للمصادر وطريقة اختياره للنصوص الداعمة لاستنتاجاته أصابوا في بعضها وجانفهم
الصواب في بعض كما فعل أحد الإخوة من الجزائر، ولكن هذا القسم قليل مع الأسف.
حين تقف في محطة الباص بألمانيا تجد في كل موقف صورةً لمفكر أو فيلسوف
حيث تفخر الأمم بمفكريها ومجددي طرق تفكيرها، ومكتوب عند كل صورة
(الأفكار الكبيرة تحتاج واحدا نبيها يستثيرها)، أما عندنا فهو "مبتدع ضال"
فمن انتقد توريث معاوية لابنه رغم أنف المسلمين، لا يقولون هو
يدافع عن العدال والحق والشرعية بل يقولون عنه "ينتقد الصحابة"!
وكأن منتقديه من الصحابة كعبدالله بن عمر ليسوا صحابة! أو أن أحمد بن حتبل
أولى بالطاعة من الصحابة الذين لم يوافقهم. على الرغم من قول النبي صلى الله
عليه وسلم "ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"
وحين قال أحد كتاب مصر بين الحربين "يجب أن لا يكون رأينا في الصحابة
أفضل من رأيهم في بعضهم"، عُدّ قوله مخالفا لطريقة تفكير مجموعة من علماء
الحديث في القرن الثالث صاروا بجرة قلم الممثلين الحقّ للسلف الصالح.
الفكر سلاح ذو حدين ولذلك قال عمرو بن عبيد رحمه الله "اللهم إني أعوذ بك
من طول الغفلة وإقراط الفطنة"، لكن حاجة أمتنا إلى العقل التحليلي هي حاجة
الظمآن إلى الماء. وإذا كان الدعاة يخاطبون القلوب فإن تنوير العقول أمر
لا محيص عنه ولا مفيص.
ويبدو أن أحمد شوقي كان محقا حين قال:
إن الشجاعة في القلوب كثيرة * ووجدت شجعان العقول قليلا
نحن لا نريد من الإخوة الكرام أن ينزلوا عن قناعاتهم ولا عن أفكارهم،
ولكن أن يكونوا أكثر مرونة وموضوعية وشجاعة وفي نفس الوقت أن لا يُنيبوا
أحدا في التفكير عنهم. فلا يسوغ اغتيال العقل في سبيل الحفاظ على الإيمان
بل يجب الاتباع على بصيرة والله تعالى يحبُّ "الحلم والأناة"
وبدلا من أن نختلف في الهواء كما يفعل غير المتعلمين، فقد عنّت لي فكرة، وهي أن نتناقش قي أي موضوع أو فكرة طرحها الأستاذ الراحل، فنتحاور فيها تأييدا أو تفنيدا. ونحن نعلم أن الأستاذ قد كتب في قضايا كثيرة، لكنا ممن يؤمن أن (العلم للحياة)، وعليه فكل ما يفيد المسلمين من أفكار جدير أن نسلط عليه الضوء.
أدعو الإخوة قراءالجابري أن يطرحوا فكرة حالفوا فيها الراحل أو خالفوه للنقاش هنا، وأتمنى أن تكون من القضايا العلمية والفكرية في التراث الإسلامي، أو قضية معاصرة ذات أصل في التراث.
فإن كانت الفكرة حقا أيدناها وربحنا أجر نشر الحق. وإن كانت باطلا فندناها وربحنا أجر دمغ الباطل، وإن كانت من المختلف فيه ربحنا أجر الاجتهاد وبذل الوسع، ولعلنا نستثير من يهتدي فيها إلى بيان الصواب، وبالجملة فهو خير ما نفعل.
وهذه قائمة بمؤلفات ناقد العقل العربي الأستاذ الكبير والمثقف الحقيقي الحامل لهموم أمته محمد عابد الجابري رحمه الله وتجاوز عن سيئاته، بحسب ترتيب تاريخ صدورها. وأهمها بلا شك
نحن والتراث
تكوين العقل العربي
بنية العقل العربي
(وفي علم تحليل العقل) – مدخل إلى فلسفة العلوم: جزآن 1976
- الأول: تطور الفكر الرياضي والعقلانية المعاصرة.
- الثاني: المنهاج التجريبي وتطور الفكر العلمي)
الذي ما زال منذ صدوره قبل أزيد من 34 عاما لانظير له في منطق المعرفة العلمية باستثناء
مؤلفات الراحل ياسين خليل رحمه الله. وهذه القائمة من وضع الأستاذ نفسه، أضعها بين أيدي
الإخوة،:
1 - العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي 1971. وهو نص أطروحته لدكتوراه الدولة في الفلسفة والفكر الإسلامي، كلية الآداب جامعة محمد الخامس- الرباط 1970، وكانت بعنوان: "علم العمران الخلدوني: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي"
2 - أضواء على مشكل التعليم بالمغرب 1973. *
3– مدخل إلى فلسفة العلوم: جزآن 1976
- الأول: تطور الفكر الرياضي والعقلانية المعاصرة.
- الثاني: المنهاج التجريبي وتطور الفكر العلمي)
4 - من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية 1977. *
5 - نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي 1980. (ترجم إلى الإسبانية). طبعة جديدة (العاشرة) مع إضافة 2006
6 - الخطاب العربي المعاصر: دراسة تحليلية نقدية 1982 (ترجم إلى التركية)
7 - تكوين العقل العربي. 1984. (ترجم إلى التركية، وتحت الترجمة إلى الفرنسية).
¥