لكن الدكتور الفاضل عبدالرحمن الشهري اقترح غير ذلك، وكنت أتمنى أن أستجيب له، لكن لما رأيت الآن مداخلة الأخ الكريم " تيسير الغول " ورأيت ما كتبه الأخ الكريم الشعباني نفسه هنا وفي صفحة أخرى، بل ونقله أن " إدارة الملتقى: شبكة القراءات القرآنية قد اعتذرت له، ورأيت ما هو أدهى من ذلك وأمرّ عندي؛ وهو تصويري بأني لا " بينة معي على اتهامي له، وأني " شهّرت به " وأني وأني .. رأيت من إتمام العمل كتابة هذه الحروف ليعقلها عني " تيسير الغول " قبل " الشعباني " حفظهما الله ورعاهما، فليس بيني وبين شخصيهما الكريمين أي علاقة غير علاقة الأخوة في الدين، وانتقادي إنما هو لقوليهما ولعمل الشعباني ليس إلا، فأقول والله الموفق:
الأخ تيسير الغول:
أرى أنك تسرعت في كتابة كلامك هذا، وكان الأجدر بك أن تنتظر حتى أعلن صدق أو بطلان كلامي، أما أن " تنصر " الشعباني - واسمح لي بالظن الباطل - فهذا شيء لا ينبغي لك ولا لغيرك، وإني أعجب أنك كنت أكثر استعجالاً من صاحب الموضوع نفسه!
لذا فكلامك كله لا علاقة لي به ولن أرد على أي حرف فيه.
أما الشيخ الشعباني حفظه الله فأقول له:
1 - كاتب هذه الحروف لم يشهر بك ولا بغيرك، وكل ما فعلته هو أني - كاتب الحروف لا غيره - نقلت نسخة من الموضوع إلى موقعي الخاص، وهو موقع يرتاده أهل القراءات أكثر مما يرتادونه هنا - حسب ظني - لتخصصه فيها ولعدم طرح مواضيع أخرى فيه، وهذا لا أعتقد أن فيه غضاضة، مع علمي بأن أي موضوع ينشر في " ملتقى التفسير " فإنه سينتقل إلى العالم كله بأسرع من نشره في مواقع أخرى بما فيها " شبكة القراءات القرآنية "!
2 - الاعتذار الذي كتبته لك " إدارة الموقع " يلزمها هي، أما كاتب هذه الحروف فلا يلزمه ذلك، وليس هذا تنقيصاً من قدركم ومقداركم - حاشا والله فظني بكم أنكم من أهل القرآن - وإنما لأني لم أكتب أو أقل ما أرى أنه كذب وتشهير وخطأ وتعدي على الغير حتى يعتذر منه.
3 - نأتي إلى الموضوع الأساس، وهو ما سماه كاتب هذه الحروف " سرقة علمية " وسماه غيري بغير ذلك:
لا بد من بيان أن مرادي بالسرقة العلمية هنا هو " سرقة النص المحقق المطبوع سابقاً ثم الادعاء بتحقيقه ثانية "، أما ما ذكره أو فهمه عني- الشيخ الشعباني من أني أقصد فقط " تعليقاته " فهذا شيء لا يوجد إلا في ذهنه هو حفظه الله، والسبب في ذلك أني أصلاً لم أجد شيئاً يمكن أن يسمى " تعليقاً "، وبيان ذلك:
أولاً: كتاب أسانيد الأندرابي:
قلتم في ص3: ونظراً لأهمية هذه الأسانيد رأت دار الصحابة مشكورة طبعها في هذه الرسالة التي نقوم بتحقيقها، والتي اخترنا لها اسم " أسانيد القراءات " نظراً لأن المؤلف رحمه الله لم يضع لها عنواناً، لكن هذا الاسم هو أقرب الأسماء موافقة لموضوع الكتاب حيث صرح به المؤلف في آخر الباب .. اهـ
وأقول:
انظروا إلى هذا الاستخفاف بالعقول:
1 - نقوم بتحقيقها، ثم الشيخ يقول: أنها جاءته جاهزة وكاملة وأنه لم يصنع شيئاً غير التعليق عليها؟؟
صدقناك في هذا، ولكن:
منذ متى كان الاقتصار على ترجمة الأعلام هو التحقيق؟؟
ومنذ متى كان الاقتصار على ترجمة الأعلام يسمى " تعليقاً "؟؟
ومن نظر في هذا التعليق الذي علقتم به فسيجده كالتالي:
1 - عدد التعليقات كلها (125) تعليقاً، حسب عدكم لها.
2 - من هذه ال (125) يوجد (22) تعليقاً ليست للتراجم، بينما الباقي وهو (103) كلها متعلقة بالتراجم أو الإحالة على ترجمة أعلام سبقت.
3 - من هذه (23) شرح مفردات لغوية لا تتعدى ثلاث كلمات تقريباً، وبعضهاكقولك: قراءة فلان شاذة وووو،
ثانياً: اتضح مما سبق أنكم يافضيلة الشيخ لم " تعلقوا على الكتاب بما يمكن أن يسمى تعليقاً علمياً متفقاً مع كلمة " تحقيق ".
ثالثاً: إيهام الناس بأن هذه الرسالة هي كتاب للأندرابي، والأمر ليس كذلك كما بين في مكان آخر.
رابعاً: اللعب بتراث العلماء - أو لنقل المساعدة في اللعب به - وهذا يتضح من خلال وضع أسماء للكتب لم يضعها أصحابها لها نظراً لكونها جزءاً من كتاب وليس كتاباً مستقلاً.
أما بعد:
فهذا ما عندي على " استخفاف وتلاعب دار الصحابة ومن تعاون معها " بعقول أهل القراءات والباحثين في هذه الرسالة الصغيرة، والتي لم أحب أن أذكر " سرقتها " لطبعة الدكتور الجنابي " لأني ذكرت في بداية الموضوع أن من يقابل هذه الطبعة بتلك سيجد ذلك حذو القذة بالقذة.
أما " السرقة العلمية الثانية " فهي " سلخ وسرقة طبعة: سيد كسروي حسن، لكتاب المبهج، فالنص في طبعة الشيخ الشعباني يتفق ويسير حذو القذة بالقذة بطبعة سيد كسروي، مع وجود بعض الأخطاء العلمية في التعليق عند الشعباني، لو أراد بيانها لفعلت ذلك.
وأخيراً:
أتمنى من أخي الشيخ الشعباني أن يعيد النظر في هذين الكتابين ويعيد تحقيقهما بعد الوقوف على النسخ الخطية مقابلتها وقراءتها ونسخها بنفسه والاشراف عليها بنفسه، فهذا هو السبيل الوحيد الذي يكفر به عن عمله في دار الصحابة.
والله إن في النفس لكلاماً كثيراً ونقداً غير ما ذكرت، لم يمنعني منه إلا أن الشيخ الشعباني اعتذر عن سابق عمله مع هذه الدار فأحجمت عن ذلك واكتفيت بهذا لأقدم لإخواني أهل القراءات الحذر والتحذير من هاتين الطبعتين لهذين الكتابين.
والله من وراء القصد.
¥