{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} الزخرف19
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[04 Jul 2010, 05:32 ص]ـ
لقد احسن الكاتب رحمه الله في التشخيص والاشارة الى موطن الخلل، ولكنه للاسف لم يفلح في تقديم الحل الناجع، والذي هو في بتر الدخيل الفاسد الذي اشار اليه، ورضي بالحل الوسط وليس الجذري في اجتثاث الداء الذي شخصه
وقدم المقترحات والاراء التي يراد منها اصلاح الحال، ولكنه اخذ بايسرها الذي يبقي على الداء مع الاكتفاء بالاشارة اليه والتحذير منه،
فاحد المقترحات التي قدمها وراى انه لايمكن الاخذ بها هو الحل الصحيح وهو:
1" - فمنهم من يرى الاستغناء عن كتب التفسير التي اشتملت على الموضوعات والاسرائيليات التي جنت على الاسلام والمسلمين وجرَّت عليهم كل هذه الطعون والهجمات من أَعداء الاسلام، وذلك بإِبادتها وحرقها، حتى يحال بين الناس وبينها، " .... انتهى اقتباسي من الصفحة 8.
لننظر الى مسالة الموضوعات والاسرائيليات من منظور اكثر عمقا، من منظور من قام ليس فقط في وضعها وانما من أخذ بها وضمنها في تفسيره، وقطعا أصوِّب اصبع الاتهام الى الرواد والطلائع الاوائل في هذا المقام ائمة وشيوخ المفسرين، فهم اكثر الناس تضمينا وترويجا بل وضعا لهذه الاسرائليات والموضوعات، والتي لايمكن اخلاء مسئوليتهم منها باي حال من الاحوال، بل هم من تولى كبرها، وكيف دخلت تلك الى قلوبهم وكيف طوعت لهم انفسهم سوقها وروايتها مع جلاء باطلها وزيغها ومنافاتها لكتاب الله ودلائله؟
لقد اعترف المؤلف بطغيان تلك الترهات على تفسير كناب الله وقال:
" لقد كادت ان تطغى على التفسير الصحيح .... "، الصفحة؛ 4
ولم يحدد المسؤول عنها بل لم ينبئنا لماذا اذا ضمَّن من يزعم انه يفسر كلام الله تلك الاكاذيب ولماذا تسللت من خلال هؤلاء المفسرين الشيوخ المعتمدين؟ اذا فلنكن اكثر جرأة وصراحة ونحدد المسئول عنها، وقطعا لن نجد غير المفسرين انفسهم يتحملون كامل الوزر والمسئولية،
فلايمكن ان نتصور ان المفسرين في وادي والوضاع في وادي اخر، او ان المفسرين اخذوا واشتروا على حين غفلة بضاعة الوضاعين، وانما الاحق والاصوب هو ان المفسرين كانوا في تماس شديد في مسالة الوضع والاسرائليات، ولايمكن ان نتصور ان الوضاع روجوا بضاعتهم بين العامة ثم اخذها المفسرون والرواة من عامة الناس!!!، ويتضح ذلك جليا حين نقرأ مثلا في كتاب الطبري اي تفسيره الذي سماه تأويلا، فنجد ان سند الخبر يبتدأ وينتهي بالمفسرين الاوائل والذين مثالهم الطبري ومن ياخذ عنهم، فذمتهم ليست بالبريئة من هذه المرويات بل هم اهلها ومن قدّمها للناس، ولكن المفسرين والعلماء المتاخرين يبرءون المفسرين والمحدثين السابقين من ذلك، ويجعلونهم في منأى من المسؤولية ويصورون الامر هو مجرد تسرب الوضع الى كتبهم، ويبررون لهم بانهم مجرد ناقل!!! وناقل الكفر ليس بكافر!!! واين؟ افي جوار كتاب الله يروجون الوضع والاسرائليات؟
ونظرة في تفسير الطبري ترينا كيف انه هو من يروي الحديث بصورة مباشرة وبكثرة كاثرة وليس زلل هنا او خطأ هناك، فهو الراوي وهو المفسر،
فنحن لانتحدث عن كتب مستقلة للموضوعات وانما احاديث اخذ بها العلماء الاجلاء وباسراف بل بالغالب على تفاسيرهم!!!!
والغريب ان هذه الاسرائيليات والموضوعات ظلت قائمة في التراث والتفسير المنسوب للاسلامي بكرامة ودون مساسس لولا النقد الغربي الاستشراقي الذي صار يشير اليها فاستحى القوم منها وتحرك ضميرهم بعد غفلة، فكان نفيهم وبحثهم في اباطيل الموضوعات والاسرائليات ليس غير استجابة لذلك النقد والانتقاص الغربي، فكان هذا الكتاب (الاسرائيليات والموضوعات) قيد النظر، فكيف اذا لو لم يكن ذلك الانتقاص؟ اي انها امة سادرة في غيها ونومها لولا ان تستيقظ على ضربات خصومها فجزاهم الله عنا خيرا من خصوم يوقظونهم من غفلتهم،
في الصفحة 245 ينتقد الكاتب - على استحياء -المفسرين والمحدثين، في كتابه الاسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير؛
يقول في معرض تعليقه على بعض الاقاصيص عن ياجوج ومأجوج والمنسوبة بالحديث الى الرسول:
¥