تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

4. هل نزلت سورة العنكبوت والنبي صلى الله عليه وسلم يتهيأ للهجرة؟ (أسباب النزول)

لقد كفانا عناء البحث والتتبع الطاهر بن عاشور في مقدمة تفسير سورة العنكبوت حيث قال:

"وهي مكية كلها في قول الجمهور، ومدنية كلها في أحد قولي ابن عباس وقتادة، وقيل: بعضها مدني. روى الطبري، والواحدي في " أسباب النزول " عن الشعبي أن الآيتين الأوليين منها أي إلى قوله: وليعلمن الكاذبين - نزلتا بعد الهجرة في أناس من أهل مكة أسلموا فكتب إليهم أصحاب النبيء - صلى الله عليه وسلم - من المدينة أن لا يقبل منهم إسلام حتى يهاجروا إلى المدينة، فخرجوا مهاجرين، فاتبعهم المشركون فردوهم.

وروى الطبري عن عكرمة عن ابن عباس أن قوله تعالى: ومن الناس من يقول آمنا بالله إلى قوله: " وليعلمن المنافقين " نزلت في قوم بمكة، وذكر قريبا مما روي عن الشعبي.

وفي " أسباب النزول " للواحدي عن مقاتل: نزلت الآيتان الأوليان في مهجع مولى عمر بن الخطاب، خرج في جيش المسلمين إلى بدر فرماه عامر بن الحضرمي من المشركين بسهم فقتله، فجزع عليه أبوه وامرأته، فأنزل الله هاتين الآيتين. وعن علي بن أبي طالب أن السورة كلها نزلت بين مكة والمدينة. وقيل: إن آية ومن الناس من يقول آمنا بالله نزلت في ناس من ضعفة المسلمين بمكة، كانوا إذا مسهم أذى من الكفار وافقوهم في باطن الأمر وأظهروا للمسلمين أنهم لم يزالوا على إسلامهم كما سيأتي عند تفسيرها.

وقال في " الإتقان ": ويضم إلى ما استثني من المكي فيها قوله تعالى: وكأين من دابة لا تحمل رزقها؛ لما أخرجه ابن أبي حاتم أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - أمر المؤمنين الذين كانوا بمكة بالمهاجرة إلى المدينة، فقالوا: كيف نقدم بلدا ليست لنا فيه معيشة، فنزلت وكأين من دابة لا تحمل رزقها.

وقيل: هذه السورة آخر ما نزل بمكة، وهو يناكد بظاهره جعلهم هذه السورة نازلة قبل سورة المطففين، وسورة المطففين آخر السور المكية. ويمكن الجمع بأن ابتداء نزول سورة العنكبوت قبل ابتداء نزول سورة المطففين، ثم نزلت سورة المطففين كلها في المدة التي كانت تنزل فيها سورة العنكبوت، ثم تم بعد ذلك جميع هذه السورة.

وهذه السورة هي السورة الخامسة والثمانون في ترتيب نزول سور القرآن، نزلت بعد سورة الروم وقبل سورة المطففين، وسيأتي عند ذكر سورة الروم ما يقتضي أن العنكبوت نزلت في أواخر سنة إحدى عشرة قبل الهجرة، فتكون من أخريات السور المكية بحيث لم ينزل بعدها بمكة إلا سورة المطففين."

وهنا نرى أن الرويات مختلفة، ولنرجح أن السورة مكية، ولنرجح أنها نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم وصحبه يتهيأ للهجرة كما زعم الجابري، فهل هذا يزكي فهم الجابري؟

الذي أجزم به أن هذا الأمر لا علاقة له بفهم الجابري فضل عن أن يزكيه.

ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[25 May 2010, 02:57 م]ـ

قام الأخ الكريم محمود البعداني بتقسيم مقال الجابري إلى نقاط هي بلا شك وكما هي

أمام عين القاري مهمة وتفصيل القول فيها هو عين العلم، والإخوة الفضلاء مدعوون أن

يُدلوا بدلائهم وتشغيل البواحث الإلكترونية كالجامع الكبير أو الشاملة وتلخيص أقوال العلماء

ولا سيما أهل المئة الخامسة وما قبلها.

لكن بدا لي أننا بحاجة هنا إلى تركيز التفكير على بؤرة الموضوع.

ما الذي أراد الكاتب أن يوصله إلى القارئ وما حججه أو ستراجيات خطابه؟

أعني أننا سنبدأ بذلك ثم نتتبع النقاط الأخرى التي ساهمت في تشكيل معناه.

ويمكن أن نرجئ ذلك إلى ما بعد تفصيل القول في النقاط أدناه، لكن بيان بؤرة

الموضوع وفكرته الكبرى الرئيسة يكتسي بأهمية خاصة

أما المسألة الأخرى وهي خارج النص فهي ما مدى ثورية هذا الفهم الذي قدمه الكاتب

وما مدى نفعه وضرره؟

هل يمكن تسليط الضوء عليه أم أن ذلك نوع يُترك للتاريخ (المستقبل).

أكتفي حاليا بهذه اللمحة علها تجتذب اهتمام بعض الإخوان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد: فهذه محاولة لتوزيع هذا المقال للدكتور الجابري رحمه الله إلى نقاط وتساؤلات، ربما تعين من أراد أن يحاور أستاذنا الصالح في محتويات المقال، وهذه النقاط التي كتبتها عند قراءة المقال:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير