها -مع بعض التعديلات- في هذا المنتدى الراقي كبيرة؛ لكون كثير من الإخوة فيه من الكتّاب والمؤلّفين، فنسأل الله أن ينفعهم بها جميعا.

كثيرا ما أعجبتني الكتب القديمة المطبوعة في مطابع مصر ولبنان، بما فيها من جمال الخط، وتناسق الفقرات، وقلة الأخطاء المطبعية- مما يشد القارئ إلى القراءة، ويرفع من قيمة الكتاب والكاتب في نظره، ويلمس فيه الإبداع من أوجه عدة.

وتتخذ معظم الكتب والمطبوعات الحديثة –في المقابل- مظهرا وإخراجا سيئين؛ بدءا من رداءة الخط، وانتهاءً بكثرة الأخطاء المطبعية، وما بين هذا وذاك من سوء تنسيق للفقرات والحواشي السفلية، وإنقاص مسافة هوامش الصفحة بدعوى الاقتصاد في الورق إلى غير ذلك من مظاهر السوء التي تزهد القارئ في الكتاب وكاتبه، وتحمله على مقت القراءة والمطالعة من حيث المبدأ. هذا مع أن المفترض أن تتحسن صنعة طباعة الكتب وإخراجها بتقدم التقنية وليس العكس.

وقد حاولت منذ سنوات أن ألم بتقنيات الطباعة الكلاسيكية الرائعة لتطبيقها عند العمل بالبرامج الحديثة على الحاسوب كالوورد، والإنديزاين (فيما بعد)، مع تطويرها إلى الأحسن إن شاء الله. وأعرض عليكم فيما يلي بعض الإرشادات المهمة في هذا الشأن من التي توصلت إليها أو طوّعت البرامج لاستخدامها كما يجب، ولكن سأكتفي هنا بالخطوط العريضة لضيق الوقت، مع استعدادي بإذن الله للرد على أي استيضاح. مع ملاحظة أن هذه الإرشادات خاصة بالكتب والرسائل والبحوث العلمية، ولا تناسب الصحف وبعض المطبوعات الأخرى التي لها قواعدها الخاصة.

نبدأ أولا بالحديث عن الهوامش المناسبة للطباعة، ثم الخطوط المفضلة، ثم العناوين، ثم تنسيق الفقرات والأسطر.

أولا – هوامش الصفحة:

من الملاحظ أن الهوامش العريضة تزيد من جمال المظهر وإلى حد بعيد؛ فمع اتباع إرشادات تنسيق الفقرات الواردة فيما بعد، ستجد أن زيادة حجم الهوامش لها شأن كبير في تحسين مظهر المطبوعة، وهذا أحد الأسرار الخفية لجمال الكتب القديمة.

والمفضل هو جعل الهامش السفلي مساويا للأيسر، وأعرضَ قليلا من نظيره العلوي. أما الهامش الأيمن (الداخلي) فينبغي دائما زيادته عليهم جميعا، وكلما زاد عدد الصفحات زادت نسبة هذه الزيادة؛ فإذا زدنا عرضه عن الهامش الأيسر (الخارجي) بمسافة نصف سنتيمتر في مطبوعة من 150 صفحة، فينبغي أن نزيد مسافة عرضه حتى سنتيمتر كامل إذا وصل عدد صفحات المطبوعة إلى 300 صفحة؛ وذلك لعلة ظاهرة؛ وهي أن مسافة من الجزء الأيمن سيتم استخدامها عند التجليد لضم صفحات المطبوعة بالخياطة أو المادة اللاصقة، فإذا جعلنا عرض الهامش الأيمن مساويا لعرض الهامش الأيسر كانت النتيجة زيادة الفقرات إلى الجانب الأيمن بعد التجليد في الصفحات الوسطى وما بعدها من المطبوعة، وربما زادت إلى الجانب الأيمن بدرجة قد يتعذر معها قراءة الكلمة أو الكلمات الأولى من كل سطر. وكل ما ذُكر في هذه الفقرة ينطبق -كما هو واضح- على المطبوعات التي يتم تجليدها بضم أطراف صفحاتها إلى بعضها مما يأخذ جزءا من مسافة عرض الصفحة، أما المطبوعات التي تُجلَّد تجليدا فاخرا يتحاشى ضم أطراف الأوراق إلى بعضها، فيُمَكِّن من رؤية الورقة بكاملها عن فتح المطبوعة- فلا حاجة فيها إلى زيادة عرض الهامش الأيمن بالكيفية المذكورة.

ثانيا – الخطوط المفضلة:

تبيّن من خلال التجربة وجود بعض الخطوط التي يمكن استخدامها للطباعة في كتابة المتون، أي الفقرات الأساسية في المطبوعة غير العناوين والحواشي السفلية. ولكنني لم أقف حتى الآن على الخط الذي أنشده تماما.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير