تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حوار في مؤلقات الأستاذ الجابري رحمه الله]

ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[09 May 2010, 11:04 ص]ـ

مؤلفات الأستاذ الجابري رحمه الله حسب تاريخ صدورها

تشهد الإنسانية اليوم ثورة الاتصالات الكبرى التي انبثقت في العقد الأخير من القرن العشرين الميلادي،

ومعروف أن عملية التواصل هي أهم أسباب التغير الاجتماعي. ومن حسناتها بروز اتجاه نحو الضمير العالمي الموحد الذي يتفق مع مبادئ الإسلام حيث قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله شهدت في بيت عبدالله بن جدعان حلفا ما أحبّ أن لي به حمر النَّعم ولو دعي إليه في الإسلام لأجبتُ.

كما تشهد البشرية اليوم عملية تصالح بين الشعوب وانتشارا للأمانة وللثقة. فالناس تشتري من الباعة عبر آلاف الأميال دون غش أو تزوير. وتشهد تصالحا بين الإنسان وتاريخه.

ومن حسن حظ الأمة أن قيّض الله لها مفكرا عاصر ثورة الاتصال وقدم لها تحليلا لواقعها وأبرز تيارات تاريخها، وواجب مثقفي الأمة اليوم مناقشة أفكاره ونقدها وتمحيصها (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).

من أجل الاستفادة القصوى من ثورة الجابري الفكرية وبسبب رحيله المفاجئ جاء هذا المقال:

نُكِبت الأمة بتاريخ 03 - 05 - 2010 بوفاة مفكّرها الكبير، وعالمها النحرير

الذي وقف حياته على تحليل العقل الإسلامي واكتشاف الأسباب التاريخية

الموضوعية لخموله، وتشخيص الداء هو أول خطوة صائبة للعلاج.

وكان رحمه الله قد جلب على نفسه لوم الناس بمؤلفه عن تاريخ القرآن، وهو

من أضعف ما كتبـ عفا لله عنه.

ورحم الله القائل

ومن دعا الناس إلى ذمه * ذمّوه بالحق وبالباطل

مقالة السوء إلى أهلها * أسرع من منحدر سائل

لكن التاريخ شهد له وسيشهد بأنه مجدد كبير

للعقل العربي لا يمكن تجاوزه.

ويمكن تصنيف الناس في موقفهم من منتوجه الفكري إلى خمسة أصناف رئيسة:

- الأساتذة المتخصصون في الفلسفة الذين حسدوه شرفه. حيث اعتاد هؤلاء أن

يلوذوا بصمت مريب يُغطون به عجزهم. وبعضهم بسط لسانه بالنكير عليه لأنه ألف

في موضوع كتبوا فيه فجاء بما لم يحوموا حوله. مثلما حصل للدكتور حسام

الآلوسي الذي كتب عن الكندي. وبعضهم غضبوا منه حين أسكتهم في

إحدى الندوات وكشف ضعفهم كما حصل لجورج طرابيشي الذي أثنى على

مشروع المغفور له في نقد العقل العربي أول صدوره ثم حضر ندوة عنه فحاوره

الأستاذ فكشف عن سوء فهمه لقضية من قضايا التراث فحنق على الأستاذ

وألف ما أسماه نقدنقد العقل العربي. وقد تجاهله الأستاذ فيما بعد. وغيرهما كثير.

- الإخوة خريجو المؤسسات الإسلامية الكلاسيكية السنية والشيعية، وهؤلاء في مجملهم

قد وقفوا وقفة المنبهر أن يأتي أستاذ أكاديمي من قسم الفلسفة فيحلل العقل الإسلامي

البياني ويكتشف دور الشافعي وينتقد العقل لأصولي ويكتشف أسباب انغلاق باب

الاجتهاد الحتمية. لقد عاداه قسم منهم لأنهم اعتادوا على طريقة تقليدية مغلقة

خارج التاريخ. لكن قسما من نبهائهم قد استفادوا منه بصمت.

أما المؤسسة الشيعية فقد استفادت منه على طريقتها في توظيف كل شيء

لخدمة ثوابتها البنيوية (القائمة على اغتيال العقل) وشغلها الدائب في ما أسماه

الجابري بـ (عقلنة اللامعقول). فالأستاذ الراحل وهو سليل مدرسة

ابن حزم وابن رشد وابن باجة وابن خلدون والعقلانية العربية الأندلسية المغربية

قد وقف ضد غنوص ابن سينا والفكر الهرمسي الشيعي والصوفي، بل قال بالحرف

الواحد إن الشرط التاريخي لنهوض العقل العربي هو كسر بنية الفكر السينوي،

أي الرمي بالعقل الغنوصي الشيعي الفارسي في البحر. لكن بعض مثقفي

الشيعة حاول الاستفادة من تحليلاته.

-لكن أكثر من وجه إليه سهام النقد وبسط لسانه بالنكير (بسبب الانترنت طبعا لا قدرتهم

على النشر) هم الذين لم يعبأ بهم الأستاذ ولا يعبأ بهم التاريخ،

لأنهم في نظره مجرد غوغاء، لكنهم يمثلون شريحة كبيرة من الجماهير

يقلّ مثلهم في الأمم الأخرى. فهم الدليل الواقعي والمظهر الملموس للتخلف العربي.

- القسم الرابع ناس لم يقرءوه ولم يتأثروا لا بأقوال محبيه ولا شانئيه، وهؤلاء قسم

من العقلاء (أي المؤدبين) الهادئين الذي يمثلون شريحة معتبرة.

-القسم الخامس قسم ردوا عليه بعقلانية وتتبعوا مصادره وانتقدوا طريقة استخدامه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير