ـ[محمود البعداني]ــــــــ[10 May 2010, 11:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: فهذه محاولة لتوزيع هذا المقال للدكتور الجابري رحمه الله إلى نقاط وتساؤلات، ربما تعين من أراد أن يحاور أستاذنا الصالح في محتويات المقال، وهذه النقاط التي كتبتها عند قراءة المقال:
هل سورة الحج آخر سورة نزلت بمكة، وهل نزلت في الطريق بين مكة والمدينة؟ وهل قال بهذا الرأي أحد! (بحث محله ترتيب النزول).
مناسبة نزول السورة في ذلك الوقت؟ ما هو قول المفسرين عموما؟ وهل ما قاله الجابري تدل عليه السورة عموما أو هو استدلال بآية واحدة وحمل السورة كاملة عليها؟ (المناسبات القرآنية، وطرائق الاستدلال)
الآية الكريمة "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا (المسلمون)، وَالَّذِينَ هَادُوا (اليهود)، وَالصَّابِئِينَ، وَالنَّصَارَى، وَالْمَجُوسَ، وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا، إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (الحج 17). هل هي: بمثابة تنبيه للمسلمين إلى عدم الدخول في منازعات، حول صحة أو عدم صحة هذا الاعتقاد أو ذلك، وبالتالي تطلب منهم ترك الأمر إلى الله الذي وحده سيفصل يوم القيامة بين الدين السماوي الصحيح وبين الأديان التي داخلها تحريف؟ وما هي أقوال المفسرين فيها؟ (تفسير الآية)
هل نزلت سورة العنكبوت والنبي صلى الله عليه وسلم يتهيأ للهجرة؟ (أسباب النزول)
هل العلاقة بالغير في القرآن لا تعني أكثر من مجرد الاختلاف، وأنه من حيث المبدأ، لا شيء هنا يقرر الكراهية لـ"الغير" أو النفور منه أو احتقاره أو اعتباره على خطأ؟ (بحث عقدي باعتبار، وقرآني باعتبار منهج القرآن في العلاقة مع الغير)
(الذين يتظاهرون بالإسلام وفي نفس الوقت يتواطئون مع خصومه فيتولونهم (ينصرونهم) ويتآمرون معهم لإيذاء المسلمين، وهم بتعبيرنا المعاصر الجواسيس والخونة) هل يطلق هذا المصطلح على المنافقين؟ أو هناك فرق (بحث عقدي فقهي).
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (التحريم 9)، والمعنى، كما يقول المفسرون: "جَاهِدِ الْكُفَّار بالسيفَ، وَالْمُنَافِقِينَ بالوعيد واللسان" .... هل هذا المعنى هو قول المفسرين فعلاً؟ (محل بحثه كتب التفسير).
هل البراءة من المشركين خاصة بالحربي معاملة بالمثل؟ (عقدي فقهي)
(يتضح مما تقدم أنه لا أصل في القرآن لبعض الآراء المنتشرة اليوم في بعض الأوساط والتي تتحدث عن هذين المفهومين الإسلاميين الأصيلين) سبق الحديث عن البراء، فأين سبق الحديث في المقال عن الولاء؟ (ملحظ فني).
هل قول بعضهم: "معنى الولاء: هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم. والبراء: هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين، من الكافرينوالمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق" هو حديث خارج السياق الذي وردا فيه في الذكر الحكيم ولا أصل له في القرآن؟ (بحث عقدي، قرآني).
هل (ومع أن مجمل معنى هذا القول يمكن إسناده بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وردت في سياقات مختلفة) رجوع عما سبق من كونهما وردا خارج السياقات القرآنية؟ (منهجية الباحث في التأليف).
هل إدخال لفظ المبتدعة في تعريف الولاء والبراء يتجاهل ما تنطوي عليه النصوص من تسامح؟ (عقدي)
هل الأمور الواردة في المقال على أنها مقحمة في تعريف الولاء والبراء مقحمة فعلا أو أن منها ما هو مقحم، ومنها ما ليس كذلك؟ ومن هو الذي أقحمها تحديدا (مطالبة بالمصدر لكل نقطة منها).
هل الاستدلال في خاتمة المقال مناسب للمستدل عليه؟
ليست هذه بلا شك مناقشة لمحتويات المقال أستاذنا الصالح ولكنها كما ذكرت في بداية مشاركتي محاولة لعنصرة (إن صح هذا التعبير) المقال، ولعل مشايخنا في الملتقى يعلقون.
وفقك الله ونفع بك وزادك من فضله
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[12 May 2010, 01:25 م]ـ
شكر الله تعالى للأخ الفاضل محمود البعداني صنيعه
وإن ما قام به هو خير ما يُفتتح به مناقشة الموضوع، وعسى أن يكون قد سنّ لنا سنة حسنة
في مناقشة الموضوعات الفكرية والمتعلقة بأصول الدين
وبصدد الملحظ الفني الذي ذكره وهو من مسؤوليتي فأقول موضحاً [ومعتذراً] بأن المقال الذي أوردته
كان في الأصل حلقة من سلسلة مقالات ألقى فيها الأستاذ الضوء على هذا الموضوع، فقمت باقتظاف
الحلقة التي ناقش فيها البراء لما رأيته من الأهمية بمكان أن نناقش هذا الموضوع.
وأرجو من الإخوة الكرام الذين يرون أن الأفكار الواردة في المقال قمن أن تناقش وتضاء جنباتها
أن يُدلوا بدلائهم. فلو أجاب كل أخ على تساؤل من التساؤلات التي صنفها الأخ البعداني لأثري
الموضوع ولعاد بنفع كبير على من تستوقفهم هذه القضايا
والله من وراء القصد
¥